أجريمته أنه متوحدا........دور الأسرة في مواجهة التوحد

الأحد, يوليو 12, 2020 - 22
الأسرة

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية

        بدايةً التوحد هو اضطراب نمائي يصيب الطفل في الثلاث سنوات الأولى من حياته ، وتتضح أعراضه للأهل خلال هذه الفترة ، علما بأن الإصابة ترجع إلى أيام كان جنينا في بطن أمه ، وقد يصاب الطفل التوحدي بالتخلف العقلي ، أو الصمم ، أو الصرع إلى جانب أعراض اضطراب طيف التوحد ، والبعض منهم قد يُظهر قدرات خاصة كالأعمال الحسابية المعقدة أو حفظ التواريخ والأسماء أو التميز في أحد مجالات الفنون بشكل يثير الدهشة.

        وأشار متخصصي مرض التوحد وأنواعه بأن طيف التوحد يقسم حسب شدة الأعراض إلى الشديد والمتوسط والخفيف ، وأعراضة تستمر مدى الحياة لأنها نوع من أنواع الإعاقات النمائية، إلا أن أعراضه تتحسن بشكل كبير خصوصا في الحالات المتوسطة ، والخفيفة مع برامج التدخل السلوكية ، وبرامج تعديل السلوك التى تمتاز بأنها لا تخفّض فقط ، أو توقف السلوك غير المرغوب فيه ، ولكنها تستخدم في تعليم الطفل التوحدي الكثير من المهارات السلوكية.

        وعن دور الأسرة التي تعيش مع الطفل الذي يعاني من التوحد (كما يراه المتخصصون في مجال التوحد) يتلخص في النقاط التالية :

  1. تقبل الأمر بأنه ليس بالجريمة ولا بوصمة العار ، لأنه ليس له ذنب كما لا تعلم أيها الأب وأيتها الأم عِظم الأجر الذي أنعم الله به عليكما ، والكشف المبكر لحالة الطفل وإلى أي مدى تتطور حالته ، والتعاون الكامل مع الأطباء والمختصين في نوعية التوحد.
  2. مشاركة مراكز الرعاية والتأهيل في تنفيذ البرامج التربوية المناسبة لكل حالة من حالات التوحد ( لما يتمتع به البيت ومركز التأهيل من نسبة تواجد كبيرة للطفل يقوم خلالها بممارسة عدة نشاطات وظيفية وسلوكية وحركية ، وذلك في كافة مراحل التدخل من التشخيص والعلاج والتقييم ) .
  3. المساهمة في تقبل فكرة الدمج التي تقوم بها المدارس ، لما يساعد على المدى الطويل من فكرة تقبله لنفسه في المجتمع ، والتقليل من حدة سلوكياته ، أو بعض الأعمال العدوانية التي يلجأ إليها ظنا منه أنه دفاعا عن نفسه ، بل ودفعه على الإيمان بقدراته التي وهبها الله له .
  4. تشجيع الطفل على التفاعل وإعطائه إحساس بأنه محل إحترام من الأخريين ، بل ويجب عليه استغلال هذا الإختلاف الذي اختصه الله دون غيره به للنجاح والتفوق وإثبات الذات ، والإشارة دائما إلى أولائك المتفوقين والمتميزين والتي لديهم إحدى درجات طيف التوحد كمثلا يحتذى به .

        وأخيرا عدم الإنسياق نحو ادعاءات الكثيرين الذين يسعون للكسب المادي فهم يدعون بأن لديهم علاجا للتوحد وهذا أمر عار من الصحة.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0