ان من يتابع الاعلام يلاحظ العداء الصهيوني الواضح لجمهورية الجزائر حيث يكرر الاحتلال الصهيوني في اعلامه الرسمي وبشكل مستمر وشبه يومي ان "الجزائر عدو للأبد و ان الرئيس " عبدالمجيد تبون" مثله مثل الرئيس " بومدين "لأن تاريخ الرئيس " تبون " ومواقفه تجعل الاحتلال يخاف منه فهولا يقل خطورة عن الرئيس الأسبق بومدين ، وبالرغم من أن سياسات الرئيس " تبون" تؤكد رغبته في تطوير الجزائر ، ووضع الجزائريين في مكان لائق على خارطة الشعوب تحت مظلة سلمية آمنة ، إلا أن هذه السياسة لا تخفي طموح الرئيس " تبون " في إرجاع بلده بقوة إلى الواجهة السياسية والتأثير في القرار الإقليمي والدولي ... وكلام الاعلام الصهيوني ضد الجزائر لم ولا ينتهي بل ان الآلة الاعلامية الغربية كلها تأتمر بأوامر الصهاينة وتهاجم الجزائر بحجة رعايتها للإرهاب . ويعود سبب هذا العداء والكره الصهيوني للجزائر الى المشاركة الجزائرية المميزة والقوية على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإعلامي في الشؤون العربية والفلسطينية ، بالإضافة الى المشاركة الجزائرية الفاعلة في الحروب العربية المتعلقة بنصرة القضية الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني ، تحت شعار : الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة .. رغم ابتعاد الجزائر جغرافيا عن المواجهة المباشرة مع الاحتلال الصهيوني
ومن المعلوم ان الإعلام هو السلطة الرابعة وصوت من لا صوت له ومرآة الوطن والمواطن وهو مكون أساسي من السياسة والفكر والثقافة في المجتمع وهو أحد عوامل النصر أو الهزيمة والبناء والهدم والتقدم والـتأخر ، فالإعلام هو عنصر فاعل ومكون من مكونات الوعي والرأي والفهم وهو اداة ردع ضد الطغاة تمنعهم من التمادي في ارتكاب الجرائم لكن اذا أصبح الإعلام مجرد ناقل للصورة فقط دون تأثير فعلي في الواقع فمعنى هذا أنه لا يقوم بدوره في الارتقاء بالوعي والتأثير الحقيقي على الارض
ونلاحظ ان الاحتلال الصهيوني يحارب شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية كلها بكل الوسائل المتاحة ، ويسخر كافة قدراته الإعلامية في إقناع الرأي العام العالمي بالرواية الصهيونية ومحاربة الرواية الفلسطينية ومن يدعمها في الإعلام
ونلاحظ ان الإعلام الفلسطيني والعربي يقف دائماً في دائرة رد الفعل فقط وهذا أسلوب بدائي غير مؤثر في مواجهة الإعلام الصهيوني وغير مقنع للرأي العام العالمي،
ومن هنا نشيد بما قامت به الجزائر من فعاليات مبادرات اعلامية في ذكرى احياء النكبة الفلسطينية حتى توضح للعالم الوجه الحقيقي لبشاعة الاحتلال الصهيوني
حيث يتوحد الاعلام الجزائري بكافة الوانه واشكاله وتوجهاته في دعم القضية الفلسطينية وذكرى النكبة وقضايا المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ونشر الفظائع والفضائح والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ويقدم الاعلام الجزائري ملاحق يومية واسبوعية وشهرية ويفرد صفحات كاملة لنشر قضية المعتقلين الفلسطينيين وهذه المرة يتم اصدار ملحق خاص عن ذكرى النكبة الفلسطينية بمشاركة وزارة الخارجية الجزائرية ووزارة المجاهدين وذوي الحقوق والسفارة الفلسطينية في الجزائر حيث تم اقامة فعاليات ذكرى احياء النكبة الفلسطينية 75 تحت شعار "النكبة الفلسطينية جريمة مستمرة والعودة حق" وذلك بتاريخ 22 مايو 2023 م في المركز الدولي للمؤتمرات في الجزائر العاصمة
لقد حمل الاعلام الجزائري وبكل امانة الرسالة الانسانية والعروبية القومية وحمل الهم الفلسطيني منذ عام النكبة 1948م والى اليوم وسعى الى تدويل ونصرة القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني ومساندته سياسياً واعلامياً ، خاصة الصحف الجزائرية على سبيل المثال وليس الحصر ( التلفزيون الجزائري – الاذاعة الجزائرية – وكالة الأنباء الجزائرية – الجمهورية - جريدة اخبار الوطن - جريدة الشروق، الحوار، الوسط ، البلاد- الإخبارية - الجديد اليومي - الراية - الرائد - العالم – التحرير - المشوار السياسي – الخبر - السلام اليوم - الأوراس - المغرب الأوسط - الاتحاد - صدى الجزائر- أخبار اليوم - الشعب - اللقاء – المسار- المواطن - صوت الأحرار- التحرير- الجزائر الجديدة - الحياة العربية - الموعد – الوسيط المغاربي –المساء – الأيام – الصريح – الصوت الآخر - المركز الدولي للصحافة ... وغيرها ) ، وكل الوسائل الاعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة والالكترونية وكان لمواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر دورا بارزا في طرح القضية الفلسطينية ، وتحولت الدردشات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي المتولدة من مشاركة الصور ومقاطع الفيديو...