إن عصابات الإجرام للمستوطنين الصهاينة و قطعان التطهير العرقي الممنهج والتي عودتنا من سنوات عدة وهي طريقتها التمهيدية التهجيرية التي انتهجتها لمحو القرى والبلدات الفلسطينية وإستبدالها بمستوطنات جديدة ومخططات ذات تصاريح لتسليم ملكيتها لليهود المستوطنين كمكافأة على فعلتهم الإجرامية المتوحشة على مسمع ومرئى الحكومة اليمينية الأشد تطرفا حاليا على مقاعد الرئاسة وبغطاء ودعم منها وبحراسة متزامنة مع تحركاتهم العبثية الإجرامية الهمجية بل مساندة لهم بالعدة والعتاد بآلة القتل الهمجية والتي لا تميز بين امرأة وطفل وبين حجر وشجر وبين ما هو من ممتلكات ومواد للأخوة العزل الفلسطينين وما افسدوه من إشعال النيران والعبث بأعداد كبيرة من السيارات والمنازل ،وبين ما نراه على شاشات التلفزة الإخبارية من قتل واجرام وتخريب ما هي إلا محاولة لطمس قرى فلسطينية ومحو آثارها بساكنيها وتحويلها إلى بداية لمشروعات استيطانية جديدة ، و و فق ما يراه مراقبون بان الاحتلال الاسرائيلي يعمل على تعزيز المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية للوصول الى ما يسمى دولة لصالح المستوطنين التي يفترض ان تضم مليون مستوطن اسرائيلي يتحولون الى قاطعي طرق ومنغصين حياة الفلسطينيين ما يترتب من ذلك نكد العيش والتضييق ولحق أنواع الأذى النفسي والجسدي بهم والعبث بمنازلهم وحرق مزارعهم . وقد رأينا محاولات عدة لحكومات الاحتلال المتعاقبة ان تفرض لهم مستقبلا في اي مفاوضات بحيث يتحكمون بمستقبل الضفة الغربية واكثر من ذلك ان يفرضوا تقسيم الضفة بينهم وبين الفلسطينيين كما كان المشهد قبل اكثر من خمسة وسبعين عاما حين فرض تقسيم فلسطين التاريخية الى دولة عربية واخرى يهودية .
إن ما يحدث في حوارة وبلدات محيطة في نابلس هو عبارة عن سيناريو لمشهد يتجاوز ذلك فرضه الاحتلال على الارض وبينما يجلس قادته الامنيين للتوصل الى اتفاق امني مع الفلسطينيين تنطلق يد المستوطنين وقطعانهم المسعورة وكأنهم يعملون بعيدا عن المستوى الرسمي ولم يخف دافيدي بن تسيون نائب رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة صلفه وإجـــــرامه وقال أثناء هجـــــوم المستوطنين: (( يجب محو قرية حوارة اليوم )).
في حين دعا قادة المستوطنين وناشطون يمينيون إلى "إحراق حوارة" و"محوها عن الوجود الليلة"، ورفض أعضاء كنيست عن "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت" الدعوات إلى التهدئة، رغم تشديد المسؤولين الإسرائيليين على أن "شغب" المستوطنين في حوارة يؤثر سلبا على مطاردة جيش الاحتلال لمنفذ العملية .
وفي الأثناء، أكد سامي أبو زهري عضو قيادة حماس في الخارج، أن "جرائم المستوطنين الوحشية التي تمت بحماية جيش الاحتلال في بلدة حوارة جنوب نابلس تمثل ترجمة عملية لاجتماع العقبة الذي يهدف لتكبيل يد المقاومة، وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين وأضاف أيضاً في تصريح صحفي وصل "المركز الفلسطيني للإعلام"، ، أن "ما شهدته بلدة حوارة من جرائم وإرهاب المستوطنين، وبحماية ورعاية جيش الاحتلال وحكومته اليمينية الفاشية، لن يقابل إلا بمزيد من المقاومة المشروعة للردّ على هذا العنف الدموي، الذي تمثل باستباحة دماء أبناء شعبنا، وإحراق منازلهم ومزارعهم ومركباتهم " .
ومع المزامنة وأثناء اجتماع العقبة الذي خصص للتفاهمات الأمنية بين كيان الاحتلال و دولة فلسطين لا يزال حبر الاتفاق رطبا لم يجف والذي أتى بمباركة أمريكية وبحضور ممثلين من أعلى المستويات من بعض الدول العربية كمصر والأردن والذي عقد على مدينة العقبة الأردنية شاء له هذا الاتفاق كسائر بقية الاتفاقات التي تنهار كل مرة ولا يكتب له عمرا طويلاً يذكر ولا حتى ملامح نجاح الاتفاق مبدئياً.. حتى أتت ميليشيا التطهير العرقي الصهيوني لتعيث فسادا وحرقا على مدينة الحوارة وما تسببت من قتل الفلسطيني الأعزل وحرق ممتلكاته . و كعادتها الدول الأوروبية ومعها الولايات المتحدة وكذلك مجلس الأمن أبقوا على أنفسهم المتفرج عن بعد والمؤيد المطلق والداعم الأساسي للكيان الصهيوني ولا نرى على أقل مستوى تنديدا ولا شجبا ،، لماذا لا تظهروا شجاعتكم لطالما تبجحتم وافتخرتم بها أين الديموقراطية و أين الحماية للشعب الفلسطيني وحقه في العيش بكرامة و اختيار مصيره ، لا نرى دعما أوروبيا لهم ولا امريكي أين عقوباتكم التي فرضتموها على الكيان الصهيوني أين قطع علاقتكم بهم ...ألخ و في المقابل نرى بلا استحياء و مجاهرتها علنا بتغذيتها للكيان الصهيوني بكافة أعتى الآلة العسكرية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل و تأييدها المطلق وتأمين تحركاتها لميليشيات التطهير العرقي بحق الفلسطيني وتقسيم الأرض الفلسطينية وتجزئتها .
بينما حكومة الاحتلال الحالية برئاسة نتنياهو الأشد تطرفاً تعيش في صراع شديد داخلي في خضم المظاهرات نتيجة إقرار تشريعات قضائية جديدة مما أنعكس سلبا على الشارع الإسرائيلي سواء" المدني أو العسكري معا وما نتج عنه تخوف شديد وقلق على مستقبل كيانهم الصهيوني أما أن يخسروا أو يربحوا كيانهم أو المحافظة عليه وقد يقود بهم إلى إعلان حالة التمرد والعصيان للمؤسسة العسكرية وأيضاً حتى المدنية وعلى كل من المؤيدين والمعارضين وهي على شفا اندلاع حرب أهلية مناهضة وما تسببه من أعمال عنف وتخريب بالممتلكات وفوضى عارمة ، حينها سيبقى في حالة من عدم الاستقرار للجيش الإسرائيلي إلى أي جانب ينحاز مع أجهزة إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية فيما تشهد إسرائيل حالة استقطاب حاد بين الحكومة والمعارضة، وصلت إلى حد تحذير وزير الدفاع السابق بيني غانتس من اندلاع "حرب أهلية " و سيبقى كيان الاحتلال في حالة مستمرة من التناقضات الداخلية العميقة في التآكل الداخلي المستمر .
إضافة تعليق جديد