كتب الكاتب والمخرج السوري عيسى عمران على صفحته الشخصية قائلا:
أن تكون سينمائيا. يعني أن تكون عاشقا. أن تكون سينمائيا يعني أن تكون دارسا مثابرا، شغوفا. لأن السينما ليست فنا فقط. بل هي علم أيضا. وحتى الفنون تتطلب الدراسة المضنية للوصول الى حالة الابداع. فكيف الحال بمن هي فن و علم معا.
نشأت علاقتي مع السينما منذ الصغر. من برامج الرسوم المتحركة. ومرت بمراحل ملونة كثيرة. يمكنني اختصارها بأربعة الوان من الوان الدائرة اللونية. المرحلة الاولى. المرحلة الباردة. المرحلة الزرقاء. تبادلت فيها الحب مع السينما عن بعد. واعلنت للمقربين لأول مرة انني اريد ان أعمل في السينما في عام ١٩٩٦. بعمر ١٢ عاما. استمرت هذه المرحلة حتى عام ٢٠٠٠ كان عرابها الاستاذ مروان صواف. والربع ساعة التحليليلة لأحدث الافلام العالمية المعروضة. انتقلت بعد عام ٢٠٠٠ الى المرحلة الخضراء الأكثر دفئا. كان التواصل مع السينما اكثر حرارة. وفيها ثابرت على حضور مهرجان دمشق السينمائي من دورة ٢٠٠١ حتى دورته الاخيرة ٢٠١٠. كان عراباها الوزير السابق والناقد السينمائي محمد الاحمد، وجهاز الفيديو cd. تعرفت فيها على اعمال كبار المخرجين العالميين الراحلين والاحياء. برغمان. انطونيوني. فيلليني. كوبولا. بيرتولوتشي. كيروساوا. سكورسيزي والماستر كوبريك.
ثم جائت المرحلة السوداء. ما بين عامي ٢٠١٠ و ٢٠١٧.دخلت في ثقب أسود قسري. ابعدني عن التواصل مع السينما بشكل مباشر. بسبب خدمتي الالزامية والاحتياطية. والثقب الاسود الذي مرت به سوريا. جذبني معه وادخلني أنا والسينما في داخله. كان عراب هذه المرحلة جهاز السوني m و السيرف الطلابي ٤ جيجا. وموقع اليوتيوب. تعلمت من اليوتيوب ان أجد أي معلومة ابحث عنها بأقصى سرعة وبأفضل نتيجة. في المرحلة السوداء قرأت سد فيلد. وماهر راضي، عدة مرات. كان السيناريو و اساسيات التصوير هو ما يشغل بالي.
حتى عام ٢٠١٧ لم أكن قد صورت سوى فيلم قصير واحد. على جهاز موبايل همر. والذي صادف انه من اوائل الافلام القصيرة المصورة على الموبايل في التاريخ. هذه كانت اشارة. لم احسن استغلالها. بعد عام ٢٠١٧ أجبرت الثقب الاسود على الزوال. ودخلت في المرحلة الرمادية المستمرة حتى اليوم. فكتبت وصورت افلاما قصيرة. كانت لمجرد محاولة اختراق الدائرة السميكة التي هي الوسط الفني في سوريا. الذي هو الاخر دخل في الثقب الاسود. ولا يزال الى الان في المرحلة السوداء. كانت محاولاتي خجولة في البداية. وازدادت حدتها شراسة مع مرور الايام. واليوم مع حصولي على حقوق الملكية الفكرية للمسلسل القصير عدوى. بأكثر من ٥٥٠ صفحة. و٥ شهور مضنية لكتابته. أعرف انني ادق المسمار الاخير في مرحلة الاختراق. لانتقل بقوة الإرادة والعزيمة من المرحلة الرمادية الى المرحلة الصفراء. مرحلة التأسيس والعمل الجاد مرحلة تطبيق القواعد والنظريات والمفاهيم. ومن بعدها الى المرحلة الحمراء. مرحلة القوة الشخصية والثقة من شركات الإنتاج المحلية والعالمية، مرحلة كسر القواعد وخلق قواعد جديدة ستضيف بعدا اخر للسينما والدراما السورية والعربية. لأحقق الحلم الذي كرست حياتي لأجله. واخلق المهنة التي احبها فقط. من بين كل المهن. مستفيدا من مجانية وسائل التواصل الاجتماعي. وقدرتها على فتح الطرقات لحرق المراحل والتواصل مع الأشخاص المهمين بصورة افتراضية ومن ثم واقعية.
هذه هي قصة عشقي للسينما وقصة دراستي لها. وجدول اعمالي القادم. اطرحه بكل ثقة. وأنا كلي يقين أنني أقرب من أي وقت مضى لاختراق الدائرة. وأشد اصرارا على اختراقها واعادة تشكيلها من جديد. لأزيل الثقب الأسود عنها كما أزلته من طريقي. وصولا الى فيلم جلجامش. ومسلسل خوارزم شاه. الذين سيكونان ببصمتي الخاصة. ولأقول في نهاية المطاف لكل من هم ضمن الدائرة. بأنني فعلتها بنفسي.
عيسى عمران.
إضافة تعليق جديد