المنصة بوست : سناء سعيد - مصر
يقول علماء ألمان إن مستوى التوتر قد تغير بعد فترة كورونا.. تغير أيضًا طبيعة التحكم في التوتر بين الرجال والنساء.. فمن هو الأكثر تحملاً للتوتر والأكثر توترًا وقلقًا، الرجل أم المرأة؟ ولماذا؟
المرأة غالبا متذمرة، قلقة، ومتطلبة دائما، وتحب النكد، وهي الاتهامات الشائعة التي توجه لها. ومع ذلك، تشير دراسة من جامعة فورتسبورغ إلى خلاف ذلك تماما، فهي لا تؤكد هذه الاتهامات، وبالعكس تماما، فهي تكشف عن نتائج تدحض هذه الألقاب "بطلة العالم في النكد".
وفي السنة الأولى بعد الوباء وبعد كل الضغوطات، كان هناك حاجة لازمة للمتحققين للتأكد من الصحة النفسية والعقلية للرجال والنساء. المفاجأة هنا هي أن النتائج أظهرت أن الإحساس بالقلق والتوتر يتفاقم لدى الرجال أكثر من النساء، ولكن كيف يحدث ذلك؟
ويقول الباحثون:
تتعلق أكبر التحديات التي خلفتها الأزمة الصحية بالجوانب الاقتصادية والمهنية
بشكل عام، يركز الرجال في فترات عادة على أمور "جيوبهم".
بالنسبة للنساء، هناك اختلاف طفيف، حيث تعطي المرأة الأولوية للأمور الاجتماعية والعائلية، حتى إن كانت تعمل.
بعدما لم تنتهِ الأسباب بعد، يُشير الباحثون إلى جانب آخر، حيث يصرحون أن المرأة تظهر استجابةً أكثر من الرجل عندما يتعلق الأمر بتلقي الدعم النفسي والتحفيز من قِبَل الأصدقاء أو الأقرباء. وقد تقوم المرأة بتغييرات جذرية في نمط حياتها نتيجةً لحديثٍ مع صديقاتها، إضافةً إلى أنها تتعرف تمامًا على كيفية أن تستمتع وتشغل نفسها عن طريق علاقاتها الاجتماعية.
وقد أظهرت الدراسة أن الرجال يُظهرون توترًا أكثر وليس لديهم تجاوبًا مع الدعم المقدم من الأشخاص المحيطين بهم.
وفي تصريح للدكتور أسامة النعيمي، استشاري الطب النفسي، لقناة "سكاي نيوز عربية"، قام بالتعليق على اختلاف مستويات التوتر والقلق بين الرجل والمرأة خلال فترة جائحة كورونا.
في جائحة كورونا، تأثر الرجال بشكل أكبر من النساء اقتصادياً، وهو مؤشر على قوة وذكاء المرأة اجتماعيًا، مما يثير انزعاج بعض الأشخاص.
يظهر الرجل من الدراسة التي تم نشرها حتى في الدول المتقدمة أنه لا يزال يمتلك صورة نمطية للرجولة ويترك الصورة النمطية للمرأة التي استفادت واجتازتها بعدة طرق خلال هذه الفترة.
إذا تعرض الرجال للضغط عمومًا، فإنهم ينسحبون ويتقوقعون على أنفسهم، وذلك لأنه يهدد صورتهم أمام الأُسَر، مما يُظهر ضعفهم وتبدأ أعراض القلق في الظهور عندهم.
خلال فترة الجائحة، كانت للمرأة الفرصة لمواصلة حالة التواصل التي بدأتها قبل الجائحة. ونظراً للتواصل الاجتماعي والتواصل النفسي، فقد كانت أقل عُرضة للقلق وتظهره.
تعتقد الخبيرة النفسية والاجتماعية الدكتورة نهاية الريماوي أن ظهور القلق لدى الرجل بدلاً من النساء في فترة جائحة كورونا يعود إلى الأسباب التالية: .
وفقًا للدراسات، يشير ذلك إلى أن نسبة القلق عند المرأة تفوق نسبة القلق عند الرجل، إذا كانت نسبة محددة موجودة، فإن 55 إلى 60 في المئة من النساء يعانين من مستويات أعلى من القلق مقارنة بالرجال.
ومع ذلك، بعد انتشار فيروس كورونا وبناءً على الدراسة المتاحة، أصبحت المشاكل النفسية والقلق أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنةً بالنساء. ربما يكون طبيعة الجائحة المرتبطة بتهديدات الوظائف هي سبب قلق الرجل الذي يركز غالبًا على الحفاظ على وظيفته.
غالبًا ما تشعر المرأة بالقلق بشأن الأسرة والأصدقاء أكثر من العمل. قد يكون للتنشأة الاجتماعية التي تلقتها المرأة والرجل تأثير على هذا النوع من الاعتقادات.
في الثقافة العربية، تُسمح للمرأة بفضفضة مشاعرها والبكاء كوسيلة للتعبير عنها منذ الطفولة وحتى النشأة الأولى. بالمقابل، فإن الرجل يعتبرها مظهرًا ضعيفًا وغير مقبول. يعتقد الكثيرون أن هذه الطبيعة الأنثوية تمنح المرأة القدرة على التعبير العاطفي وتساعدها على تفريغ مشاعرها بدون الحاجة إلى الاستعانة بالأدوية.
الرجل غير قادر على التعبير بشكل فعال مثل المرأة، وبالتالي إذا تعرض لضغوطات ممكن أن يلجأ إلى استخدام الأدوية، بهدف تخفيف مستوى القلق.
.
إضافة تعليق جديد