تمسكوا بحبل الله المتين .. وأبشروا بالنصر والتأييد والتمكين .. (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) .. (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) .. ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ).
ها هي الأيام توضح مدى صلابة وصمود اهل القدس في مواجهة الإحتلال الصهيوني الغاشم وقطعان مستوطنيه ... هذا الصمود الأسطوري العظيم في مواجهة ذلك العدوان الغاشم، هو صفعة للأعداء والمهرولين والمطبعين، وضربة قاتلة لهم .. ورسالة للعالم اجمع تعكس مدى عظمة هذا الشعب وصموده العظيم وبطولاته الجسورة وتصديه المذهل للإحتلال وحشوده التي تتهاوى وتتحطم أمام الأبطال الأشاوس، ان صمود الشعب ، يؤكد للعالم اجمع أنه يملك من العزيمة والاصرار والتحدي ما لا تستطيع أي قوة أن تقهره أو تجبره على قبول ما لا يريده.. شعب جبار يواجه كل ذلك العدوان الغاشم ويسجل في كل يوم ملاحم انتصار ومجد وعز وفخار... لأنه صاحب حق وقضية وهدف.. إنه يدافع عن أرضه ووجوده وقراره الوطني المستقل، وغده المشرق وحضارته المجيدة.
ان هذه الدولة المارقة التي تدعى
( إسرائيل) و التي قامت على انقاض فلسطين واحتلت القدس ودنست المقدسات ليست نتاج مشروع صهيوني فقط، وإنما هي نتاج إرادة دولية ، زُرعت في قلب منطقتنا، وكانت وما زالت تحظى بدعم دولي، وبالخصوص بدعم من أميركا والغرب لا نظير له وعلى كل صعيد.
الصراع في فلسطين ليست كما يبدو في الظاهر صراع اسرائيلي فلسطيني ، حقيقة المعركة ليست كذلك، حقيقة المعركة القائمة على أرض فلسطين: هي أن إسرائيل هي الخط الأمامي لقوى الاستكبار والاحتلال والاستعمار القديم والحديث في العالم، هي ممثل هذا المشروع الاستكباري الاستعماري الذي يستهدف المنطقة والأمة كلها، وهي القاعدة العسكرية المتقدمة في الخط الأمامي في هذه المواجهة. وإن الشعب الفلسطيني في هذه المواجهة يقاتل ويقاوم ويناضل ويجاهد ويدافع بالنيابة عن الأمة, وكممثل عنها في الدفاع عن مقدساتها وكرامتها وثقافتها وحضارتها وخيراتها ومستقبلها.
البعض في عالمنا العربي والإسلامي يقارب الصراع الدائر على فلسطين والقدس بشكل خاطىء فيعتبر أن المشكلة هي فلسطينية إسرائيلية، وأنه ليس مطلوبا أن تقاتل الأمة نيابةً عن الفلسطينيين! أو أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، أو ملكيين أكثر من الملك! .
الأمة عندما تقف إلى جانب الفلسطينيين لا تقاتل بالنيابة عن الفلسطينيين. وإنما تقاتل بالنيابة عن نفسها، وهي تدافع عن مقدساتها، وهي تقوم بواجبها تجاه مقدساتها، فبيت المقدس والمسجد الأقصى هو مقدّس إسلامي وليس فلسطينيا فقط؟ والمقدسات المسيحية هي مقدس مسيحي وليس فلسطينيا فقط؟ وبالتالي فإن من واجب كل الأمة أن تكون جزءا من معركة القدس وفلسطين. اليوم العدو الإسرائيلي يحظى بكل أشكال الدعم المادي، الاقتصادي، والتسليحي، والتكنولوجي والسياسي، والإعلامي، وأميركا والغرب يقدّمون لها الدعم ولا يقصرون مع من يمثلهم في هذه المعركة لأنها تدافع عن مصالحهم في المنطقة، فلماذا تقصر الأمة في معركة الدفاع عن مقدساتها ومع من يمثلها في هذه المواجهة وهو الشعب الفلسطيني؟.
يجب أن تقتنع الشعوب والاحزاب والقوى والحكومات في العالمين العربي والإسلامي بأنها مسؤولة امام الله والتاريخ تجاه القدس وبيت المقدس والمسجد الأقصى، وأن هذه المسؤولية هي مسؤولية الجميع وليس مسؤولية الشعب الفلسطيني فقط.!?
يجب أن يقتنع الجميع بأن إسرائيل تمثل خطراً على الأمة كلها، على الحكومات وعلى الشعوب، وهي تشكل تهديدا للفلسطينيين فقط، وهي تهديد وخطر على القدس وفلسطين ولبنان وسوريا والأردن و مصر ودول الخليج وبقية الدول العربية.
اليوم، للأسف الشديد هناك قناعة معاكسة موجودة، ليس فقط عند الكثير من الحكومات، بل عند الكثير من القيادات و النخب بان هذا الكيان المصطنع الذي اسمه ( اسرائيل) لم تعد تشكل خطرا على هذه الدول والشعوب فلهذا هرولت بعض الدول الخليجة وطبعت معتقدة ان هذا الكيان الشيطاني سيحمي عروشها .
ختاما : أيها الفلسطينيون قيادةً وشعباً، ومقاومةً وسلطةً، وفصائل وهيئاتٍ، وأحزاباً ومستقلين، إن الوفاء لدماء شهدائنا الابرار، وعذابات جرحانا الابطال وأنين اسرانا البواسل، والانتصار لفلسطين وقدسها، واستعادة أقصاها وبراقها، وتحصين أرضها ووحدة ترابها، يفرض عليكم في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وفي مواجهة سياسات التهويد و الضم والقضم، وجوب توحيد الصفوف وجمع الكلمة ورأب الصدع، وتجاوز الخلافات والقفز فوق التناقضات، وفاءً لشعبكم، وحرصاً على قضيتكم، وحفظاً لأرضكم، وصيانةً لوطنكم الذي تتناوشه ذئاب السياسة وتنهش أرضه وحوش الاستعمار، وتحاك ضده المؤامرات المحلية والدولية، وتكاد تفكك بإرادة البعض من أمتنا قضيتنا، وتشطب من الخارطة السياسية بلادنا، وتغير الواقع خدمةً لأعدائنا، فالأمة بكل قواها الحية مدعوة الى إعادة الأولوية للقدس وفلسطين، والى اعتماد استراتيجية المقاومة في مواجهة الصهاينة لأنها الخيار الذي يمكنه استعادة القدس وكل الأراضي العربية المحتلة وحتما سياتي اليوم وهو بالمناسبة قريب وليس ببعيد وكما كان يقول ويردد دوما سيد الشهداء والرجال ابو عمار طيب الله ثراه " سيرفع شبل من اشبالنا او زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مساجد القدس وكنائسها انهم يرونها بعيدة ونراه قريبا وانا لصادقون ومنتصرون باذن الله".
إضافة تعليق جديد