كلما غفت الأمة ارتطم رأسها بأسوار القدس العتيقة، وكلما تاهت الذاكرة قدحها منظر المسجد الأقصى المبارك والقبة الذهبية ، وكلما ذهب الاحتلال بعيدا في غطرسته، و سياسته القمعية وجد الفرسان والأبطال يقفون في وجهه شامخين، متحديين في مقاومة متواصلة حددت وجهتها أن لا مساومة على القدس وهويتها وعروبتها.
القدس والمسجد الاقصى المبارك يا سادة ويا فصائل اعظم من كل الكراسي؟ لأنها أرض النبوات ومسرى الرسول عليه افضل الصلوات والسلام ، وإرثُ الأمةِ الخاتِمة الذي يسكن قلبَ كلِ مسلم. بقاعٌ باركها الله وبارك ما حولها، أكثرُ أرضٍ في هذه الدنيا خطى فيها الأنبياء، مازجت نسماتُها أنفاسَهم، وأصاخت أفياؤها لتراتيلهم ومناجاتهم. وتبلل ثراها بدمعاتهم ودمائهم.
لهذا يجب ان تكون البوصلة، ولا يجوز ان تكون مثارًا لتبادل الاتهامات ، وتكريس الخلافات، ولا أن تستغل لاسقاطات وتصفية حسابات ؟
الذبذبة هنا سيّئة..وهي في الصراعات، أسوأ..وفي الصراعات المصيرية، أشدّ سوءاً! في صراع الفناء أو البقاء بين أهلك وعدوّك ، لاتمسك العصا من النصف؛ فتُهلك نفسَك ، وتضعف أهلك ، وتقوّي عدوّك .. فليس هذا ذكاء ، ولا دهاء ، ولا سياسة ! وخاصة حين يكون الصراع مصيرياً؛ صراع حياة أو موت .
فلابدّ من اختلاف الصورة، لابدّ من توحيد الكلمة ورصّ الصفوف ونبذ التنازع والتفرق، وترك الشقاق والتعصب لهذه القائمة أو لهذا الفصيل
أو ذاك. حقاً لقد ابتلينا بهذا الداء الوبيل والشر الكبير داء الفرقة والاختلاف والانقسام وعدم الاتفاق حتى في أهم قضية فالقدس العاصمة يجب أن تكون عنواناً للتلاحم والترابط ومحل اتفاق، فقبول البعض إجراء الانتخابات دون مدينة القدس وعدم تأجيلها هي محاولة للالتفاف على ثابت مقدس لدى الشعب الفلسطيني، وخيانة لدماء شهدائنا الأبرار ، وأنين جرحانا الأبطال، وصبر أسرانا البواسل في الباستيلات ، وتساوق خطير مع الاحتلال الصهيوني البغيض الذي يحاول تهويد المدينة المقدسة بشتى الوسائل والطرق وتنفيذاً لصفقة البائد ترامب، وطعنة في الظهر للمرابطين ولأهل القدس رجالاً ونساءًا، وكباراً وصغاراً، فهو منذ احتلاله لهذه الأرض المباركة وهو يستبيح مقدساتها، ويسفك دماء أهلها، وينتهك حرماتها، دون رقيب أو حسيب، وهو يستغل الظروف الراهنة لتنفيذ مخططاته بعد أن انشغلت الشعوب العربية بهمومها الداخلية، وباتت الظروف السياسية الراهنة تخدم سياسات العدو وأهدافه.
ختاماً؛ القدس عاصمة فلسطين، ولا عاصمة لفلسطين إلا القدس، ولا انتخابات بدونها ، ويجب أن تبقى في ضمير كل إنسان حيّ، وأن الظروف والأحوال العصيبة يجب أن لا تثنينا عن نصرة هذه القضية المقدسة بكل ما أتيح لنا من أسلوب، وكل ما أعطينا من قوة وقدرة، و دعم صمود المقدسيين بشتى السبل، سياسياً ومالياً وإعلامياً وغير ذلك، وتغليب المصلحة العامة، وترك الحسابات الفصائلية الضيقة، وتعزيز الوحدة الوطنية قولاً وفعلاً لأن قوتنا تكمن في وحدتنا، وصدق الشاعر حين قال :
"كونوا جميعاً يا بني اذا اعترى خطب .. ولا تتفرقوا أحاداً .. تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً .. واذا افترقن تكسرت افراداً"
ملاحظة :
الفاجر في الخصومة يسبق لسانه عقله وطيشه حلمه، وظلمه عدله، لسانه بذيء وقلبه دنيء، يتلذذ بالتهم والتطاول والخروج عن المقصود؟
ويزيد على الحق مائة كذبة، وترونه كالذباب لا يقع إلا على المساوئ، ينظر بعين عداوة لو أنها عين الرضا لاستحسن ما استقبح، لا يعد محاسن الناس إلا ذنوباً، والفاجر في الخصومة لا أمان له ولا ستر لديه. فيه طبع اللئام؛ فما معنى ان تطالب قائمة انتخابية فلسطينية الاتحاد الاوربي معاقبة السلطة الوطنية الفلسطينية لتأجيلها الانتخابات فهذه كبيرة وفجور وبحد ذاتها خيانة و جريمة وطنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ؟ يجب محاسبة هذه القائمة وبالقانون ومنعها مستقبلا من خوض الانتخابات وتقديم أفرادها للمحاكمة ونقطة على السطر.
إضافة تعليق جديد