الزواج هو أقدس العلاقات على وجه الأرض ، بل وأفضلها وأقواها وأسماها ، وتختلف أعراف الزواج من بلد إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر.
والعمرالمناسب للإقبال على الزواج يختلف في المجتمع الواحد ، و من شخص لأخر ، وتختلف الأسباب وتتعدد في ذلك ، وللقرب أكثر من هذه الأسباب فقد قدمت العديد من الدراسات في البلدان المختلفة والجامعات العريقة نتائج عدة ولنا منها:
الدراسات الأشهر الأمريكية :
فأجريت دراسة في جامعة ولاية يوتا الأميركية ، فإن العمر الأنسب للزواج يتراوح بين 28 و32 سنة وخصلت النتائج إلى أن هذه الفئة تستمر في علاقتها على نحو أفضل.
وأشرف الباحث في علم الاجتماع ، نيك وولفينغر، على دراسة بيانات بين عامي 2006 و2011 وحاولت الدراسة أن تفهم طباع الأزواج والأسرة في الولايات المتحدة .
إلا إن الأفكار الشائعة في وقت سابق كانت تروج أن من يتزوجون في عمر متأخر يحافظون على علاقاتهم بصورة أفضل.
وأوردت الدراسة أن كل عام من تأخير الزواج بعد سن الخامسة والأربعين يزيد احتمال الطلاق بنسبة خمسة في المئة، وبالتالي فإن من يتزوجون في سن مبكرة يواصلون الحياة معا أكثر مما يفعل غيرهم.
وتختلف الدراسة الجديدة عن بحث اجتماعي أجراه الأكاديمي فيليب كوهين من جامعة ماريلاند، وكشفت الأرقام وقتئذ أن السن الأنسب لزواج المرء يتراوح بين 45 و49.
وحلل الباحث نيكولاس ولفينجر بيانات من الاستبيان الوطني لنمو الأسرة في الولايات المتحدة من العام 2006 إلى العام 2010. وتبين للباحث أن معدلات الطلاق تنخفض عند ازدياد عمر المتزوجين فوق سن البلوغ وصولًا إلى أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات، وبذلك فإن أفضل سن للزواج هو ما بين 28 و32 عامًا أما بعد سن 32 فإن احتمالية الطلاق تعود للارتفاع مجددًا، إذ تزداد بنسبة 5% سنويًا.
وهذه النتائج أطلقت عليها مجلة سليت “بنظرية الزواج المستقر” وذلك كلما كان الزواج في وقت مبكر جدًا كان معدل الطلاق أعلى أو إذا كان الزواج في عمر متأخر جدًا فإنك تحصد النتيجة ذاتها.
إن نيكولاس لا يستطيع تحديد أسباب هذه النتائج لكنه يؤكد وجود هذه النسب في الحياة وما أكد ذلك استخدامه لبينات NSFG من سنة 2011 إلى سنة 2014 وحصد النتائج الآتية:
الدراسات العربية :
وتشير المقارنات التي أجرتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ESCWA، بين معدل سن الزواج في أوائل التسعينيات وبداية الألفية ، إلى أن الزواج المبكر لم يعد خيار الأكثرية من شباب العالم العربي.
إذ ارتفع معدل سن الزواج بشكل ملحوظ في الأردن مثلاً بين عام 1990 و2007، من21 إلى 26 لدى النساء، ومن 25 إلى 29 لدى الرجال.
وكان عمر الزواج لدى الجنسين في لبنان هو الأعلى في العالم العربي، إذ تتزوج الفتيات في عمر الـ29 تقريباً، والرجال في الـ33. تليه سوريا، التي أجريت الإحصاءات فيها عام 2006، وكانت سن النساء 27 تقريباً، والرجال 30.
ولا شك أن ارتفاع سن الزواج لدى كلا الجنسين في مجتمعاتنا العربية مرتبط بالعديد من الظروف التي تختلف من شخص إلى آخر ومن بلد إلى بلد ، مثلاً في دراسة منشورة عام 2017 حول عمر الزواج في تونس منذ عام 1950؛ ارتفع متوسط عمر الزواج عام 2014 بين النساء إلى 28 عاماً وبالنسبة للرجال إلى 32 عاماً. كذلك الأمر بالنسبة للمجتمعات الغربية ففي المجتمع الأمريكي ارتفع سن الزواج إلى 27 سنة للنساء و29 للرجال، أما في بريطانيا فقد وصل متوسط سن الزواج إلى 32 عاماً.
