أتَغْفَلِينَ لَهْفَتِى فِيكِ ثُمَّ لِلنَّوْمِ تَخْلُدِينْ ؟
أمْ أنَّهُ ذَنْبِى بِفَرْطِ الأمَلِ والْحَنِينْ
مَنَّيْتُ نَفْسِى أنَّكِ آتِيَةً
لا مَحَالَةٌ ولِلْسَّهَرِ تُدْمِنِينْ
وانْتَظَرْتُ عَلَى قَارِبِ نَفْسِى طَوِيلاً
عَلَّكِ لِى تُدْرِكِينْ
لَكِنَّهُ الْكَرَى غَالَبَكِ لِتَأْوِى إلَيْهِ
فَعَسَاكِ بِى تَحْلُمِينْ
وهلْ أنَا بِخَاطِرِكِ
كَمَا أنْتِ فِى نَفْسِى تَسْبَحِينْ
فَأنَا أعْرِفُكِ لِلسِّبَاحَةِ دَوْمَاً تَعْشَقِينْ
فَهَلْ تَسْمَحِينَ أنْ أُؤْنِسَ وَحْشَتَكِ
مع السِّنِينْ
أمْ أنَّ بَحْرُ هَوَاكِ بِلا شُطْآنٍ
ولِلْمَوَانِى تَنْسِفِينْ
لَكِنَّنِى أرَاكِ فَرَاشَةٌ
فى سَمَاءِ النَّفْسِ تُحَلِّقِينْ
وَأعْدَدْتُ لِفَرَاشَتِى مَمَرّاً
بِالشُّمُوعِ أضَأْتُهُ لِتَهْبِطِينْ
وبِأشْجَارِ الْوَرْدِ والرَّيْحَانِ
زَيَّنْتُ جَوَانِبَهُ كَىْ تَتَنَسَّمِينْ
أخَائِفَةٌ مِنَ الْهُبُوطِ
أمْ أنَّكِ بالطَّيَرَانِ تَسْعَدِينْ ؟
فَنُوَجِهُ عُيُونَنَا نَحْوَ السَّمَاءِ عَلَّنَا
نَسْتَمِدُ صَبْرَاً الى حِينْ
فَمَطَارَاتُ نَفْسِى آمِنَةٌ
وبِأىٍ مِنْهَا اهْبِطِى وكَيْفَ تَنْدَمِينْ ؟
فَقْدْ طَهَّرْتُهَا مِنْ عَبَثِ
مَنْ كَانُوا لِلْحُبِ غَيْرَ مُدْرِكِينْ
وحَيَاتُنَا مُقَدَّرَةٌ
ولَيْسَ لَنَا فِيهَا بِالْغَيْبِ نَسْتَبِينْ
فَلْنَعِشْ بِحُسْنِِ الأسْبَابِ دَوْمَاً
ونَتْرُكُ حُمُولَنَا لِرَبِّ الْعَالَمِينْ
من ديوان : كبرياء فراشة
إضافة تعليق جديد