طقوس رمضان في العراق تتأثر بكورونا هذا العام

الأربعاء, أبريل 28, 2021 - 09
تحقيقات منوعة

على الدراجي

نائب رئيس التحرير

نجح فايروس كورونا في فرض تأثيره على مظاهر الشهر الفضيل في العراق وعادات وتقاليد أيامه المباركة عند العراقيين التي توارثوها من سنين طوال ، فضلاً عن مشكلات أخرى حصلت نتيجة الوضع الاقتصادي العام وما آلت إليه الأمور بسبب تغيير سعر صرف الدينار العراقي.

أما حظر التجوال الجزئي الذي فرضته الحكومة العراقية فقد قيد حركة الكثيرين بعد الإفطار.

الحظر الكوروني أمر لابد منه

ايمن كريم(38 سنة / معلم) يقول " الحظر المفروض لغرض الحد من انتشار فايروس كورونا أمر لابد منه ، نعم اثر على حركة العراقيين وتنقلاتهم من مكان لأخر واقتصر التنقل ضمن الرقعة الجغرافية لمحل السكن على غير العادة كون أيام الشهر الفضيل تتطلب المشي والخروج من البيت بعد الإفطار مباشرة لغرض التزاور.

أما علي فيصل(36 سنة / رياضي) يقول " من المهم جداً الحركة بعد وجبة الافطار وهو شئ صحي وهام ، كنا نلعب كرة القدم قبل السحور وألان الأمر مستحيل بسبب الحظر الموجود ومن واجبنا الالتزام لان الوباء لازال يحيطنا".

ويقول احمد لازم (40 سنة / اعلامي) اعتاد العراقيون وخصوصا البغداديين الخروج في شهر رمضان لاسيما بعد الافطار لاغراض مختلفة كأن تكون الذهاب للمساجد لتأدية الاعمال العبادية في هذا الشهر الفضيل او لزيارة الاهل والاقارب والاصدقاء او الذهاب الى الاماكن العامة الترفيهية لكن بعد ظهور جائحة كورونا في بداية العام الماضي وتزايد حالات الاصابة بهذا الوباء في الفترة الاخيره وفرض الحظر الشامل في العاصمة بغداد يومي الجمعة والسبت والحظر الجزئي من الاحد الى الخميس من الساعه الثامنة مساءا الى الخامسة صباحا كلها عوامل ساعدت على التقليل من الخروج خصوصا بعد الافطار واصبح المواطن يتنزه او يخرج في منطقتة كذلك ارتفاع سعر الدولار وزيادة اسعار بعض السلع والمواد الغذائية كان لها تأثير قوي على المواطن البغدادي لذا نشاهد في هذا الشهر الفضيل عادات وتقاليد اختفت او قلت نوعا ما هذه السنة ولعل ابرزها التزاور بين الاهل والاقارب والجلوس طويلا حتى موعد السحور كذلك كان العراقيون معروفين بأداء لعبة المحيبس في هذا الشهر المبارك .  

على العموم الشعب العراقي كان ولايزال محبا للحياة رغم الضيف الثقيل الذي حل علينا وهو كورونا لكن هذا لايمنع من تحدي الصعاب ومواجهة الانكسار والحزن بالامل والابتسامة.

 

ارتفاع الأسعار يلهب الأسواق

مرتضى الحسني(34 سنة / شاعر واعلامي) "تشهد الأسواق العراقية في كل سنة في شهر رمضان أرتفاعا في أسعار المواد الغذائية والخضروات، وإِن هذه الظاهرة السيئة تتكرر في كل سنة، وذلك بسبب جشع بعض التجار الذين يحاولون تعويض خساراتهم في الأشهر التي تسبق قدوم شهر رمضان خصوصا مع انتشار وباء كورونا ومارافقه من حظر ، وهذه تعتبر فرصة كبيرة لبعضهم للتعويض على حساب الآخرين، ومن ضمن الأسباب أيضا هو غياب الرقابة الحقيقية، لذا فإن ارتفاع الأسعار ينعكس سلبا على الموطنين خصوصا أصحاب الدخل المتوسط والدخل القليل لأنهم قد يتوجهون لشراء بعض الحاجيات وترك البعض الآخر، لكن هذا لم يمنع المواطنين من الإقبال على الأسواق والتبضع نظرًا لحاجتهم الشديدة للتبضع".

