طالعتنا كافة وسائل التواصل الاجتماعي في أوائل شهر يوليو لهذا العام 2020 قصة الطالب المصري بالجامعة الإمريكية لتعيد للأذهان قضية التحرش على الرأي العام المصري.
ويعد التحرش في المجتمعات العربية فعلا مشتركا بين المرأة والرجل ، يحمل فيه المرأة أنها من دعت ذلك الرجل إلى التحرش بها ، بل ويحدث أحيانا تبرير فعلته تلك بأنها ترتدي ملابس تساعد على ذلك ، أو تتكلم بطريقة فيها إيحاءا بذلك ، أوأن طريقة مشيتها أو جلوسها تمريرا منها بأحقيته في فعلته......ويتناسى المجتمع جريمة الرجل بما قام به .
وهناك من يرى التحرش تبريرا ، ومن يراه مرضا ، أو تفريجا ، ومن يراه واقعا أو غريزة....ويتغافل الجميع عن أنه ليس من حقك أن تفعل ذلك....فضلا عن الأثار السلبية التي يتركها في الفتاة وإلينا بعض الروايات من أصحابها الحقيقين توضح أن الفتاة تتعرض للتحرش لأنها فقط فتاة ، ليس له علاقة بعمرها أو بلبسها أو مستواها الإجتماعي أو حتى طبيعة من يقوم بهذة الجريمة ...ولكنه فقط متركز على نوعها أنها إمراة بمختلف أعمارها...
ملك والمستر والحفلة::
كانت تشارك ملك في حفل عيد الأم بالمدرسة ، وانتهى العرض ثم عادت إلى فصلها مسرعة لتأخذ الزى المدرسى وتستبدله بملابس الحفل، ليكون فى استقبالها مدرسها الذى أثنى على رقصها وطلب منها إعادة إحدى الحركات، وبتلقائية تغمرها الفرح نفذت ملك الحركة لمدرسها لتجد يده تلتف حول نهدها بشكل سريع، جعلها تشعر بالخوف فما كان منها إلا أن جرت مسرعة إلى الحمام لتبكى «لأن حط إيده على مكان عيب» كما قالت لها والدتها .
وبخجل شديد قالت ملك: "أنا كنت خايفة أحكى لماما، لأنى مكنتش فاهمة فى أيه، أنا عيطت عشان ماما قالتلى أوعى تخلى حد يحط أيده على المكان ده عشان عيب، وأنا كنت فرحانة إن الحفلة عجبت المدرسين، بس مش عارفة المستر عمل كدة ليه، أنا قلت خلاص مش هرقص تانى فى أى مكان عشان محدش يشوفنى ويعمل كدة تانى." وكان ذلك قرار طفلة الفصل السادس الإبتدائي.
جودي وعمو والملبس
اعتادت جودى على تقبيل «عمو» صاحب السوبر ماركت والتي كانت في عمر أحفاده ، منذ أن كانت فى الرابعة من عمرها، واستمر الوضع هكذا حتى لاحظت الصغيرة أن هذا الرجل يسألها عن لون ملابسها الداخلية ويطلب منها أن تظهرها له، ويتحسس جسدها الصغير ثم يعطى لها "ملبس" ذات ال9 سنوات وكان خوف الأم من فضيحة «الراجل الكبير» أمام الجيران كخوفها على ابنتها، حتى قررت أن تحتفظ بهذا السر وتمنع ابنتها من الذهاب إليه مجددًا.
هدير وابن الجيران والسطح:
اعتادت هدير عبد الرحمن «10 سنوات» على اللعب مع جيرانها أمام المنزل وفوق سطحه، وفى إحدى ليالى الصيف الحارة لتجد أحد جيرانهم الشباب يجلس بمفرده يدخن سيجارة وسألته عما إذا كان رأى بقية جيرانها، فطلب منها أن تجلس معه لحين يأتى أصدقائها، وقام بمحاولة التحرش بها فجرت مسرعة على والدتها لتروى لها ما حدث، لتنشب «خناقة» فى تلك العمارة بين أسرة هدير وأسرة جارهم، الذى حاول التحرش بها، وقامت والدتها بمنعها من اللعب مع جيرانها نهائيًا فوق السطح أو فى الشارع.
ميار ومحفظ القرآن:
ميار ذات ال10سنوات تذهب بكل براءة إلى «سيدنا الشيخ» محفظ القرآن مع الأخوة والجيران ، تنتظر أخوها حتى يأخذها بعد الانتهاء من درس القرآن درسه ، وقالت "أنا كنت مكسوفة أقعد على رجله ، لكن هو قاللى عاوز يشوفنى بكتب إزاى وأدانى كراسة وقلم ، بس لايته بيحط إيده على جسمى مش عارفة ليه ، وبعدين فضل يبوسنى كتير وأنا خفت أروح أقول لماما، بس مبقتش أروح هناك تانى وبخاف دلوقتى أشوفه فى الشارع".
رنا وحقيبة المدرسة:
كانت رنا محمد ذات ال13 عاما في طريق عودتها إلى المنزل بعد يومها المدرسي الحافل ، انقطعت حقيبتها فأخذتها إلى أحد المحلات الخاصة بالتصليح، وبعد التصليح طلب منها إرتدائها للإطمئنان عليها من عدم الإنقطاع مرة أخرى ، لتجد ذلك الأربعيني ، يتلمسها بطريقة غير انسانسة ، لتتفاجأ وتحمل حقيبتها وتخرج من المحل سريعًا تبكى من الصدمة.
فهل كان لتلك الزهرات الصغيرات ...ذنبا في أنها تتعرض لتلك الفعلة الشنيعة ...فقط لأنها تندرج تحت عنوان أنها أنثى.
إضافة تعليق جديد