أتت الحيــــــــاة بعجـبــــــــــــــــــــها الْمـترائى
ورمت بما وسعت ، بغَـــــــــــــــــير حيــــاءِ
وقضت قضـــــــــــــــــــاء أن تصيب كِرامَها
بضــراوةٍ ، وبفــــــــــــــــــــــاجر الخيـــــــــــلاءِ
عدت النَّــــــــوازل والشــــجون ، وعربدت
وبغت , ولكن لم تفــــــــــــــــــــــــــــز برجاء
ولقـد علمت يقِــــــــــــــــين قــــــــلبى مدركا
بعطـــــــــاء ربىَ ؛ فارتضيت قضـــــــــــــائى
سـامحتُ ، والأمل الفَـتِـــــــــــىُّ يفوق ما
جمــع الذين سعـوا لأجل فنــــــــــــــــــــــائى
ورضيت من شرف المثال غنى الرؤى
فغنمت بالشــرف الرفيــــــــــــــــــــــع بهائى
ونهَلت من ورع اليقـــــــــــــين ، فـــزادنى
وملكت نفسى ، رغم طُــــــــــــــول بلائى
ورفعت روحى باصطبــــــــــــارى فى عَلٍ
فعـلا بها لعُـــــلا الرضى وهنـــــــــــــــــائى
وفتَحت دارى للحيَـــــــــــــــــــــــاة وما أتت
وبســطت للـزمن الــــــــــــــــــردىء ردائى
وهتفت بالألـم المقيـــــــــــــــــــم : هلـم يا
وَجَعًـا تَوَطَّـــــــنَ ؛ أنت من خلطــــــــائى
ذق ما تحب ، ولا يخفـك تصـــــــــــــــور
فلقــــــــــــد تركتـــــــــــــــــك ياردىء ورائى
ذق من حلاوتنـا النقـــــــــــــــاء ! وخَلِّنَا
نحيـا كمـا رضى الهـــــــــــــوى ؛ بنقاء
إن قيل أُغرِقَ فى الهموم من الصبا
فلقـد هُديتُ بقاعِـهـَـــــــــــــــــــا لعـــــلائِى
أوقيـل لم ير فِى الحيـــــــــــــاة ســويعـة
من راحة فلقـــــــــــــــــــــد بذلت عطـائى
أو قيـل : ما يلقــــــــــــــــاه داء محبـــــة
فلنعـــم ما شهدوا لخـــــــــــــــــير دواءِ
ولَبُورِكَ النظـــــــر المُشِـــــــــيدُ بِزعمُـهم
ولبورك الأجَـــــــــــــــــــــل الحفِىُّ بدائى
أنا بالمحبة قـد ظفــــــــــــــــرت مجاهـدا
وغنمت تاج الحب فــــــــــــــى الكـبراءِ
وعرفت قَــدْرِىَ بالمحبـة مغْــــــــــــــــــرَمًا
فبنيت ذاتى فى عفــــــــــــاف سَمائى
ووهبت روحى للعطاء ، فبـــــــــــاركَت
وتهللت , وسَعتْ لِحَـــــــــقِّ وفـــــــــاءِ
قدر المحبــة أن يجرب حبـــــــــــــــــــــها
ويُذَاعَ عنه لِســـــــــــــــــــامعٍ ، ولِـرَاءِ
* * *
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من روائع الشاعر الكبير / محمد سليم خريبة
بديوان " خلجــات صَبَّـــارة "
إضافة تعليق جديد