..متى تهدأ جذوة الحب .. وهل يمكن أن تعود من جديد لسابق عهدها مع تجديد الخطاب الرومانسي والعاطفي.. وهل كان الحب قبل الزواج شرطا لنجاح الحياة الزوجية .تساؤلات يطرحها هذا التحقيق .. ربما طُرحت كثيرا من ذي قبل،،، لكني استدعيتها فلربما نحن في حاجة لتجديد المشاعر الجميلة من خلال تجديد الخطاب الرومانسي بين الزوجين، واستدعاء أحاسيس "تضاءل بريقها"، لنصنع منها نسيجها صلبا لمواجهة عواصف قوية قد تحيك بالأسرة .
الحب الحقيقي إكسير السعادة الزوجية..
•• بداية يقول الكاتب الصحفي الاستاذ محمود الشناوي (وكالة أنباء الشرق الاوسط) : الحب قبل الزواج أرضية صلبة يمكن البناء عليها طوال العمر ، الحب الحقيقي يمنح الرجل والمرأة فرصة مثالية للتعبير عنه خلال الحياة، الحب يقف حائط صد أمام أي خلاف ويذيب أي مشكلة، وإلا فلم يكن حبا أبداً، وإنما كان نزوة أو قُل شهوة القرب من الآخر ، فلما تحققت ذهبت النشوة وزالت، لكن الحب الحقيقي يجعل كل طرف حريصا كل الحرص على إرضاء الطرف الآخر وخلق الأجواء المناسبة للحياة الهادئة رغم عواصف الحياة ومشكلاتها التي لا تنتهي، فالحب يصب في ميزان العفو عن الاخطاء ويثقل ميزان التسامح ويرفع من قدر الحبيب لانه رصيد جاهز للصرف في أي وقت، فالحب لا يتوقف وانما يتطور مع تطور العلاقة الزوجية.
ويضيف الاستاذ الشناوى: بالطبع يصبح الحب رصيدا عند ضيق اليد وعند ضيق الصدر وعند ضيق الحال وعند قسوة الحياة ، فالحب ميزان الحياة وأكسير الهناء ومقود الراحة ، هذا اذا كان حبا حقيقيا .
لخيانة حبل مشنقة الحب ..
تقول الإعلامية مروة عابدين :
•• ربما تهدأ جذوه الحب وقد تنطفئ تماماً بالكذب والخيانة والإهانة، من كلا الطرفين، فالكذب فى مواقف معينة كفيل بأن يخلق عدم الثقة والخيانة كفيلة بأن توقف قطار الحب والرومانسيه، "الإهانة بالسب والضرب" سببان كفيلان بكسر القلب والنفس معا، بعد ذلك لا تستطيع أن نقول حب ولا رومانسيه ولا تجديد خطاب رومانسى ولا غير رومانسي ! لأن الزوجة في هذه الحالة قد تصبح جسد بلا روح تحب. ولأننى ضد التعميم، فيجب التأكيد على وجود استثناءات، فمن لديهم رصيد مختزن من الحب يستطيع التغاضى والتسامح ومن هنا يمكن للمتسامحين تجديد الخطاب الرومانسى وإشعال جذوة الحب من جديد .
الحب الحقيقي أخذ وعطاء..
•• تقول الكاتبة دعاء المصري : بالرغم من أنني لست من أصحاب قصص الحب قبل الزواج، لكني استطيع القول أنه في العادة تهدأ جذوة الحب بين الزوجين بسبب تراكم مسؤوليات ومصاعب ومشاكل الحياة، وتزول عندما تزول معها أسباب الحب. الحب الحقيقي هو أخذ وعطاء، عطاء بلا مقابل فالحب الحقيقي الصافي هو ملكة وإرادة وقدرة ليصبح نمطا رائعا للحياة، وطريق ممهد للسعادة الزوجية. الحب الحقيقي هو عطاء دون انتظار المقابل، لكن بعض الرجال "للأسف" لا يقدرون حب المرأة التقدير المطلوب ف"بعض" الرجال يعتبرونه ضعف فيستغلونه استغلال سيء . من المفترض أن نستخدم الحب لمعالجة مشاكلنا ولتحمل صعاب الحياة، فكيف نتحمل مرارة الحياة بدون حب . الحاصل في أغلب الأسر هو التضحية بالحب عند مواجهة مشكلات الحياة، فيصبح الحب أول ضحية لتعنت الزوجين وخلافاتهم المستمرة، ونتيجة حتمية عند عدم وضعه في الاعتبار أثناء احتدام المشكلة.
والصحيح والأفضل أن يكون الحب هو خط دفاع وحصن منيع لأي مشكلة زوجية لتمر بسلام ويبقى الحب هو بستان السعادة الزوجية .