سلبيات وإيجابيات الزواج ( بأعماره المختلفة ) :
تختلف تلك السلبيات من شخص إلى أخر وليس الهدف منها التعميم ولكنها للإفادة بما يتناسب مع كل حالة وعليك أن تدرك ذلك بنفسك فإليك هذه الاستنتاجات :
الزواج في سن بين 22-25 عاماً :
الإيجابيات: في هذا العمر ستتزوج ممن تحب في المرحلة الجامعية مثلاً وتنطلقان في رحلة حياتكما معاً، ستنجبان أطفالاً في عمر صغير ويكبر أطفالكما ويدخلون الجامعة وما زلتما في عمر صغير لتجددا حياتكما وعلاقتكما الزوجية.
السلبيات: يكون الناس في أوائل العشرينات عادة غير ناضجين ولا يعرفون بعد ما يريدون تحقيقه في الحياة كأفراد، فيأتي الزواج بمشكلة التفكير الجماعي، إذا لا تستطيع التفكير بنفسك فقط، وإذا كنت ممكن تزوجوا قبل عمر 20 عاماً لاسيما السيدات؛ فقد تجدين نفسك بلا أهمية بعد أن يكبر الأطفال ويغادرون إلى الجامعة ولا تملكين ما تتحملين مسؤوليته بعد اليوم، لكنك قد تفكرين بمتابعة الدراسة أو إطلاق مشروع خاص مثلاً.
الزواج في عمر بين 25- 30 :
الإيجابيات: تكون قد نضجت كما سبق وأشرنا بعد عمر 25 عاماً، واستمتعت باكتشاف الحياة بعد الدراسة والخوض في سوق العمل، إذ غالباً ما ستكون مرتبطاً أو سترتبط بشخص يشاركك القيم الخاصة وتقدير الذات، لقد عشت التجارب وحياة العزوبية بصورة مثالية تقريباً وأنت مستعد الآن لبدء عائلتك الخاصة.
السلبيات: تتمثل في خسارة المرأة أكثر من الرجل وتضحيتها ببعض التقدم الذي حققته مهنياً في سبيل الإنجاب و تربية الأطفال .
الزواج في سن بين 30-35 عاماً :
الإيجابيات: أنت تتمتع بفرص كثيرة لأنك آمن في كل من مهنتك واستقرارك المالي، ووصلت إلى مرحلة ولّت معها سنوات الماضي وأخطاؤه.. تعرف من أنت وماذا تريد من الحياة، لديك تصوّر جيد عن ما تحتاجه في شريك حياتك، كما تشير الكثير من الدراسات أن نسبة الطلاق في الزواج بعد عمر 30 لا تتعدى 8٪ فقط.
السلبيات: خصوبة المرأة تبدأ بالهبوط في الفترة ما بين 30 و 34 عام، حيث تتضاعف مشكلات العقم لدى النساء بنسبة بين 8 - 15٪ تقريباً، مع ذلك لا يزال لديك بعض الوقت للتعامل مع هذه المشاكل من أجل حمل صحي ومضمون، إذ تقل فرصة المرأة في الحصول على الحمل من 63 إلى 52٪ ، لذا إذا كنتي تحت 35 عامًا ، فقد يستغرق الأمر وقتًا أطول قليلاً لبدء عائلة ولكن سيحدث ذلك.
الزواج في سن بين 35-40 :
الإيجابيات: ربما يكون هذا الزواج هو الأول والوحيد مدى الحياة؛ فلا بد أن تحصل عليه عندما تنتظر طويلاً، سوف يكون أهلك وأصدقاؤك ووالداك سعداء من أجلك لأنك عثرت أخيراً على شريك حياتك.
السلبيات: يمكن أن تكون مشكلة الحمل مشكلة خطيرة الآن، حيث أن احتمال العقم يرتفع بنسبة بين 15-32٪ في هذا العمر.
الزواج بعد سنّ 40 عاماً :
الإيجابيات: أنت بالتأكيد شخص مستقل ومن المحتمل أن تكون قد استمتعت بحياتك المهنية ولديك دائرة قوية من الأصدقاء يدعمونك في خطوة الزواج، لقد التقيت حب حياتك بعد أن صنعت السلام مع كل ما يحيط بك وستستقر في النهاية، لن يكون لديك أي ندم أو أفكار مشوشة حول وجود جزء غير مستكشف من حياتك.
السلبيات: إذا كنت لا تزال ترغب في إنجاب الأطفال ، فمن المحتمل أنك ستحتاج إلى مساعدة احترافية لكنك مستقر مالياً وعاطفياً بما يكفي للتعامل مع تحديات عدم قدرتك على الإنجاب.
إضافة تعليق جديد