تزداد شعبية العملات الرقمية بشكل متزايد كشكل من أشكال الدفع والاستثمار وتخزين القيمة. فقد أصبحت وسيلة شائعة للدفع للمعاملات اليومية. فهي توفر طريقة آمنة ومريحة لإجراء المدفوعات، فضلاً عن توفير رسوم معاملات منخفضة
وقد شهد استخدام العملات الرقمية ارتفاعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة بسبب مزاياها العديدة. وتشمل هذه أوقات المعاملات شبه الفورية، والتوفير في التكاليف، وقدرتها على استخدامها عبر الحدود دون الحاجة إلى أسعار صرف العملات الأجنبية. مع توفيرها قدرًا أكبر من الخصوصية وإخفاء الهوية من طرق الدفع الأخرى، مما يجعلها جذابة للمستخدمين الذين يرغبون في عدم الكشف عن هويتهم أو الحفاظ على أمان معلوماتهم المالية
وبالرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها، إلا أن هناك أيضًا بعض المخاطر المرتبطة باستخدامها, حيث أنها تفتقر إلى التنظيم، فلا يوجد ضمان للأمن أو الحماية من الاحتيال أو السرقة
وهو ما أكده البروفيسور جون ضبيط استاذ الإقتصاد في ولاية أيوا الأمريكية بأن كثير من الدول تتحذر من العملة الرقمية كونها مصممة للتبادل من خلال شبكة كمبيوتر فقط، لا تستند على أي سلطة مركزية لدعمها أو صيانتها، كالحكومة والبنوك على عكس سندات الدولار والعملات المعدنية، التي تستند على سلطة مركزية مدعومة. فلا وجود لرمز مادي للعد، ما قد يؤدي إلى الإرباك والإحتيال. والبلوك شين هي التقنية الأساسية التي تعمل عليها العديد من العملات المشفرة – مثل البيتكوين والإنثرويم ولكن لها طريقتها الفريدة في تسجيل المعلومات ونقلها بأمان
ويشير إلى أن عملة البيتكوين أول عملة مشفرة ، أصبحت الأكثر قيمة والأكثر شيوعًا بين آلاف العملات المشفرة التي تم إنشاؤها منذ ذلك الحين. وقد كان ارتفاع قيمتها وشعبيتها ثابتًا ، إن لم يكن بدون تقلبات.، ولكن اعتبارًا من مارس ٢٠٢٢، أصبح هناك ١٨٤٦٥عملة مشفرة، ليسوا جميعهم عملات نشطة وذا قيمة
ويرى ضبيط إلى أن فوائد استخدام العملات الرقمية يكون في أنها تحتاج لرسوم معاملات أقل ، وعدم وجود عمليات رد للمبالغ المدفوعة مع استلام الأموال بشكل أسرع من خلال المؤسسات المالية القديمة، ولا يكون هناك تضخم، لذلك هناك مجموعة مخلصة من المتحمسين للمجتمع الرقمي، تسهل على العملاء الدوليين التعامل مع عملائهم. نتج عن ذلك وجود ما يزيد عن 300 مليون مستخدم للعملات المشفرة في جميع أنحاء العالم . خاصة وأن أهم ما يميزها أنها لامركزية تمامًا، ما يعني أنها تسمح للمواطنين الذين يعيشون في المناطق التي تعاني من عدم استقرار العملة ، بالتداول بحرية عبر الحدود مع مواطني البلدان الأكثر ثراءً ، ما سيخلق مستوى من المساواة الاقتصادية
ويضيف العملات الرقمية هي جزء من المنظومة العالمية الإقتصاديه تتأثر بما يحدث كباقي العملات، فالإنهيار الإقتصادي العالمي ، التضخم ، الحروب والتغيرات المناخية كلها عوامل من شأنها أن تؤثر في تحديد قيمتها بالارتفاع والإنخفاض. وتحديد قيمة العملة الرقمية يتم من خلال العرض والطلب، فارتفاع معدلات التضخم ، أسعار الفائدة ، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، يمكن أن يكون سببا جزئياً قد يؤدي إلى انخفاض العملة الرقمية
في حين يرى الخبير الاقتصادي مؤسس ومدير شركة السنابل لإدارة الحسابات، والمحلل المالي والمضارب المحترف في أسواق العملات, البورصات والسلع في فوركس رائد سليم من الأردن بأن العملات الرقمية أثبتت تواجدها في السنوات الماضية بشكل قوي ، مع تأثرها بالأجواء العامة المحيطة سياسيا، إقتصاديا، صحيا كانت أم مناخيا.
ويقول " منع العديد من الدول البنوك من التعامل بالعملات الرقمية سواء بالسحب أو الإيداع، أدى لظهور العديد من المنصات الخاصة بذلك، وهناك طرق عديدة لتحويل الأموال أبرزها طريقة ( الند بالند )
ويضيف سليم تحتاج العملات الرقمية لخطة تداول كأي استثمار يراعى فيها كلا من ادارة رأس المال، إدارة المخاطر، التحليل الفني، التحليل الاخباري، ودراسة مشاريع هذه العملات،
ويكمل " ولأنه لا يوجد مبلغ آمن لرأس المال فإدارة المخاطر له قاعدة واحدة فنفس الخطة الاستثمارية التي يمكن تطبيقها على واحد مليون يمكن تطبيقها بنسبة اقل على مائة الف ويمكن تطبيقها على ألف كما يمكن تطبيقها على مائة دولار
ويعتبر رائد سليم أن عدم انتماء العملات الرقمية لاي اقليم أو دولة، في ظل غياب أي هيئة للرقابة عليها كهيئة رقابة الاوراق المالية أو البنوك، شجع الكثير من المستثمرين على الإستثمار في العملات الرقمية التي لا تنتمي لبلده
وينصح بالتعامل مع العملات التي تمتلك مشاريع قوية لها علاقة مثلا بالبيئة او التطور، وهي العملات التي استطاعت ان تحفظ قيمتها في الفترة الماضية وبعيدة كل البعد عن المشاريع الاحتيالية
ويشير سليم لوجود ركائز يتم الاعتماد عليها في التحليل الفني للأسعار. حيث أن أسعار الأسهم أو أسعار العملات أو أسعار السلع مبني على علم ومبني على السلوك السعري لهذه المؤشرات والأسعار خلال فترة زمنية سابقة بالإضافة إلى حسابات علمية معقدة بنسبة خمسة وسبعون إلى ثمانون بالمائة يكون مسبق بالسنوات لهذه العملات
فيما يعتبر أن البيتكوين هي القائد والمرشد لهذا السلوك الشعري للسوق ففي ٢٠١٥ كان على مشارف ال ماتي دولار ثم في ٢٠١٧ قفزت برقم قياسي إلى العشرون الف ثم انخفضت بعدها لستة آلاف ثم ألفين ثم قفزت لسبعون ألف فحتى تكون دقيق كي تأخذ المشرات الفنية الصحيحة والمتوسط السعري الصحيح يجب ان تأخذ فترة زمنية اطول وترى سلوك هذا السعر وأن يكون مقترن بدعم او مقاومة
وينتهي رائد سليم إلى أن أفضل وأقوى عملة رقمية حتى الآن من حيث الإستحواذ والتعامل هي البيتكوين ، كونها تمتلك مشروع قوي وعدد محدود من العملات ومن المتوقع ان ينتهي تعدينها عام ٢٠٣٠
إضافة تعليق جديد