الخوف.....وأطفالك

الأربعاء, يوليو 15, 2020 - 17
الأطفال

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية

الخوف عند الأطفال هو شعور من عدم الارتياح، يصيب الطفل كردّ فعل مفهوم لتعرض الطفل لتغيير ما أو حدث مؤثر يتعرض له الطفل، ومن الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف أو القلق من وقت لآخر.

وأشكال الخوف  إمّا محسوسة وموجودة على أرض الواقع، كالأطفال الذين يخافون من الشرطي أو حتى الطبيب، وقد تكون غير محسوسة كالموت والعفاريت.

المخاوف الطبيعية والمرضية :
يخاف الطفل في السنة الأولى من عمره من الصوت المرتفع، إلا عند وجود أمه، حيث يشعر بالأمان معها، وفي عمر من 2-5 سنوات، يبدأ الخوف من الأشياء الطبيعية، مثل السقوط من مكان مرتفع، والغرباء، والحيوانات، وهذا الأمر من علامات بداية النضج، ويجب على الوالدين مساعدة طفلهما على تخطي هذه المخاوف بطرق ذكية، فالخوف من الغرباء يمكن اجتيازه بالطلب من "الغريب" الابتسام في وجه الطفل، أو إحضار حلوى معه، ليعرف الطفل أنه ليس شخصاً سلبياً، ويبدأ التعامل معه بشكل طبيعي، كما يجب تجنُّب إخافة الطفل من أمر يخاف منه، كأن نحمله بالقرب من مكان مرتفع، ونهده برميه، لكيلا تزداد العقدة لديه من الأماكن المرتفعة.

أسباب الخوف :

  1. الأمور التي اخترعها مجتمعنا لتخويف الطفل من الاقتراب من مكان معين، تعتبر سبباً مباشراً للخوف عند الأطفال.
  2. افتقاد الحب والحنان والرعاية، وتحديداً عند الأطفال الأيتام الذين فقدوا الأم أو الأب أو كليهما، إضافةً إلى الأطفال الذين انفصل آباؤهم عن أمهاتهم، وهذا لا يولد الخوف فقط، بل الكراهية والحقد والعنف.
  3.  التأثر من الآخرين، وهذا ما يسمّيه أطباء وعلماء النفس بمسمّى "الخوف بالعدوى"، فعلى سبيل المثال إذا أظهرت الأم خوفها من حيوانٍ ما سوف ينتقل هذا الخوف مباشرةً للطفل، حتى لو كان لا يخاف منه في السابق.
  4. الخوف الكبير والمبالغ فيه من قبل الأهل على أطفالهم، عند تعرضهم للوقوع والجرح، وتحديداً إذا ظهر على الأم مثلاً آثار الخوف والارتباك، علماً بأنّ بعضهن يبكي، وهو ما يزيد من خوف وارتباك الطفل وتوتره.
    الأهل سبب الخوف عند الأطفال

 أوضح الدكتور ميسرة، طاهرالأستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز سابقاً، أن السنوات الخمس الأولى في حياة الإنسان "الطفولة المبكرة"، تلزم وضع قواعد وحدود لسلامة الطفل، يشارك فيها كل مَن يسهم مع الأسرة في تربية وتنشئة الطفل، وأنه كلما تميزت حياة الأسرة بالطمأنينة والحب والرعاية والأمن، نشأ الطفل بشكل سوي بعيداً عن الاضطرابات،فإن بعض التصرفات البسيطة تترك بصمة سلبية في شخصية الطفل، كونها تزرع الخوف في أنفسهم:

  •  كمعاملة الأهل السيئة، بحيث يتبع الوالدان أسلوب التهديد والتخويف والعقاب السيء، بشكل مستمر ومتكرر.
  • أو تركه يشاهد لقطات مرعبة في التلفاز حتى لو كانت الشخصية كرتونية. أو لجوء بعض الأهل إلى سرد القصص والحكايا المخيفة حتى ينام الطفل، وهذا أكبر خطأ.

وقال الدكتور ميسرة: الطفل لا يملك قدرة الفصل بين عالم الخيال، وعالم الحقيقة، وتبقى الأمور المخيفة التي يشاهدها، أو يسمعها في الطفولة معه حتى الكبر، حيث تعيش في ذاكرته، وقد تضره سلباً.
وأضاف: الجو العام المحيط بالطفل في المنزل، يؤثر بشكل مباشر على نفسيته، وتصرفاته، وليس هناك منزل يخلو من المشكلات، والمشاحنات بين أفراد الأسرة، لذا على الوالدين الدخول إلى غرفتهما، وحل الأمور العالقة بينهما بعيداً عن الطفل، والعمل على إظهار الألفة والمحبة بينهما أمامه، والإكثار من العبارات الطيبة.

علاج الخوف:

يعتمد مستوى خوف الطفل على درجة القلق الذي يُعاني منه، وعلى تجاربه الماضية، وعلى مدى خياله. فعندما يلاحظ الأهل ظهور علامات الخوف عند طفلهم عليهم مايلي:

  1.  إعطاء الطفل المزيد من الوقت، وأن يُحاولوا قدر الإمكان تجنُّبَ الأحداث والمواقف التي يُمكن أن تُثيرَ هذه المخاوف. وهذا يساعد الطفل على التغلب على مخاوفه بعدَ مرور عدَّة أشهر.
  2. وعلى الوالدين أيضا تجنُّب إلقاء المحاضرات على الطفل.
  3. تقبُّل حقيقة مخاوف الطفل على أنهَّا شيءٌ منطقي.
  4. تقديم الدعم له عندما يكون خائفاً.
  5. اتِّباع سياسة تحليل الموقف وأن يستخدموا الكلمات المُطمئنَة للطفل.
  6. يجب أن يعلمَ الوالدان أنَّ بعضَ المخاوف جيِّدة، حيث يجب أن يكونَ لدى الطفل حذرٌ صحِّي, فقد يكون الناسُ الغرباء خطيرين.
  7. تعليم الطفل كيفيَّة مواجهة المخاوف, حيث يستطيع الأطفالُ تعلُّمَ مهارات سلوكية تجعلهم يشعرون أنَّهم يستطيعون التحكُّمَ بشكلٍ أكبر بمخاوفهم. يُمكن تعليمُ الطفل أن يأخذَ نفساً عميقاً، أو أن يستخدمَ خياله لتحويل الشبح المخيف إلى شبح مُضحِك، أو أن يضع الطفلُ كشَّافاً بجانب سريره ويُشعله عندما تُطفأ الأنوار.

Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0