في الثامن والعشرين من شهر كانون الاول سنة ١٩٨٨، غادرت فلسطين الحبيبه متوجها الى الولايات المتحدة لاكمال دراستي الجامعية العليا، اي قبل أربع وثلاثين عام. بدأت رحلة الغربة منذ ذلك التاريخ وحملت في قلبي حبي الكبير لبلدي والأهل والاصدقاء ، للآزقة الشوارع ومناراتها لبيتنا الجميل وحيينا الكبير ، لجيراننا في ذلك الحي لصوت المارة في الشوارع ، وكم علق في ذهني صوت حفيف الشجر ورائحته كل صباح ، ورائحة الخبز التي تنبعث من الأفران . كل تلك الصور والأحاسيس حملتها في ذهني وقلبي ومضيت .
ومنذ اليوم الذي خطت فيه قدمي بلدي الثاني أمريكا وأنا في عمل دؤوب فلا نشعر بمرور الوقت إلا بعد أن نرى كم الإنجازات التي تمت . فقد استطعت أن أكمل تحصيلي العلمي الجامعي العالي ، وبعد ذلك خوض الانتخابات البرلمانية في ولاية ايوا، كما تم انتخابي على اداراة مجلس المدارس ومجلس محافظة مسكاتين حيث أصبحت رئيسا للمجلس والمحافظه، وايضا انتخابي على مجلس ادارة مدن التاخي العالمية حيت اصبحت اول فلسطيني وعربي منتخب على هذا المجلس العالمي، ومن تم انتخابي كمسؤول دولة فلسطين على هذا المجلس نفسه و من خلال هذين المنصبين على المؤسسة العالمية تمكنت من مقابلة شخصيات عديدة ، كرؤساء دول، رؤساء وزراء، وزراء، وسفراء،. وقد ساهمت تلك الشخصيات في إثراء مسيزرتي العملية ، فقد تمكنت من اقامة علاقات توأمة بين مدن امريكية ومدن فلسطينية. العمل في مجال الديبلوماسية العامة والشعبية ، والذي اصبح فيما بعد في غاية الاهمية لي، كوني وجدت انه الافضل والانجح لمشاركة الرواية الفلسطينية الحقيقية مع الجميع.
ومضت الأيام ليتم انتخابي على مجلس ادارة المجلس الفلسطيني في أمريكا، تليها انتخابي على اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي في ولاية ايوا كأول فلسطيني وعربي يصل الى أعلى هيئة سياسية حزبية في الولاية، ساعدنا دلك، بتاسيس اول تجمع عربي امريكي ديمقراطي في ولاية ايوا، كان له صيتا بارعا وحضور قوي ، ليتم بعدها اختياري للعمل في فريق الرئيس المنتخب بايدن على السياسات الخارجية وخصوصا ما يخص فلسطين خلال حملته الانتخابيه في عام 2020،
وتتوالى الإنجازات، ففي شهر يناير من العام 2021 تم حصولي على شخصية العام من مؤسسة سيدة الأرض. وفي نفس العام أيضا حصلت على جائزة الرئيس محمود عباس للديبلوماسية الأكاديمية بالاضافة الى عملي الدائم مع اعضاء الكونغرس الأمريكي واجتماعي ببعض رؤساء أمريكا السابقون أمثال اوباما، كلينتون، والرئيس الحالي بايدن ومجموعة كبيرة من مرشحين الرئاسة من اجل نقل رسالة فلسطين لهم. كل ذلك تم من خلال المركز السياسي الذي حصلت عليه في ولاية ايوا، الذي ساعدني بإيصال الرواية الفلسطينية للداخل الأمريكي.
ولا يستثنى من ذلك، إلتقائي بمجموعة كبيرة من القادة الفلسطينين في فلسطين وخارجها، واجتماعي المتميز مع فخامة الرئيس الفلسطيني عدة مرات في العام الماضي وتأسيس المؤسسة الفلسطينية الأمريكية للسلام، والعمل الدائم مع وكالات الأخبار والمحطات التلفزيونية في دول مختلفه.
كل هذا النجاح لم يخلو من بعض الذكريات المؤلمة ايضا حيث منعت من العودة الى وطني الحبيب فلسطين لمدة 18 عام من قبل الاحتلال الصهيوني وتعرضي للتهديدات بالقتل في العام 2001 وايضا الهجوم الكبير في عام 2020٠ من قبل المجموعات الصهيونية والمجموعات الأمريكية اليمينية بسبب عملنا المتواصل من اجل تعريف المجتمع الأمريكي عن القضية الفلسطينية. لكن ايماني بفلسطين بقى اقوى من كل التهديدات من قبل المتطرفين اليهود في امريكا واليمين المتطرف,
هذا وسنبقى نعمل من أجل إقامة علاقات توأمة بين المدن الفلسطينية والأمريكية ولتثقيف الشعب الأمريكي عن عدالة قضيتنا. هنا لا يسعني الى ان ارسل الف شكر لاهلي وأصدقائي والى اعظم اولاد في العالم اولادي التوأم نبيل وانطون وزوجتي عبير اللذين وقفوا بجانبي في كل خطوة. الشكر ايضا لطلابي الذي فاق عددهم ثمانية عشر آلف طالب خلال فترة عملي وحصولي على اعلى رتبة أكاديمية وهى بروفيسور في مجال عملي. علينا جميعا أن نكون سفراء لفلسطين الحبيبه اينما وجدنا. كانت تسمي فلسطين ... صارت تسمي فلسطين! لنكون سفراء لفلسطين اينما وجدنا.
إضافة تعليق جديد