التدين الشكلي والتدين الحقيقي

مقالات عامة
الباحثة الإعلامية نانسي فودة تكتب : التدين الشكلي والتدين الحقيقي
الكاتب: 

الباحثة الإعلامية نانسي فودة

باحثة إعلامية - مصر
الجمعة, ديسمبر 23, 2022 - 00

البعض يخدع الناس بمظهره و عباراته الدينية  التي تجذب  الناس إليه ، فهو بمثابة ممثل بارع يتقن فن التمثيل ليخدع بها من حوله ،  يقول مالا يفعل به،  تلك النماذج وغيرها، اكتظ بها واقعنا وانتشرت بين الناس،  مرددين شعارات الإيمان، والله ورسوله من أفعالهم براء، حتى كاد البعض يفقد الثقة فيمن حوله بسبب هؤلاء الفئه ممن يتظاهرون بالدين وهم يحرضون على أكل المواريث ، وتزييف الحقوق وأكل أموال الناس ، والكثير منهم يغيرون الحقوق والحقائق ويبيعون ضمائره في مقابل مادي (رشوة) ، هؤلاء اكتظ بهم المجتمع والمؤسسات المختلفة ، فهو تدهور أخلاقي مرعب ، لم نشهد له مثيل ،وتعجبت من الرد على سؤالي لماذا انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير داخل المجتمع ؟
 فكان الرد أن المجتمع في وقتنا الحالي يهتم بالمظهر فقط مع البعد الديني بشكل كبير مما جعل المجتمع بيئه خصبة لمثل هؤلاء بأن ينموا وينتشروا ويستفيدوا من جهل وعدم الوعي الديني للآخر، فالتديّنَ الشكلي هوازدواجيةٌ ونفاقٌ سلوكي، وادعاءات ومزاعم، وإظهار الحياءِ والعفّة والتواضع المصطَنع، وكثرةُ الكلام في الدين والفقه، والجدل العقيم والثرثرة في قضايا دينية هامشية، في وقتنا الحالي الكثير اتخذها غطاءٍ لبعض الأمراض النفسية التي تتخذ من هذا النوع من التديّن قناعًا لهم، يمكننا القول اننا امام ظاهرة جديدة لم نألفها من قبل فكنا نقول في السابق هذا متدين وهذا فاسد لكل واحد طريقه ولونه أما الأن الفاسد صبغ نفسه بلون المتدين وتظاهر بأنه يسير في طريق الدين وهكذا ضاع المتدين ومن ينادي بالحق وسط فساد هؤلاء ، فالتأهيل النفسي للإنسان داخل مجتمعة في الفترة الحالية من الأمور الضرورية جدا لتصحيح مسار الكثير من الأشخاص الذين يكونوا عرضة لمثل هذا السلوك ، وخاصتا ما يسند إلية الأمور التربوية والقيادية والدينية ، فالتدين الصحيح هو الإيمان نابعا من علم ومعرفة بالدين، كما أن الإلتزام بأخلاقياته في التعامل والسلوك هو من صميم الدين. الدين يدعو كذلك إلى التحلي بمكارم الأخلاق، وجميل الصفات والأفعال الخيرة. ومن مظاهر التدين الحقيقي التحلي بهذه الصفات الجميلة، وكذلك الإلتزام بأداء الحقوق لأصحابها، وحفظ الأمانة، ورد الأموال لأهلها، والصدق في القول والفعل، تصديقا لقول الرسول الكريم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".