الكاتب أحمد المالكي يكتب : ترامب حالة أمريكية خاصة لم يسبق لها مثيل

مقالات عامة
الكاتب أحمد المالكي يكتب : ترامب حالة أمريكية خاصة لم يسبق لها مثيل
الكاتب: 

الكاتب أحمد المالكي

كاتب متخصص بالعلاقات الدولية والقضايا السياسية , رئيس مركزشئون دولية باللغة العربية للدراسات - مصر
الخميس, أغسطس 24, 2023 - 05
يظل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حالة امريكية خاصة لم يسبق لها مثيل سواء عندما كان داخل البيت الأبيض او خارجه هو الرجل الذي كسر كل قواعد الرسمية في المؤسسات الأمريكية خارجيا وداخليا مع حلفاء الولايات المتحدة وداخلها وهو الرجل الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء وتحدث بكل حرية عن فساد المؤسسات الامريكية وكان عدوا لكل وسائل الإعلام التي تهتم بنشر إخباره دائما حتى بعد خروجه من البيت الابيض مازال ترامب حديث الاعلام الامريكي والغربي ايضا وما حدث معه من اتهامات له بتهم تحرض على المؤسسة الامريكية لم تحدث مع اي رئيس سابق ولذلك ترامب هو بالفعل الذي كسر كل القواعد ويلزم القضاء الامريكي اليوم بمحاكمته بأفعاله الجريئة والغريبة على المجتمع الامريكي الذي بات يتعاطف مع ترامب وازدادت شعبيته مع الاتهامات المتزايدة له وكان أخرها اتهامه بالتلاعب في نتيجة الانتخابات الرئاسية ومحاولته إلغاء النتيجة من خلال ممارسته ضغوطا على القائمين بالاقتراع من مسؤولين ويواجه ترامب و١٨ مسؤولا آخرين اتهامات تتعلق بالانتخابات وعليهم تسليم انفسهم إلى سجن فولتون في اتلانتا بولاية جورجيا قبل ظهر الجمعة وترامب اعلن انه سوف يسلم نفسه يوم الخميس قبل الموعد المحدد وحدد قاضي في ولاية جورجيا كفالة ترامب ب٢٠٠ الف دولار والزامه بعدم عمل ترهيب اي شخص يعرفه بانه مدعى عليه أو شاهد في هذه القضية أو عرقلة إقامة العدالة بطريقة او بأخرى . ترامب لم يصمت وكتب على حسابه في منصته الخاصة يهاجم المدعية العامة فاني ويليس ووصفها باليسيارية والراديكالية لانها توجه له رابع اتهام هذا العام ويبدو إن ترامب يتعرض لحملة غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة ضد اي رئيس سابق لكن ترامب تزداد شعبيته وتجعله يثق في خوض الانتخابات الرئاسية القادمة بكل ثقة وهو لم يعد يعترف بمناظرات حزبه الجمهوري ويرى إنه ليس بحاجة لها لانه له شعبية كبيرة ويطالب عدد كبير من الحزب الديمقراطي بمحاكمته على التهم الموجهة له على افعاله لتعطيل الديمقراطية في الولايات المتحدة . ترامب عندما كان رئيس للولايات المتحدة تعامل بسياسة خارجية ناجحة وواجه إيران بسياسة قوية وفي القضية الفلسطينية اتخذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس وفي تعامله مع الصين وروسيا كان جريئا وفرض رسوم إغراق على السلع الواردة من الصين الى الولايات المتحدة وتعامل مع روسيا بشكل جعله يثق بانه قادر على إنهاء حرب اوكرانيا إذا عاد إلى البيت الابيض مرة اخرى لان علاقته مع بوتين جيدة وهذا هو ترامب رجل تجاوز كل المؤسسات الامريكية التي لايعترف بها ولاول مرة يكشف