في تاريخ ليبيا جريدة "الحقيقة " ، خرجت من رحم عائلة الهوني: رشاد، وإدريس ، أكبرها "محمد" من كان رئيس تحرير مجلة "انباء طرابلس الغرب" التي صدرت عن وزارة الأنباء والارشاد وقتها ، وقد جعل من هذه المجلة عملا صحفيا قيما، بل يمكن اعتبارها علامة صحفية ، ومرجعا ثقافيا قيما.
ثم عمل محمد على تأسيس جريدة "الحقيقة" 1964م. التي رأس تحريرها إلى جانب أخيه رشاد .
الحقيقة أول جريدة ليبية ،تمتلك مطبعة خاصة بها، ومبنى، هو مطبخ صحفي، ودار نشر كتب ، وقد جلب محمد للصحيفة فنيين مبرزين في الطباعة والتحرير من مصر ولبنان أشهرهم الصحفي المصري ضياء الدين بيبرس، والمصور مصطفى التركي، والمخرج محمد سعود، والصحفي اللبناني سمير عطا الله و غيرهم.... )،
الصحيفة كانت مساحة لأبرز كتاب ليبيا في شبابهم منهم: الصادق النيهوم ، يوسف القويري، احمد الحريري، خليفة الفاخري، علي فهمي خشيم ،ومن الكاتبات مبكرا حميدة البراني.
وعود على الإشارة في نموذج العائلة الصحفية الثقافية الفنية صنعة وممارسة في تاريخ ليبيا "الإخوة الهوني" أشهرهم : رشاد، والقاص السنوسي، والفنان ملحنا ومطربا هاشم..( صاحب اغنية شاعت واشتهرت : تنشدني ع الصحة ).. .
الجريدة الحقيقة وزعت في القاهرة، وأشاد بها الصحفي المصري رجاء النقاش من كان يتابعها عددا عددا وكتب عنها في مقالات عن سيرته..
حققت الصحيفة في تاريخها أكثر من سبق صحفي ، من ذلك ما أنجزه الصحفي المراسل محمد وريث من عاش مع المقاتلين في ارتيريا، وتايلند( وأصدر ذلك في كتب لاحقا) ، وقام الصادق النيهوم بأكثر من سبق صحفي من قلب اروبا، و النيهوم ظل فيها الكاتب النجم من اصطف قراؤه طوابير لأجل الحصول على العدد الاسبوعي ( السبت) ليطالعوا مقالاته المثيرة للجدل..
والحقيقة من صحفييها المبرزين أيضا : عبدالرازق بوخيط ، والقاص محمد علي الشويهدي، والقاص محمد المسلاتي، والناقد حسين مخلوف ..
الجريدة "الحقيقة" من دارها صدرت منشورات ( كتب) منها: رواية من مكة إلى هنا ..وتحية طيبة وبعد للصادق النيهوم، والمجموعة القصصية قبل أن تموت للشاعر السنوسي حبيب ..الجريدة أغلقها انقلاب سبتمبر 69م ! ...
تُهمل وتستبعد هذه الجريدة المبرزة " الحقيقة " من واقع انشغالات الدراسات البحثية في جامعاتنا المختصة بالصحافة والإعلام والآداب، والتي هي نموذج تاريخي صحفي خصب ،وحاضن لمجالات الثقافة والأدب والقضايا السياسية والاجتماعية والرياضية والفنية محليا ودوليا ، تغطيتها ومراسلوها في سنين زهوتها وانطلاقها ومواكبتها لما يجري في ليبيا و عالمنا قريبه وبعيده..
( الصورة المرفقة لأبن العائلة المؤسسة الصحفية : رشاد الهوني مؤسس أقدم صحيفة عربية، خرجت من لندن , وهي "العرب " 1977م، ولازالت تصدر وبإدارة جديدة حتى يومنا هذا )..
إضافة تعليق جديد