محمد حسين(44 سنة / كاسب) قال "ان ارتفاع أسعار المواد الغذائية اثر بشكل او بأخر على القوة الشرائية للعائلة العراقية التي اعتادت على شراء اصناف منوعة من الأطعمة الطازجة والمجمدة ، فالبعض تنازل عن نصف حاجياته وآخرين تحملوا ارتفاع الأسعار لأنهم غير قادرين على فقدان جمالية المائدة التي عرفوها من سنوات".

اما سمير حسن(51 سنة / متقاعد) قال: راتبي التقاعدي لايكفي لسد احتياجات البيت ، كل شئ تغير وشهر رمضان لهذا العام هو الأصعب منذ سنوات ، ارتفاع الأسعار يلهب الاسواق".

ويقول عادل خليل(59 سنة / صاحب أسواق) "حركة البيع في هذا العام مختلفة بسبب ارتفاع الأسعار ، أنا أراقب بيع السلع ، ابدا لاتشبه العام الماضي"

 

المائدة العراقية لن تتغير

اعتاد العراقيون على التنوع في موائدهم ، اكلات مختلفة وعصائر بالوان متنوعة ، ولازال اهل الخير يفكرون بغيرهم ويسدون حاجاتهم من الفاكهة والخضراوات.

يقول عامر جواد(41 سنة / حلاق) "رغم الظرف الاقتصادي الصعب ، الا ان موائدنا لاتزال كما هي عامرة باصناف الطعام ، ربما تغير الكم ولكن النوع لم يتغير".

اما حسن سامي(52 سنة / بقال) فيقول" انا ابيع الفاكهة واعرف كم هي ضرورية للصائم ولهذا مائدتي لاتخلو منه واقدم ما استطيع تقديمه للعوائل التي لاتستطيع الشراء".

بينما يقول جاسم عزيز(39 سنة / بقال) "من لايمتلك القدرة على شراء الفاكهة والخضار ، يستطيع اقتناء مايريد بدون مقابل ، وانا اعرف العوائل التي لاتملك المال لكي تشتري ولهذا اقدم لهم العون".

 

المسحراتي يقاوم متغيرات الزمن

ورغم الإجراءات الوقائية التي فرضتها الحكومة العراقية بغية السيطرة على الوضع الوبائي في البلاد ، لازال المسحراتي او (ابو الطبل) يتجول بعدته التراثية شوارع بغداد وأزقتها الشعبية.

يقول هادي السلامي (24 سنة / اعلامي) "رغم التطور التكنلوجي وعولمة الانترنت التي جعلت العالم قرية صغيرة في الوطن العربي وخصوصاً في العراق وتحديدا شهر رمضان المبارك ، لا تزال دقات طبلة (المسحراتي) او (المسحرچي) لها رأيٌ اخر في إعادة شيئاً من عبق الماضي الى ذاكرة الناس، فاستيقاظ الناس لساعاتٍ طويلةٍ إلى ما بعد أذان الفجر وقطع أشواطٍ مع التلفاز والاجهزة المحملولة، لم يمنعهم من تركِ المشاهدة الاستماع والاستمتاع بمشهدِ السحور وجمال هذه العادة الفلكورية التي تشعرهم بروحية وروحانية هذا الشهر الفضيل".

امير كاظم(28 سنة / مسحراتي) يقول "لااستطيع التخلي عن هذه المهنة ، احبها منذ الصغر واشعر بالسعادة وانا أرى الناس ترافقنا وتبتسم بوجوهنا".

ورغم وجود التقنية الحديثة ومنبه جهاز الموبايل إلا أن العراقيين يستمتعون بوجود المسحراتي في شوارع العاصمة.

سلام عبد المجيد(39 سنة / مهندس) يقول "التقنيات فرضت نفسها بقوة على حياتنا ولكن المسحراتي لازال يقاوم متغيرات الزمن ويتحدى الظروف القاهرة ومحنة كورونا ويعمل في الليل من اجل المحافظة على هذا التراث الجميل".

 

 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0