لا تزعجني احصاءات الملحدين على مستوى العالم ولا خروجهم في برامج (التوك شو) فكيف انزعج وهي لا تضر الله ورسوله في شيء، فالله أعظم من أن يضره إلحاد خلقه جميعا.. فيكفي أننا -شئنا أم أبينا- عباده، وأحد مخلوقاته، وهو القادر على أن يذهب بنا ويأتي بخلق جديد .. لكن نحن الذين بحاجة إلى نعمة الإيمان بالله الواحد الأحد والتسليم لأوامره بطاعته وشكره.. أما من يشككون في وجوده ويلحدون ويعلنون على الملأ إلحادهم فهذا شأنهم، وإن دل على شيء فإنما يدل على عمى القلب والبصيرة واتباع الهوى والشيطان..(خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( البقرة ٧) ..في اول بعثته تضايق الرسول الكريم عندما كفر به كثير ممن حوله ..فقال الله له { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} ( الكهف ٦) ثم قال تعالى في سورة الكهف الآية ٢٨ ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وكان أمره فرطا)
إذن هو اتباع لهوى النفس المريضة والعقول التي عليها أكنة وغشاوة وتوهموا أنهم يحسنون صنعا وأنهم أعقل وأوعى من الغير .. ! ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} الكهف ١٠٤
•• الملحدون دائما ما تجدهم متشبثون بما يقوله العقل عن المحسوس والملموس أما الغيبيات فلا يعترفون بها ! وهذا شيء طبيعي بالنسبة لهم فهم مغيبون عندما ينكرون أن العقل الذي يتشبثون به هو من خلق الله بل وهو الذي وصى الإنسان بتشغيل العقل ليتدبر آيات الله في الكون وفي العقيدة وفي القرآن ! وبالنتيجة سوف يصل للأيمان بالله وبالتالي بالغيبيات ..
فالله يقول في مطلع سورة البقرة :
{ ذلك الكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ }
القرآن كتاب لا شك فيه فكيف يكون في الله شك ! القرآن هدى (للمتقين) ومن هم المتقون : اول وصف من أوصاف المتقين وسماتهم وأعمالهم هو (الإيمان بالغيب) فطالما أنهم يؤمنون بالله فآمنوا بالغيبيات وما هو إلا هدى من الله ..
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( القصص56)
إذن المسألة هداية من الله واتباع الهوى من الملحد فليس هو على حق وليس ما يدعيه يشغلنا بل سيظل هو في شك وتشتت وبُعدا عن الله بحثا عن معنى لحياته ولن يجد فقد يصل به الحال في النهاية اما توبة ورجوع اما انتحار وهلاك دنيا وآخرة .
بعد أن ضيع عمره في البحث لإثبات أن هذا الكون وهذا الإنسان ليس له خالق وأنه بدأ من تلقاء نفسه وكأنه اسطورة ! فكيف أرفض فكرة وجود خالق أعظم وأؤمن بنظريات بشرية ذات عقليات قاصرة ! كيف أؤمن بأني كائن متحول عن "قرد" ! ومن أين جاء هذا القرد ؟! وهذا الانفجار الكوني من يشهد عليه؟! من رآه من البشر !؟
يتشبثون بالعلم ! لا بأس لكن ألم يسألوا عقولهم من خلق هذا العلم ؟ من خلق هذا العقل الذي يفكرون به ؟! إنه الله الذي ينكرون وجوده !
إنهم يدعون العلم فلو كانوا حقا علماء ومن الراسخين في العلم لآمنوا بالله ..
(لكن الراسخونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ..) (من سورة النساء ١٦٢)
{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} ( آل عمران في الآية ٧)
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (85 الاسراء)
فكيف أيها المنكرون لوجود الله؛ تتوهون في عالم من الفوضى والدِوار والسفاهة والعبث ولازلتم متوهمين أنكم على حق ! أي حق ينكر الحق ؟! وأي علم ينفي وجود خالقه ؟! وأي عقل يشكك في مُثبته ؟! وأي إنسان واعي عاقل يخرج من دائرة نور خالقه إلى ظلام هوى نفسه وشيطانه وعبثية حياته !.
تنويه : الله هو الذي خلق العلم وأمر به فلقد تكرر ذكر كلمة العلم ومشتقاتها في أكثر من موضع في القرآن ما يعادل (١٠٦٥ كلمة) الف وخمس وستين مرة أليس هذا دليل على "عِلمانية القرآن" إن جاز التعبير
إضافة تعليق جديد