"أرواح هائمة " بقلم الشاعرة سميرة فاضل غانم

سحابة أنا 
هويتُ من صقيع الظلام
ألقيتُ ظلي على فراشِ القمر 
رَشَّني بوميضٍ من قلبه الأثيري
وتسللَ ضوؤهُ إلى قلبي 
قلبٌ في قلبٍ نحن ...
لم نأتِ عبثاً إلى الكونِ
في التقائِنا قُرِأتْ الألِفْ....
والنورُ الأعظمُ هناك 
يخلقُ النجومَ لِتَحِجَّ إلى الشمس ...
الحبُّ هو الشمس
والقلوبُ مفازاتِ النجومِ السابحةِ في العدمِ القديم ...
في البعيدِ سُمُّ دُخانٍ وظلام
وهنا ... حيثُ أنتَ  بِي
دفءٌ وبريقٌ ...
الماءُ المقدَّسُ يُغرقُ الحبَّ فيهِ كل َّ مساءٍ
ليتكاثرَ مُرجاناً 
ثم ينتفضُ كلَّ صباح ٍناثراً شذراتَهُ أرواحاً من نورٍ
تسبحُ في دوَّامةِ الفُلكِ
تهيمُ باحثةً عن أقمارٍ تعيشُ بها ..
كلُّ الارواحِ الهائمةِ تصيغُ اللآلئَ
نبالاً ترميها في الفضاء 
يُوجِّهُها القدرُ
نحوَ أجسادٍ أثيريةٍ تسكُنُ إليها ...
في كثافةِ غبارِ الضوءِ
عندما تمازج الشتاءُ والربيعُ بيومٍ واحدٍ 
يحادثُ الحدسُ الجمالَ الفتيَّ
عن أدغالٍ فيها فاكهة مُرّة
تبحثُ عن دموعِنا لتُسْقِطها شتاءاً يُحَلّيها
وفي حناجرِ الصدى تشتعلُ الأغاني
 تعانقُ رياحُ الأرض ِ
تطعنُ النجومُ المحيطاتَ برماحِ ضوئها 
تتأوَّهُ المياهُ
 وتُغْمِدُ تنهُداتها في عمقِها الحالكِ
فيخرجُ القمرُ ليوقظَ الحياةَ على الأرض ...
سوريا /11\3\2021