الأمهات القاصرات أزمة لاتنتهي

الخميس, أبريل 8, 2021 - 23
تحقيقات منوعة

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية

الأمهات القاصرات تعد ظاهرة اجتماعية مؤلمة وتضرب كافة المجتمعات على اختلافها .

رومانيا :

فهاهي إميليا تلك المراهقة الصغيرة وقد حملت في سن ال15 وخلال 5 سنوات أصبحت أما ل 3 أطفال ، معلنة عن مأساة في بوخارست حيث يولد فيه 10% من الأطفال لفتيات مراهقات ، لتخبر الجميع أن شبابها قد ضاع وانتهى مستقبلها .

واميليا هي فتاة لأم قد أنجبتها في ال 13 من عمرها وعلى الرغم من معاناتها إلا إنها لم تقدم الدعم أو الحماية لفتاتها ، لنشئتها في بيئة اجتماعية غير مستقرة مما دفعها لترك التعليم وحملها وانجابها ثم بعد 5 سنوات تنفصل عن والدهم ، وليس لها وظيفة أو دخلا تعتمد عليه في إعالة أطفالها.

غابرييلا ألكساندريسكو، رئيسة الفرع الروماني لجمعية "أنقذوا الأطفال" تقول أن "الطفلة التي تصبح أماً تشكّل مأساة وحياة محطمة"، إذ يؤدي ذلك إلى التسرب من المدرسة والوقوع في براثن الفقر فضلاً عن خطر ولادة أطفال مبتسرين.

وجديرا بالذكر أنه في العام 2020، بلغ عدد المراهقات اللواتي أنجبن وهنّ في أعمار دون الخامسة عشرة 673، في حين يرتفع الرقم إلى 19915 لدى اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً، في هذا البلد الأوروبي الشرقي الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة. بالنسبة إلى كثيرات منهن، كان المولود سنة 2020 الثالث أو حتى الرابع.

ويبدو أن الاتجاه نفسه سيبقى سائداً عام 2021، إذ أن والدة المولود الأول هذه السنة لم تكن تتجاوز الـ15.

بلغاريا :

وتناصف رومانيا على المركز الأول في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد الأمهات دون السن القانونية، فأنجبت فتيات كثيرات بالكاد تبلغ أعمارهن 11 عاماً خلال السنوات العشر الأخيرة.

 

كما تؤكد نائبة رئيس منظمة "الجنس مقابل اللقلق" غير الحكومية دانييلا دراغيتشي "في هذا العمر، لا تكون الطفلة مؤهلة جسدياً وفيزيولوجياً لتحمل الحمل حتى نهايته وللوضع. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تجد نفسها وحيدة تماماً، إذ يكون شريكها انسحب من المشهد".

ونلاحظ أنه في هذين البلدين أقليات كبيرة من شعوب الروما أو الغجر الذين تقضي تقاليدهم بأن تتزوج الفتيات في سن مبكرة جداً. وتحذر دراسة أصدرتها في كانون الثاني/يناير اليونيسف وجمعية "سماس" المسؤولة عن دعم الأمهات والأطفال حديثي الولادة، من أن "حمل المراهقات ظاهرة دورية تتكرر من جيل إلى جيل".

و المنظمات غير الحكومية ترى  أن وقف هذه الظاهرة يستلزم وضع برامج للتثقيف الجنسي في المدارس والمجتمعات الفقيرة ، لكنّ السلطات في بوخارست تأخرت في الوفاء بوعودها في هذا الشأن.

ولا يزال مشروع قانون في هذا الصدد عالقاُ في البرلمان كونه يواجه معارضة من أبرز جهاتها "تحالف الأهل" القريب من الكنيسة الأرثوذكسية التي تشكّل الغالبية في رومانيا.

وتنتقد هذه المنظمة ما تسميه "خدش حياء" القاصرين، وترى في إقرار هذا التعليم "استراتيجية مقنعة للاستغلال الجنسي للأطفال في سن مبكرة".

وترى دراغيتشي أن الوضع مُلحّ، موضحة أن نحو 30 مركزاً لتنظيم الأسرة أُغلقت في السنوات الأخيرة، بسبب لامبالاة السلطات ونقص الإمكانات. ومن بين مئات المراكز التي لا تزال مفتوحة، اثنان فحسب يوزعان وسائل منع الحمل مجاناً، كما تأسف لكون الشباب يعتمدون على الإنترنت كمصدر وحيد للمعلومات بسبب قلة البالغين الذين يمكنهم اللجوء إليهم.

تقاعس السلطات :

وتواظب الوسيطة الصحية الغجرية يوانا كونستانتين منذ عشرين عاماً على القيام بجولات على البيوت في حي فقير بجنوب بوخارست.

وتعتني يوانا بنحو 700 عائلة، معظمها من الأزواج الشباب، وتتولى تأمين تواصل هؤلاء مع الأطباء أو تساعد في قيد أطفالهم في سجلات الأحوال الشخصية الرسمية، وهي عملية تتسم بالتعقيد إذا لم يكن الوالدان يملكان وثائق هوية، أو إذا كانوا هم أنفسهم قاصرين.

وتشرح قائلة "أحاول إقناعهم بأن منع الحمل أسهل من التعامل مع العواقب"، معربة عن أسفها لضعف دور السلطات في هذا الشأن.

وتضيف "يبدو أن هذا الموضوع من المحرّمات، حتى في القرن الذي نعيش فيه".


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0