وظيفة الأحلام أم علاقة أسرية مستقرة..أيهما أنتي ؟

الخميس, أغسطس 20, 2020 - 18
تحقيقات منوعة

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية

ان أكثر ما يميز النساء شعورها بالشغف اتجاه أمر ما فتبادر باعطاءه الكثير منها ، وتنتظر المقابل من ذلك الأمر وكلما ساعدها ذلك الأمر على شعورها الكامل بداخلها فتختاره دون غيره من الأمور ، فالحصول على مهنة الأحلام المرموقة التي تعطيها شعورا بالتفوق والتميز مقارنة بعيشها علاقة رومانسية مستقرة لا تجد بها شغف تميزها  فيعد ذلك من الأمور الصعبه بل والمستحيلة بأن تستطيع التوازن بين المطلبين فالأول هو شعورها بالتميز والثاني هو شعورها بالسكينة .

ونجد الرجل على عكس المرأة في ذلك الأمر فهو يستطيع أن يجد جزءا من التوازن بين الأمرين بنسب قليلة جدا ربما لأن منحنى العلاقات العاطفية بالنسبة له ليس كالمرأة في قوته وشدته حتى في أكثر الدول اهتماما بتحقيق المساواة بين الجنسين ، يعتبر الحفاظ على العلاقة أمرا أصعب بالنسبة إلى النساء ذوات المناصب العليا مقارنة بنظرائهن الرجال.

فنجد السويد في المرتبة الأولى على مؤشر المساواة بين الجنسين في دول الاتحاد الأوروبي، وذلك لعدة أسباب منها أن الدولة تمنح إجازة سخية للوالدين عند ولادة الطفل، ودعم حضانات رعاية الأطفال، والسماح بأوقات عمل مرنة. ولكن عندما درس الاقتصاديون فيها مؤخرا كيف أثرت الترقيات في الوظائف العليا على احتمال وقوع الطلاق بالنسبة لكل جنس، كانت النتيجة أن النساء كنّ أكثر عرضة بكثير لدفع الثمن على الصعيد الشخصي في سبيل نجاحهن المهني.
حيث تقول جوانا ريكين، وهي أستاذة بجامعة ستوكهولم ومؤلفة مشاركة في البحث الذي نشر في شهر يناير الماضي في المجلة الاقتصادية الأمريكية: "الترقية إلى منصب عال في السياسة تزيد من معدل الطلاق بين النساء، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الرجال، كما أن النساء اللاتي يصبحن مديرات تنفيذيات يطلقن أسرع من الرجال الذين يصلون إلى المنصب ذاته".

ووجدت الدراسة ، التي أجريت على رجال ونساء (مغايري الجنس) عاملين في شركات خاصة فيها 100 موظف على الأقل مايلي :

- أن النساء المتزوجات كن عرضة للطلاق بعد ثلاث سنوات من ترقيتهن إلى منصب مدير تنفيذي - بنسبة الضعف - مقارنة بنظرائهن الرجال.
- ضاعفت نسب انفصال نساء رقين فأصبحن رئيسات بلديات وعضوات برلمان؛ وبقيت 75 بالمئة منهن متزوجات بعد مرور ثماني سنوات على انتخابهن في القطاع العام.
-أن غالبية المشاركين في البحث كان لديهم أبناء وصلوا إلى عمر مغادرة منزل العائلة بالتزامن مع مرحلة طلاق آبائهم، أي أن ضغوط الزواج التي سبقت الانفصال لم تكن مرتبطة بضغوط تتعلق برعاية أطفال صغار السن.
- على الرغم من أن السويد وفرت تشريعات وهياكل مجتمعية تضمن "ألا يحتاج أي شخص للاختيار بين الأسرة والحياة المهنية"، إلا أن البحث يكشف أن القصة تتغير تماما في العائلات عندما تتقدم النساء في السلم الوظيفي.
- يعاني عديد من الأزواج من "التوتر والتصدع" عندما يتغير تقسيم أدوارهم الاقتصادية والاجتماعية ، ولكن هذا التوتر غالبا ما يتضخم عندما تحصل المرأة - لا الرجل - على ترقية، لأن ذلك يخلق كثيرا من المهام غير المتوقعة.
-وترى إحدى النظريات أن أزواج مديرات في مناصب عليا وجدوا أنه من الصعب عليهم التعامل مع الوضع أكثر من زوجات رجال ذوي مناصب عليا.

- كما يشير البحث إلى أن سوق الزواج لم يتمكن من مواكبة التطورات في سوق العمل عندما يتعلق الأمر بالمساواة بين الجنسين.                   