، إلى مشاركات فعلية على أرض الواقع، حيث ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي الجزائري في تنشيط الشباب الجزائري والعربي والفلسطيني لشرح اهمية ذكرى النكبة وقضية المعتقلين ، وتم تنظيم الحملات المناصرة للقضية الفلسطينية انطلاقا من الجزائر وصولا الى فرنسا والعالم كله من خلال الجاليات الجزائرية والفلسطينية والعربية في العالم وهكذا شكل الإعلام الجديد وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر ومواقع الصحف المذكورة اعلاه وكل وسائل الاعلام شكلوا إضافة نوعية لوسائل الإعلام التقليدي ، لأنها أكثر سرعة وانتشارا للترويج للقضايا الوطنية الفلسطينية وتبادل الآراء، وتعبئة الرأي العام العربي والدولي استنادا الى ما تنشره الصحف وما تقوم به السفارة الفلسطينية في الجزائر ووزارة الخارجية الجزائرية والقيادة الجزائرية
بالإضافة الى ذلك فإن بريد الجزائر صدر طابعا بريديا احياء للذكرى ال 75 للنكبة الفلسطينية يتضمن رسم للمسجد الاقصى ومفتاح العودة واقفا ومعلقا عليه كوفية الشهيد ياسر عرفات الكوفية الفلسطينية التي اصبحت جزء من تراث الشعب الفلسطيني
نعم .. ليس غريباً ولا جديداً علينا مواقف الجزائر التاريخية ، ونستذكر دوما المقولة التاريخية للقائد الراحل هواري بومدين " نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة " ، ومقولته "استقلال الجزائر لازال منقوصا مادام لم يكتمل باستقلال فلسطين" ، ونستذكر كلمة الشهيد ياسر عرفات " الجزائر لا تحتاج لكتابة التاريخ فالتاريخ هو الذي كتبها من أحرف من ذهب نقشت في جميع الشعوب المحتلة " .
إن الإعلام الجزائري هو الإعلام العربي الوحيد الذي تناول ذكرى النكبة الفلسطينية ببالغ الاهتمام حيث شارك العديد من الاعلاميين والوزراء من فلسطين والجزائر وسيتم إصدار ملاحق صحفية ورقية ساهم فيها عدد كبير من الكتاب الفلسطينيين بمقالاتهم ومداخلاتهم عن النكبة الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني باعتبارها قضية قومية عربية على اساس ان الصراع عربي صهيوني و اسلامي صهيوني وليس صراع فلسطيني صهيوني فقط ...
فهل سنرى تغيير في الخطاب الاعلامي العربي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ؟؟
هل سيقتدي العالم العربي بالتجربة الجزائرية في دعم ونصرة قضايا فلسطين خاصة المعتقلين ؟؟ ان من المهم تعميم تجربة السفارة الفلسطينية في الجزائر على باقي السفارات والممثليات الفلسطينية المنتشرة عبر العالم ، كي تبدأ بعقد اتفاقات وتأمين صيغ تعاون مع وسائل الإعلام في الدول المختلفة، كي يأخذ الخبر الفلسطيني وقضية المعتقلين الفلسطينيين وذكرى النكبة الفلسطينية زخمها المطلوب، حتى ينتج فعلاً شعبياً ورسمياً داعماً لفلسطين في كافة المجالات، الأمر الذى لا يتطلب سوى تواصل وخطط عمل لاستثمار التعاطف الدولي وصولاً إلى مخرجات اعلامية تعزز الحضور الفلسطيني في الضمير العالمي، وهذا ما حدث في الجزائر وما يمكن أن يبنى عليه في مناطق أخرى لذلك مطلوب منا اليوم تكثيف النشاط الإعلامي لسفاراتنا في الخارج في كل دول العالم وليس في الجزائر فقط من خلال إصدار المجلات والصحف وترجمة الكتب التي تتحدث عن القضية الفلسطينية وتزويد مكتبات الجامعات في مختلف العواصم الدولية بهذه الاصدارات ويمكن ترجمة كل ما يصدر عن دائرة شؤون الاسرى في السفارة الفلسطينية وتوزيعه عبر سفارات فلسطين في العالم كله اذا لم يكن بالإمكان القيام بما تقوم به الجزائر من جهود عظيمة وهكذا تظل الجزائر هي منبر الاحرار ومصدر الثورة ومصر الفعل الوطني التحرري في هذا العالم
شكرا جزيلا لكل وسائل ومنابر الاعلام الجزائري الشريف .. تحياتي واحتراماتي للجزائر واعلامها الذي نزداد شرفا عندما ننشر مقالاتنا ومشاركاتنا عن القضية الفلسطينية اوعن المعتقلين وذكرى النكبة وغيرها في كل منابر الجزائر الاعلامية وسنبقى اخوة وشركاء للابد لان اصولنا التاريخية واحدة كما قال احد علماء الانثروبولوجيا حيث ان عدد كبير من الشعب الجزائري من اصول كنعانية عربية مثل اصول الشعب الفلسطيني وقال بذلك ايضا ابن خلدون وهذا سر المحبة الغريبة بين الشعبين الفلسطيني والجزائري
دمتم بألف خير وحفظكم الله أهلنا الاحبة في الجزائ
إضافة تعليق جديد