أولا: لندرك خطورة هذه النقطة .. الهوية .. فلننظر الى حالنا ..
تفرقنا وتناحرنا وفشل محاولات توحدنا في إدارة الوطن يدور حول هذه النقطة بصورة مباشرة او غير مباشرة ..
ثانيا: نحن في هذه البقعة من الأرض نملك هذه المقومات جميعا ..
الدين .الأرض .العادات والتقاليد والأعراف .الثروة .الامتداد الزمنى البشرى و(بعض الخبرات) ؟ .. ونملكها بوحدة غريبه لا توجد في أي مكان على الأرض .. ولكن بالرغم من هذا يخرج المتباكون وكارهي ثوابت الكون والخلق لنصب سرادق العزاء على هوية الامة التي تضيع وستضيع وهى أمامهم وفى أيديهم .. وتسألهم ماهي هوية الأمة لا تجد إجابة ولكن صراخا أو همهمة غالغثاء .. !!
ثالثا: من غير المقبول أن الانسان الناقص يجادل وأحيانا يسفه قيم الدين الكامل وهذا الجدال للأسف تجده أحيانا عنيفا في الدول مهبط الشرائع السماوية أو المستقر الدين فيها وأسباب ذلك لا تخفى على أحد داخليا وخارجيا .. وهذا يختلف تماما عن طلب العلم الحقيقي والحوار للفهم وزيادة مساحة الوعى والادراك ..
رابعا: لهذا و حتى لا نتوه من أنفسنا أو نغرق في تيه غيرنا لابد أن نستقى هويتنا بطريقه واضحة ومحدده كما أسلفتها ولا نمد جسور الحوار لها الى مالا نهاية حتى نغرق و لانصل الى شيء من كثرة الجدال خاصة مع كثرة المتربصين وحتى نتفرغ - وهو الأهم – لاعمار الأرض لأن هذه هي سنة الحياة على وجه هذه الأرض ..
خامسا: الجدال الذى لا طائل منه فى أمور محسومة هو موت بلا مشيعين ولكن بمتربصين .. ببساطة لانهم يبنون لانفسهم دنيا ودين لانعرف عنهما شيئا..
سادسا: من الواضح أن تربية المجتمع أخلاقيا من خلال الدين أو حتى العرف الاجتماعي السليم أصبح لا يهم أحد على جميع المستويات بل يتم تغذية المجتمع بأخلاقيات وعادات هدامة تحت حجج الحداثة ومحاربة التطرف وتقدم الغرب في جميع المجالات بدون هذه القيم وهذا غير صحيح بالمرة ..!
سابعا: من السهل تمرير هذه القيم الهدامة بالتدريج في مجتمع يعانى من مشاكل اقتصادية هائلة .. وحياة مجتمعية غير منضبطة .. وفى مجتمع اجتمعت فيه السلطة مع المال بصورة فجة مع طبقة لا مانع لدى معظمها من التواجد في المجتمع من خلال هذه القيم الهدامة بل وتمريرها إعلاميا بصورة احترافيه عالية لمصالحها الخاصة ..
ثامنا: أول عوامل هدم المجتمع و أخطرها والواضح لكل عيان هو هدم الدين وقيم المجتمع وليس الوضع الاقتصادي وان كان ترهل الاقتصاد يزيد الوضع سوءا ولكن تحسن الاقتصاد مع هدم قيم الدين أشد خطرا في هدم المجتمع والامثلة في المنطقة العربية عديده.
تاسعا: المنبهرون والمؤيدون لميثاق الأمم المتحدة لحقوق الانسان لأنه يجمع الأمم من كل العرقيات والعقائد ولا يمكن ان نلزمهم بقيم الشرائع السماوية الصحيحة .. نذكرهم بأنه في ظل هذا الميثاق ارتكبت ابشع الجرائم الإنسانية في حق البشرية من قتل مروع الى هدم كارثي الى نهب ثروات الشعوب ولم يفعل لهم هذا الميثاق وهذه العقائد الهلامية الإعلامية المسيسة شيئا ..
بل ونتحداهم أن يشمل هذا الميثاق أي حق من حقوق الانسان السوية على الأرض لم تأتى بأعظم وأكثر منها الدين الاسلامى او الشرائع السماوية الصحيحة .. !!
عاشرا: التركيبة النفسية للإنسان المصري والعربي بصفة عامة لا يصلح لصلاحها سوى قيم الدين لأسباب كثيرة .. والدليل على ذلك أنه لم يستطع العيش بقيم الغرب ويقيم نهضه .. ولم يكفيه قصور فهمه للدين انه عبادة فقط بدون الاخذ بالأسباب لعمارة الأرض كما امرنا ديننا فكان السقوط المريع الذى نحن فيه ..
الحادي عشر: ليس من المقبول أن تتسع الساحة لكل من يشكك في هذه الثوابت ويتلاعبون بها وهم قلة ولكنهم يبدون كثرة من كثرة الصياح و افساح المجال لهم إعلاميا ضد رغبة الكثرة الواعية ..
الاثني عشر: ليس من المقبول اطلاق كلمة الخيانة جزافا لتحقيق مصالح شخصية .. الخيانة هي خيانة هوية ومرجعية الوطن ومعطيات امن الوجود السليمة الصحيحة وغير ذلك هو عبث لن يؤدى الا الى هدم الوطن وتفكيك او اضعاف نسيجه والامثلة عديده ..
الثالث عشر: لا معنى لكلمة النظام ان كانت تعنى الولاء لأشخاص ..
النظام هو الهوية بكل خطوطها وحدودها .. والدستور .. والقانون .. ومنظومة تسيير المجتمع بشرط وضع أسسها بتوافق مجتمعي شامل وتطبق على الجميع وتعلو على الجميع ولا يتطاول عليها أحد مهما كان مركزه أو سلطته .. وتبقى المعضلة هنا .. من يفرض هذا المعنى على الجميع بدون ان يطاله الأذى في نفسه أو اسرته أو مركزه الاجتماعي .. ؟
انها إرادة شعب لا تناور ولا تتهاون في هوية و مصير الامة ..
الرابع عشر: وأخيرا .. ان كان تاريخ البشرية يقرر أن صلاح حياة الانسان مرتبط باتباع منهج خالقه فلم الجدال وما فائدته وخاصة ان هذه البقعة من الدنيا اختصها الله برسالات انبيائه ..؟
و أخيرا ..
كيف لدوله او مجتمع يدعى التدين والالتزام بتعاليم الدين .. وفى نفس الوقت يتساوى لديه مفهوم الظلم والعدل ..بل يفلسف وجود الظلم ويبرر وجوده ويقننه .. ؟!!
ولنختم بالبداية ..
هوية الوطن ليست كلمات للإلهاء و ليست ترفا ولكنها مظلته وحصن أمانه .. التفريط فيها جريمة والحفاظ عليها حياة .. لمن يريد الحياة ..
إضافة تعليق جديد