في دراسة ، قامت بها السيدة بينيتا ديوب، المبعوثة الخاصة للاتحاد الأفريقي بخصوص قضايا المرأة والسلام والأمن، جاء فيها أنه مع استمرار انتشار جائحة كوفيد-19 (COVID-19) في جميع أنحاء العالم، لم يسيطر سوى عدد قليل من الدول الغنية على انتقال العدوى، وبدأنا نحلم بأيام أفضل. ومع ذلك، فإن الانتعاش الاقتصادي سيكون بلا جدوى ما لم يهدف إلى حياة أفضل للجميع، ولعل الأساس في ذلك يرجع إلى صحة الأم.
ولقد تحملت النساء العبء الأكبر من الجائحة والانكماش الاقتصادي الناجم عن انتشار الفيروس وإجراءات مكافحته حيث عكس الوباء عقودًا من التقدم في سد الفجوة بين الجنسين.
ويُقدّر تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة بشأن تحويل الأفكار المتبصرة إلى واقع أنه بحلول عام 2030، ستزداد فجوة الفقر بين الجنسين في العالم للأعمار بين 25 إلى 34 عامًا من 118 امرأة فقيرة لكل 100 رجل إلى 121 امرأة فقيرة لكل 100 رجل.
ويتمثل أحد أكثر الآثار المدمرة التي سببتها الجائحة والإغلاق في عكس التقدم التدريجي نحو المساواة بين الجنسين وذلك من خلال إجبار النساء على العودة إلى الرعاية المنزلية والمهام غير مدفوعة الأجر بين الجنسين مثل التنظيف والطهي ورعاية الأطفال.
وكشفت دراسة استقصائية في تقرير تحويل الأفكار المتبصرة إلى واقع تصريحًا في أثناء الجائحة لعدد 44٪ رجلاً بإنهم لم يضطروا مطلقًا إلى تنظيف منازلهم وذلك مقارنة بنسبة 6% فقط من النساء.
ازداد العنف المنزلي مع انتشار الفيروس. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدلائل المبكرة إلى أن كوفيد-19 (COVID-19) قد أدى إلى تفاقم وفيات الأمومة، حيث تشير التقديرات إلى 56700 حالة وفاة إضافية للأمهات.
هناك أيضًا تأثيرات متداخلة، حيث تشير تقارير هيئة الأمم المتحدة للمرأة في البرازيل، على سبيل المثال، إلى أن معدل وفيات الأمومة بسبب كوفيد-19 (COVID-19) أعلى بمرتين بين النساء السود مقارنة بالنساء البيض. وفي أذربيجان وتركيا واجهت 60٪ من النساء صعوبة في الوصول إلى رعاية أمراض النساء والتوليد بسبب تداعيات كوفيد-19 (COVID-19).
لقد أدى الوباء إلى انتكاسة في تمكين المرأة وحقوق الجنسين، لكنه يمثل خطورة كبيرة على المرأة التي تخطط للحمل والولادة، حيث كشفت دراسة في مجلة ذا لانسيت زيادات كبيرة في حالات ولادة أجنة ميتة والحمل خارج الرحم ووفيات الأمومة منذ ظهور الوباء.
لا يمكننا أن نسمح للجائحة بأن تعيدنا إلى وقت كانت تُعرض فيه حياة المرأة للخطر في كل فترة حمل.
ولأن صحة الأم أمر أساسي لتقدم الإنسان، فنحن بحاجة إلى عالم يمكن للمرأة أن تعيش فيه حملًا صحيًا، بحيث يمكن أن تلد دون المخاطرة بحياتها، ومن ثمّ المضي قدمًا للمساهمة بشكل كامل في تحسين المجتمع.
ولحسن الحظ، هناك منظمات تعمل على بناء هذا الأساس الاجتماعي المصيري، وذلك من خلال تكوين الشراكات والاستثمار في التدريب والبنية التحتية وإنشاء أنظمة جديدة لصحة الأم.
إن معالجة أوجه عدم المساواة التي تؤثر على صحة الأم لهو أمر ضروري إذا أردنا أن نجتاز فترة الجائحة بشكل أفضل وأقوى، في مجتمع يوفر الفرص للجميع. وعلى كل حال، فإن التعريف الدقيق لمفهوم التقدم يكمن في تحسين نوعية الحياة لعدد أكبر من الناس.
أشعر بالفخر كوني جزءًا من هذه الحركة. يمكننا جميعًا الاطلاع على موضوع صحة الأم، ثم نشره ونشر كيف يُمكنه مساعدتنا في بناء عالم أفضل بعد الجائحة - عالم لا يجب أن تموت فيه امرأة بينما تمنح الحياة.