-  لا تزال النساء يرغبن بالزواج من الرجال الأكبر سنا الذين يجنون أموالا أكثر منهن، مثل حكايات الأمير في القصص الخيالية التي تُعلّمنا أن نجد زوجا ناجحا بأكثر قدر ممكن.

- وأن حالات الطلاق كانت معظمها لزيجات صغيرات في السن بالنسبة لأزواجهن ، وكن قد أخذن إجازة أمومة لفترة أطول من الأب (علما أنه في السويد يحق للشريكين قانونيا تقسيم إجازة الأبوة بينهما بالتساوي).
- أما الأزواج الذين كانوا في عمر متقارب وأخذوا فترة متساوية لرعاية الطفل كانوا أقل عرضة للطلاق بعد ترقية الزوجة.

- إن إحدى النتائج المفيدة لارتفاع معدلات الطلاق، كما تقول، هي أنه أصبح من الأسهل بكثير لكل من الرجال والنساء في السويد تولي مناصب عليا في الأعمال والسياسة دون شريك.

و إلينا بعض التجارب  :

- بالنسبة لشارلوت لجونغ (39 عاما) وهي مديرة تنفيذية لمجموعة مفروشات وأثاث فاخر في السويد وتدير أيضا منصة الكترونية لتقديم المشورة لمعتزمي الطلاق : "كلما قمنا بعملنا على نحو أفضل، كلما كان طلاقنا محتملا أكثر" فهي ام لطفين ومنفصلة ، كما تعتقد شارلوت أنّ زيادة الوعي حيال التحديات المشتركة التي يواجهها الأزواج بعد ترقية النساء إلى وظائف عليا يمكن أن تحسن فرص الحفاظ على العلاقة بينهما.

وتقول: "يجب علينا أن نتفادى القيام بدور النسويين وتوجيه أصابع الاتهام للرجل، لأنه بالأساس لم يجهّز حقا لمثل هذا التغيير على نحو عملي. نحن بحاجة لأن نوفر أدوات أفضل وأن نزيد الوعي من خلال الحديث عن هذا الموضوع".

-يشير مولي مولم، وهو محام لدى شركة ليكسي القانونية السويدية، إلى أن معدل الطلاق العالي في السويد مقارنة بباقي دول الاتحاد الأوروبي يرتبط بأهداف المساواة بين الجنسين ، فإن المستوى العالي لمشاركة الإناث في القوى

العاملة وحضانة الأطفال المشتركة بعد الانفصال يجعل من السهل على كل المطلقين من جميع الخلفيات الاقتصادية ترك هذه الشراكات عندما يصبح البقاء معا غير ممكن، كما يوضح مولم أن الطلاق ليس نهاية العالم ، كما ان الزواج أكثر

من مرة أصبح معتادا ، فإن لم تنجح في زواجك فبالإمكان طلب الطلاق.

-أما عن  شارلوت سونداكر، 38 عاما، إلى منصب الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة تعليمية عالمية في ستوكهولم وشريكها ، كريستيان هاغمان، الذي يبلغ من العمر 31 عاما. وتعتقد أن صغر سنه لعب دورا إيجابيا في علاقتهما التي نجت

رغم كثير من "التصدعات" بعد أن حصلت على وظيفتها المرموقة ، كما يرى كلا الشريكين أن السبب الأساسي لبقائهما معا هو المحادثات المتكررة والصادقة حول التحديات التي يواجهانها، كمل التقارب في أهدافهما كانت مفعول السحر

في نجاح ذلك الأمر حيث افتتح هو مكتب استشارات خاصة في مجال التصميم ،بينما تدير شريكته الآن أعمالها الخاصة وترأس مركز أبحاث سويدي هدفه تمكين النساء . 

وفي النهاية تخبرنا جوانا ريكين  "في أماكن أخرى من العالم إن كنت تدير حملة انتخابية، فيجب أن يكون هناك زوج يقف إلى جانبك. قد يحدث الأمر ذاته للمدراء التنفيذيين إذ أصبح وجود زوج أمرا ضروريا في عالمهم، ولكن في السويد لم يعد

الأمر كذلك".

وتضيف: "أصبح المجتمع أكثر تقبلا لفكرة الطلاق، وأنه قد يكون أمرا إيجابيا. إن دخلت امرأة في علاقة غير متكافئة مع زوج لا يدعم مسيرتها المهنية، فإن الطلاق يتيح لها الاستمرار في مهنتها وحدها مع إمكانية البحث عن شريك جديد..

ليس بالضرورة أن يكون أمرا مثاليا البقاء مع نفس الشخص طوال الحياة" بي بي سي.