أقف بين أيديكم يا سادة
أسرد قصتي الطويلة
كنت فتى يافعا
أجول في الحقول والروابي
صوتي كان عاليا
سمائي كانت صافية
أرضي كانت خضراء
أمدٌ بصري في كل مكان
أغنٌي مع العصافير
أغنية سمعتها في المذياع
ما أحلى عيش الحرية
كانت أمي تناولني الرغيف
تطالع في وجهي
ترى النور يعلو محياي
تفرح لفرحي
تحزن لترحي
كانت تدفيني بمعطفها
تقص علي قصص الماضي
ماضي الجدود
لمن كسروا القيود
قارعوا الإستعمار
ببسالة وصمود
حتى جئنا وعشنا
عيشا سعيدا
سرعان ما هبت الرياح
قوية عاتية
طيور النورس هاجرت
نيران الحروب اشتعلت
أراضينا صودرت
قصائدنا صودرت
لم يعد للكلمة معنى
عدو يفتك بنا
يأتي على الأخضر واليابس
يقتل أطفالنا
يغتصب نساءنا
يغتال فينا الفرح
خيراتنا لم تعد لنا
عالمنا تغير كثيرا
لم نعد نملك القرار
نجرٌ أذيال الخيبة
لم نعد أقوياء
فقدنا الشجاعة والمهابة
تهنا في عالم التيه والنسيان
نبحث في كل مكان
عن ماض تليد
تاريخ مجيد
أبطال رحلوا عنا
كانوا يظنون أننا
نواصل المسير
للحرية والتحرير
لكننا هزمنا
تشردنا وخنٌا العهود
سلمناها أرض الجدود
ها نحن نتجرع الخيبة
وراء الخيبة
نسكن الخيام
صودرت أراضينا
صودرت القصيد
عدت أنا لأحزاني
تركتها الأغاني
صودرت منا أيضأ الأماني
لم يعد لنا وجود ؟؟؟؟؟
إضافة تعليق جديد