الدمى شبيهة الأطفال بديلا عن الإنجاب لبعض الأسر الإيرانية

الخميس, أكتوبر 22, 2020 - 22
الأسرة

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية

يأخذ عالم الدمى منحنى مغايرا لبعض الأسر الإيرانية ، فعوضا عن استخدامها للترفية واللعب , تستخدم بديلا لإنجاب المزيد من الأطفال ، فبخدود وردية ورموش رقيقة ورأس مغطى بالشعر وشبيهة بالأطفال الرضع، فتبدو وكأنها مفعمة بالحياة . 

بدأت مريم أجايي (24 عاماً) تصميم هذه الدمى لأول مرة كهواية، حيث تلون بعناية وجه الرضيع، المصنوع من السيليكون، وتختار ملابس مناسبة له تجعله يبدو أقرب قدر الإمكان إلى الرضيع الحي، وفقاً لوكالة "رويترز" ،وبعد أنإكمالها دمية (ريبورن) الثانية، بدأت تكثر الطلبات عليها لشراء هذه الدمى.

وقالت مريم: "العديد من زبائن دمى الأطفال هذه هم أولئك الذين يشكو أطفالهم من الشعور بالوحدة، يريدون أخاً أو أختاً، فيزودهم الآباء بهذه الدمى لوقف تذمرهم وشكواهم ، كما  أن العديد من الأُسر في إيران تختار إنجاب طفل واحد بسبب الظروف الاقتصادية ".

وتابعت: "عادة إنجاب طفل واحد ترجع إلى حد كبير للنفقات والوضع الاقتصادي، لكنهم لا يدركون أن وجود أخ فعلي لا يمكن استبداله بهذه الطريقة".

ويمكن أيضاً استخدام دمى "ريبورن" في مواساة الأمهات الثكالى اللائي يشعرن بالحزن لموت رضيع لهن، لكن الأم موجان زبيبور تستخدم هذه الدمية رفيقة لطفلتها البالغة من العمر 5 سنوات.

فقررت موجان الحصول على دمية بعد أن طلبت ابنتها  فباران مرارا أن يكون لها أخ أو أخت ، فتقيم حفلات شاي مع الدمية وتبقيها قريبة عندما تذهب إلى النوم.

وأضافت: "الشعور باحتضان هذه الدمية يشبه تماماً الوقت الذي كانت طفلتي فيه رضيعة، عندما احتضنتها تذكرت بالضبط عندما كانت طفلتي رضيعة، في هذه الأيام لا يمكن للأسر أن تفكر في إنجاب ثلاثة أو أربعة أطفال".

وقال علماء النفس وخبراء تنظيم الأسرة إنه من الشائع جداً أن تبحث الأُسر عن وسائل أخرى لملء الفراغ الذي يشعر به الطفل عندما يكون وحيداً، فالبعض يلجأ إلى اقتناء حيوانات أليفة بينما يلجأ آخرون إلى أساليب غير معتادة مثل الدمى.

كما ذكرت وزارة الصحة الإيرانية في وقت سابق من الشهر الجاري أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن إيران ستصبح أكثر دول العالم شيخوخة خلال الثلاثين سنة المقبلة.

ونجديرا بالذكر أن 10% من سكان إيران من كبار السن مع انخفاض معدل النمو السكاني إلى أقل من 1% ، حسب ما أوردتة وزارة الصحة الإيرانية .

وأوضح صندوق الأمم المتحدة للسكان أن التغيير الذي يحدث لسكان إيران يرجع إلى حد كبير إلى زيادة التعليم فيما يتعلق بالصحة العامة والإنجابية، فضلاً عن الانخفاض الحاد في معدل الخصوبة والوفيات في جميع أنحاء البلاد. 

وقال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي في يوليو/تموز إن إيران "ستتخلف عن الآخرين" لو استمر الانخفاض في عدد سكانها.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0