شخص مرشح للرئاسة الامريكية عن إمكانية حدوث تلاعب في الانتخابات الامريكية ويكشف الديمقراطية الامريكية امام الرأي الامريكي والرأي العالمي وادى ذلك إلى غضب مؤيديه واقتحامهم مبنى الكابيتول وهذه سابقة جديدة لم تحدث في تاريخ الولايات المتحدة واليوم يحصد ترامب شعبية كبيرة في حزبه وداخل الشارع الامريكي ورغم محاولات الديمقراطيين التقليل من شعبية ترامب والحديث عن التشكيك في التوافق عليه داخل حزبه الجمهوري الا ان الديمقراطيين يعلمون جيدا إن ترامب قادر على كسب المزيد من الاصوات المؤيدة له وهناك حالة عدم رضا عن الرئيس الامريكي الحالي بايدن والذي لم يحقق شيئا من وعوده الانتخابية للأمريكيين واداء ترامب كان افضل منه بالإضافة إلى ان السياسة الخارجية له كانت ضعيفة وقدم اموال الامريكيين دعما لاوكرانيا ولم يهتم بالملفات الحيوية التي يحتاجها الشعب الامريكي ولذلك حدث عدم رضا وغضب داخل الشارع الامريكي ضد بايدن الذي في اكثر من موقف يؤكد ان صحته لم تعد بشكل جيد بالإضافة إلى إنه يسقط في اكثر من موقف ويتحدث عن اشخاص فارقوا الحياة ويصافح الهواء بعد خطاباته امور كثيرة تؤكد ان بايدن لم يعد يصلح لفترة رئاسية جديدة لان السن لديه لم بعد يساعده على الاستمرار كرئيس اكبر دولة في العالم بينما ترامب حاضر ذهنيا ويدرك كافة الامور بالإضافة إلى رصيده في الشارع الامريكي لما حققه من ملفات تهم الشارع الامريكي . ترامب شخصية غريبة وهو رجل جاء من خارج المؤسسات الامريكية ولذلك لم يلتزم بما تقوله المؤسسات الامريكية ولم يعترف بها ووضع سياسات جديدة رسم بها ملامح سياسة خارجية تعيد هيمنة الولايات المتحدة ورفع شعار امريكا اولا وهذا يؤكد ان ترامب شخص فعل الكثير من اجل امريكا ولذلك يريده الامريكيين مرة اخرى في البيت الابيض لكن المؤسسات الامريكية تنتقم من ترامب لانه ليس من داخل هذه المؤسسات . دونالد ترامب لو كان في دولة اخرى في الشرق الاوسط ووجهت لها اتهامات كما يحدث له في الولايات المتحدة لو جدنا منظمات حقوق الإنسان تتحدث عن الظلم الذي يتعرض له وإنه مستهدف من المؤسسات لانه من خارج هذه المؤسسات وانهم يطالبون بمحاكمة عادلة او الغاء محاكمته ولابد من حرية ترامب لكن ان يحدث ذلك داخل الولايات المتحدة ولانسمع صوت منظمات حقوق الإنسان هذا يؤكد زيف الحرية والديمقراطية الامريكية وانهم يستخدمون سياسية الكيل بمكيالين في التعامل مع دول في الشرق الاوسط لكن هذا يحدث اليوم لان الولايات المتحدة شرطي العالم تحاكم من تريد محاكمته حسب قوانين مؤسساتها الزائفة والتي كشفها ترامب امام العالم وكشف الانتقام السياسي منه لانه من خارج المؤسسات الامريكية واثبت ترامب ان القضاء الامريكي يمكن تسيسه حسب الحاجة لكن ترامب شخص غير عادي ويواجه زيف المؤسسات الامريكية وإعلامها المسيس ايضا ويواجه القضاء بدون حرج واتهم المدعية العامة باليسيارية والراديكالية ويبدو ان تأييد الشارع الامريكي له وزيادة عدد مؤيديه جعله يقف بكل شجاعة ضد المؤسسات الامريكية التي اصيبت بالشيخوخة مثل الرئيس الديمقراطي بايدن .