علي الرغم من فوائد التكنولوجيا المتعددة في حياتنا حيث أنها توغلت بصورة كبيرة في جميع جوانب الحياة وعلى الرغم من ايجابيتها عند ترشيد استخدامها إلا أن آثارها السلبية تكون ملحوظة بشكل كبير علي تكوين ونمو الطفل سواء فكريا أو بدنيا .
حيث قام العلماء بالربط بين الاستخدام المفرط للتكنولوجيا والإنحراف السلوكي مع رفع احتمال حدوث السلوكيات الخطيرة لدى الأطفال وغيرها من تقلبات المزاج، فوجدوا أن الأطفال الذين يفرطون في استخدام التكنولوجيا وألعاب الفيديو للعديد من المشاهد العنيفة تتسبب في رفع معدل العنف ومستويات التوتر لديهم، وذلك لعدم قدرتهم على تمييز حقيقة ما يشاهدونه، حيث أظهر الأطفال الذين يشاهدون الكثير من العنف عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة ارتفاع في معدل دقات القلب بالإضافة إلى مستويات التذبذب العالي للنظام الحسي ، مما يجعل الأطفال في حالة من حالات اللاوعي وعدم التركيز بسبب الاستخدام المفرط لوسائل التكنولوجيا والألعاب العنيفة،
وإذا تحدثنا عن التأثير السلبي على الذاكرة على المدى الطويل، فأصبح الأطفال يعتمدون على الأجهزة الحديثة في تذكر الأمور مما أدى إلى كسل في استخدام الدماغ أو محاولة تدريب الذاكرة علي الإستيعاب ، كما أنَّ الجلوس الطويل أمام الأجهزة الذكية يؤدي إلى إجهاد المستمر وخلل في العقل .
فعند الإصابة بالإدمان في إستخدام التكنولوجيا يصبح الطفل انطوائيّاً ومحباً للعزلة ويجد صعوبةً في التأقلم مع الآخرين، فيعتمد الطفل بشكلٍ أساسي على هذه الأجهزة في تمضية الوقت، كما أنها قد تؤدي إلى الإصابة بالتوحّد.كما تسبب هذه الأجهزة الذكية الكثير من الأعراض الظاهرة مثل البدانة والإرهاق والصداع المزمن بسبب الإشعاعات التي تصدر منها، كما أنها تؤثِّر بشكلٍ مباشر على العين فقد يشعر الطفل بقصر النظر أو بجفاف العيون، ويُسبِّب الجلوس الطويل أمام هذه الأجهزة إلي العديد من التخيلات وردود أفعال غير إرادية إلي الوصول إلي مرحلة الاكتئاب ، وفي كثير من الأمور الواردة أن عدد كبير من الأطفال وقعوا تحت ألعاب الكترونية موجهة لتدمير الفئات العمرية في فترة النشأ حيث تبعث فيهم الخوف وسلب الإراده وانعدام الشخصية ، وتحرضهم دائما على الانتحار مع غياب تام من الرقابة الأسرية إلي أن يصل الحال إلى كارثة حقيقية في تحول السلوك الطفل بشكل ملفت ،أو وقوعه في الموت البطئ ثم الإنتحار .
فإن الطفل إن لم يتفاعل مع العالم من حوله لن ينشأ بصورة صحيحة جسدياً وعاطفياً واجتماعياً وستفوته الكثير من الخبرات والتجارب التي من شأنها أن تنمّي إبداعاته ومواهبه. الفكرية والعقلية، فتعجز الكثير من الأسر على ترشيد هذا الإستخدام بسبب التعدد الكبير للاجهزه التكنولوجيه داخل المنزل بسبب الرفاهية المتاحة داخل الأسرة ، وانشغال الأبوين عن التوجيه بشكل مستمر ، ولذلك يجب أن يكون هناك أماكن تأهيلية منتشره بشكل كبير للتوجيه والرعاية الملحوظة سواء داخل المدارس والنوادي والأماكن الترفيهية لنشر الوعي المستمر بين الأطفال ومحاولة إتاحة البدائل الفكرية والترفيهية والتثقيفية البديلة للاستخدام المزمن للأجهزة التكنولوجية .
إضافة تعليق جديد