صلة الرحم هي من أعظم الصلات وأقدسها لأنها من أجل الأعمال التي تقربنا من الله وتكون سببا في دخولنا الجنة وهي مأمور بها شرعا في الكتاب والسنة وأجمعت عليها الأمة الاسلامية قاطبة لقول الله تعالى في سورة النساء: "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام".
وصلة الرحم في وقتنا الحالي أصبحت مرتبطة بالمناسبات العائلية و الأعياد وتكون بزيارات خاطفة نتحجج فيها بمشاغل الحياة وعدم ايجاد الوقت الكافي
أو عن طريق وسائل التواصل الحديثة التي نستعملها لتفقد أحوال من نحب فأصبحت لوحة مفاتيح هواتفنا تعوض الابتسامات والاحضان وحتى القبلات وجوجل لا يقصر في الحقيقة أبدا في تجهيز الهدايا والمعايدات والتهاني في كل مناسبة.
حياة افتراضية باردة ليس لها طعم فلا شيء يعوض
التقارب بالزيارات والمقابلات والتي نعبر فيها عن مشاعرنا الجياشة بالحب والمودة عن طريق المصافحة والمعانقة و أتت الكورونا فزادت الطين بلة وأصبحت حجتنا في عدم الزيارة و التقارب هي الكورونا لدرجة أنني أتساءل أحيانا هل الكورونا هي عقاب رباني لأننا فرطنا في قيمنا وفي صلة أرحاما حتى حرمنا الله منها كرها لا طوعا.
حرمنا من العائلة من الأحبة من التقارب الاجتماعي اللذي يمنحنا القوة ويزودنا بطاقات إيجابية تمتن روابطنا الأسرية حرمنا من معانقة آباءنا وأمهاتنا خوفا عليهم من العدوى وهم كبار السن والمقام اللذين يشتاقون للمسة حنية من ابنائهم وفلذات أكبادهم حرمنا من اللقاءات الاجتماعية في كل وقت وحين واللمة العائلية التي أصبحت من شروطها لبس الكمامات ومنع المصافحات
أي أيام نعيش؟؟؟ أيام ثقيلة كئيبة أصبحنا نتقابل دون مقابلة ونتصافح دون مصافحة .
نسأل الله تعالى أن يرفع عنا هذا الوباء ونسأله سلامة أجسادنا من كل مرض وداء وسلامة أرواحنا من كل شر وغل وجفاء.
إضافة تعليق جديد