البحث عن لحظات مسروقة ..
•• عبدالعال عابد الكاتب الصحفي بالأهرام يقول : ليس من الصعب تجديد الخطاب الرومانسي بين الزوجين، لكن شريطة أن يكون هناك اتفاق وموافقة بين الطرفين، ويكون لديهما الاستعداد النفسي لإحياء كل ما قد مات بينهما وهذا يتطلب ان يقوم كلا منهما باستبعاد كافة الضغوط الموجودة من حولهما وتنحيتها جانبا حتى يتمكنا من العيش ولو للحظات مسروقة فى جو رومانسي ويجمعهما حوارا متبادل من القلب إلى القلب.. وان كنت أظن أنه ليس كل زوجين قادرين على ذلك، ولكن المحاولة واعادتها قد تحقق ذلك فى وقت من الأوقات .
تجديد لغة الحوار ..
•• تقول الكاتبة الصحفية سحر عبدالرحيم مدير تحرير دورية (آفاق عربية) : بدون شك كلنا محتاجين تجديد للخطاب الرومانسى من آن لآخر لتنشيط العواطف بين الزوجين خصوصا بعد مرور سنوات طويلة على الزواج. بشرط أن يرتبط الخطاب الرومانسى بأفعال على أرض الواقع تؤكد هذا الحب وتدعمه. فلا يصح للزوج أن يقول لزوجته : يا حبيبتى وفى نفس الوقت يلقى عليها بمسئولية تربية الاولاد ورعايتهم ومذاكرتهم والعناية بهم دون أى تدخل منه.. هناك سنوات معينة فى عمر الحياة الزوجية نحتاج فيها لتجديد الخطاب الرومانسى..فمثلا فى بريطانيا معروف أن الحياة الزوجية تتعرض لهزة عنيفة فى السنة السابعة وهى ما تعرف ب"وعكة السنة السابعة"..وفى مصر والدول العربية يتعرض الزوج دائما لمرحلة مراهقة متأخرة بتكون فى أواخر الأربعينيات، وأحيانا بتتعرض الزوجة فى نفس السن لنفس الأعراض، لذلك يحتاج الطرفان لتجديد حياتهم، وتجديد لغة الحوار واضفاء مزيد من الرومانسية على مشاعرهم.
من_الشوق واللهفة إلى المودة والرحمة ..
تقول الإعلامية نسرين حلس رئيس تحرير موقع (المنصة بوست)
: الحب هو تلك الحالة الإنسانيه الجميلة التي لا ينطفئ جذوها إلا باشتعالها مره أخرى ولكن بطريق مختلفة ومتجددة. الحب هو حالة من الشوق والوله بين شخصين، تكون المشاعر فيها متساوية، كل يتمنى الإرتباط بالأخر إلآ أن يتوج الأمر بالزواج. ولكن بعد الزواج سيحدث شئ آخر وهو أن كل تلك المشاعر ستتحول لمشاعر أخرى، وتصبح حب من نوع آخر لا يحتوي على الشوق واللهفة التي كانت تتوج ذاك الحب، ولكنه سيحتوى على شئ آخر وهو المودة والرحمة، لذلك يعتقد الكثيرون أن الزواج يقتل الحب والحقيقة أنه لا يقتله بل يحوله من حب الشوق واللهفة إلا حب الموده والرحمة والعقل، فيصبح الزوجان متزنان في مشاعرهما .
وتضيف حلس : مع الأيام والتعود قد يختبئ الحب بمعني "ينام" ولكن لا ينتهي وذلك بسبب ضغوطات الحياة وفي اعتقادي أن الحل الوحيد لذلك هو تجديد المشاعر وحوارات الرومانسية بين الزوجين، والذي يبدأ بعدم التفكير كثيرا بالفتور والملل بل تناسيه تماما، ويبقى الإحترام المتبادل والمشاعر الراقية بين الزوجين ضرورة حتمية لاستمرار العلاقة على الوجه الأمثل.
التواصل العاطفي والاندماج الروحي والتكافؤ الذاتي بين الأزواج هو الضمان الكافي -بعد إرادة الله لحياة زوجية سعيدة
الحفاظ على جذوة الحب مشتعلة أمر ليس بالمستحيل، حتى وإن حدث فتور مع مرور الوقت ومع متغيرات الظروف المعيشية والحياتية، يستطيع الزوجان تجديد الخطاب الرومانسي والعاطفي مع الخطاب الإنساني الراقي الذي يحمل بين حروفه كلمات تعني المودة والرحمة والحنان والاحترام قولا وفعلا وسلوكا.
ولتبقى المودة والرحمة والرفق والعاطفة هي الأعمدة المتينة التي تُقام عليها أدوارٌ شاهقة من السعادة الزوجية .
#
إضافة تعليق جديد