على المنصة بوست السيدة فوقية رحمي تكشف أسرار وحكايات رائعة بوجى وطمطم

زوجة صانع بوجي وطمطم : تركنا أبناءنا لعرائس غريبة عنا شكلا ومضمونا.     
الأحد, مايو 2, 2021 - 15
مشاهير
خليل الشرقاوي

خليل عبد العزيز الشرقاوي

محرر صحفي

ما إن يحل رمضان كل عام حتى تهل معه روائح زمن من الإبداع التليفزيونى، رائعة  فنية عشقها الأطفال وأرتبط بها الكبار على مدار سنوات  في مسلسل" بوجى وطمطم" » للمبدع  الراحل محمود رحمى.  وقد كان لنا في"المنصة بوست"  هذا الحوار مع رفيقة درب صانع الإبداع والتميز ، السيدة فوقية رحمي مصممة العرائس وزوجة المخرج العبقري محمود رحمي، لتعود بنا إلى رمضان زمان وتروي لنا كواليس العمل على المسلسل، وكيف استطاع رحمي أن ينفذ حلمه بعمل شخصية مصرية صميمة للطفل المصرى تدخل حياته ويتعلق بها 

حلم يتحول لحقيقة  

سيدة فوقية ، هل لكي أن تخبرينا كيف استطاع رحمي أن ينفذ حلمه بعمل شخصية مصرية صميمة للطفل المصرى، استطاعت على تعيش حتى يومنا هذا ؟

ظل إبداعه يطارده وحلمه بالعروسة المصرية يلح عليه، فكان «بقلظ» الذى استمده من الأراجوز المصرى، وبعده كانت «توتة وحدوتة» التى استلهم منها مسلسله الأشهر، وعرائسه الأهم التى أصبحت أيقونة رمضان لملايين الأطفال طوال عقدى الثمانينات والتسعينات «بوجى وطمطم» ومعهما سبع شخصيات أخرى أبدعها رحمى على مدى 20 عاماً.  «كان بيعتبرهم شخصيات من دم ولحم، بل أكثر من ذلك كان بيعتبرهم كأبنائه،. حتى وصل به الأمر إلى أنه ثار وغضب من مدير تصوير البرنامج عقب إنجاب ابنه أحمد، حينما قال إن أحمد لايسحب البساط من بوجى»، ولا أخفيك سرا أني أتعجب كل عام بعد 20 عاماً من رحيل رحمى عن دنيانا لدار الحق،، لا يزال عمله هو الباقى، كان فناناً مبدعاً يعمل بضمير وإخلاص مبدع آمن بالفكرة وعمل عليها، وكان يستعين فيها بنجوم مثل حسن يوسف وحسن مصطفى ومحمد توفيق وميمى جمال؛ ما إن تلمع فى مخيلته ملامح شخصية جديدة والتى كان يستمدها من البيئة المحيطة، حتى يغلق بابه لساعات بصحبة ألوانه وأوراقه ليرسم ملامح تلك الشخصيات ويعكف بعدها على تنفيذ الشخصية يجوب الأسواق باحثاً عن خامات صناعة الشخصية، ولا يترك تفصيلة إلا وقد اهتم بها، بداية من شعر العروسة وانتهاء بملابسها، وأحذيتها ولكل منها شخصيتها، كما لو كان يشترى ملابس أبنائه، كان يحرص على شراء ملابس أبنائه من العرائس، وحتى اسم كل شخصية كان يستغرق ساعات من التفكير فيه، فبوجى لقب شقيقه إسماعيل، وطمطم هو الاسم الذى يطلق على من يحملن اسم طماطم، ولم يكن يكتفى بذلك، كان يكتب سيناريوهات وحوارات أعماله منفرداً بشغف شديد، وكانت المحصلة أن يخلد عمله اسمه».

وكيف أصبح بوجى قرد له شقيقه أرنبه"؟

هذه عبقرية من الراحل رحمى  فقد أراد أن يجعل الطفل يستخدم عقله في التفكير ويوسع مداركه وتفكيره، ولم يطرح هذا التساؤل حين قمنا بعمل المسلسل سوى هذه الأيام، فكان الجميع متأقلم مع الوضع ومع أن بوجي شقيق طمطم، وترجع فكرة اختيار الشخصيات إلى أن بوجي هو الطفل الشقي وكما يوصف الطفل الشقي بالقرد فاختار هذا الحيوان، أما طمطم فهي البنت اللطيفة الوديعة الهادئة كالأرنبة، وقد أبدع الراحل يونس شلبي في تأدية صوت بوجى، وكذلك هالة فاخر في تجسيد شخصية طمطم.    وقد كانت عروسة رحمى مؤثرة والدليل وجودها حتى الأن.

شخصيات لازالت في الوجدان 

هل لكي أن تخبرينا ، عن دورك كمصممة عرائس ومساعدة فى الأخراج مع زوجك الراحل رحمى؟  

كنا نحضر 6 شهور كامله حيث يختار الموضوع والشخصيات بدقه والأهم التركيز على السلبيات الموجوده وحلها بالأيجابيات وكنا نركز على توصيل المعلومه والحكمه للطفل بشكل دمه خفيف وجذاب  وانا كمصممة عرائس بدأت مع رحمى العمل منذ عام 84 حتى عام 99 أخر مواسم بوجى وطمطم هكذا وجدت نفسى أمام تلك الشخوص التى نجح رحمى فى ابتكارها حتى تحولت فى وجداننا إلى شخوص من دم ولحم «بوجى، طمطم، طماطم، زيكا، زيكو، شكشك، والد شكشك، طنط شفيقة، زيزى».

أين العرائس الأن هل لازالتي تحتفظين بها؟ 

مازالت العرائس بهية رغم مرور تلك السنوات لحرصي عليها واهتمامي  بأن تظل بكامل أناقتها ورونقها، وقفت أمام العرائس فإذا بالطفلة داخلى تبعث من جديد ووجدتنى أرغب فى احتضان تلك العرائس التى طالما أحببتها وأحببت كل ما ارتبط بها فى وجدانى من زمن ولى حيث كان لكل شىء طعم ولون. تعجبت كيف لم تتحول تلك العرائس إلى دمى لكل طفل وطفلة بدلا من تركنا أبناءنا لعرائس ديزنى وباربى الغريبة عنا شكلا ومضمونا.     

وما رأيك فى أقتباس شخصية شكشك وتقديمها الفنان مصطفى خاطر بعنوان «شكشك شو»؟  

رأيت  فيه تشويها لشخصية شكشك التى ابتكرها «رحمى» كشخصية رصينة إيجابية فى كل أقوالها وأفعالها.  وسعت جاهدة لإيقاف وبالفعل تم أيقاف البرنامج  لأننا نقدم شخصيات نموذجية تساهم فى التربية الإيجابية لأطفالنا وكان حريصا على ألا يتضمن العمل أية إيفيهات قد تسيء للفكرة والهدف  وتضيف ؟ لقد كان عملا أبدعه الكبار.. رحمى الموهوب بشدة، وصلاح جاهين الذى كتب أشعارا فى غاية الروعة ومن بعده بهاء جاهين. ثم مجموعة من الممثلين النجوم: سيد عزمى، هالة فاخر، يونس شلبى، أنعام سالوسه، كما أن رحمى استعان بالشباب من معهد الباليه لما يتسمون به من مرونة ورشاقة ظهرت فى تحريك العرائس، بعد أن قام بتدريبهم لفترة على طريقة تحريكها، فجاءت حركة العرائس كما أرادها رشيقة وسلسلة.

عرائس السوق تعدي على حقوق الملكية 

وماذا عن رأيك فى عرائس رحمى  الموجوده بالسوق المصرى ؟  

مع الأسف عرائس مشوهه شوهت بوجى وطمطم  وتعدى على حقوقنا لأنها ملكيه فكرية . دون الرجوع للورثة حيث قامت الشركة باستيراد تلك العرائس منذ عام 2010. فحكمت المحكمة بغرامة قدرها 10 آلاف جنيه وتعويض ورثة الفنان رحمى بمبلغ 40 ألف جنيه   وهناك أكثر من دعوى قضائية ضد موردين ومصنعين، منها قضايا لم تحسم بعد، وذلك بسبب الإجراءات وحسب، فالموقف من الناحية القانونية محسوم فهناك تعدى على حقوق الملكية الفكرية دون الرجوع للورثه   وأنا عايشه من أجل الحفاظ على هذا التراث                             

هل من الممكن عودة بوجى وطمطم ؟                                      

عرض على بعد الشباب من عشاق بوجى وطمطم واخبرونى  بأن إحدى شركات الإنتاج طلبت منهم تقديم معالجة لفكرة مسلسل يعتمد على شخصيات مسلسل بوجى وطمطم وقد قدم معالجة بالشخوص نفسها التى ابتكرها رحمى رحمه الله.  فهى كنز لا يجب التفريط فيه لكن ينبغى أن يعاد تقديمها بأسلوب يناسب متغيرات العصر ويخاطب الطفل المصرى فى اللحظة الآنية. ولو تم العثور على نص جيد وفكره جديده ومتفائله لأنه من الممكن عودة بوجى وطمطم لكن بهذه الشروط. لأن «بوجى وطمطم» أيقونة لها بهجتها وطعمها، تفصيلة فى تكوينه الشخصى. وبقائه موجودا حتى الآن. الدلالة على أنه  عمل متفرد صنعه الكبار.

 

 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0