المرأة المغربية والبحرية الملكية ..تفوق وتمكين

الأحد, مارس 7, 2021 - 19
تحقيقات منوعة

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية

المنصة بوست - المغرب 

ظهرت المرأة المغربية بشكل غير مألوف حيث وجدناها بقاعدة البحرية الملكية بالدار البيضاء،  “ضابطات” في ريعان شبابهن، لا يكترثن بصعاب المهام الملقاة على عاتقهن.
في قمرة قيادة المركز العملياتي لفرقاطة محمد السادس العملاقة، وهي سفينة حربية عسكرية متعددة الوظائف، كانت ناهد فيلالي بابا، وهي مهندسة عسكرية في صفوف البحرية الملكية، إلى جانب زملائها من الذكور منهمكة في تأمين عملية الرصد الملاحي وضبط الحساب البحري، اعتمادا على تطبيقات وخرائط مثبتة على شاشات رقمية ، حيث  ترسل إشارات الاستشعار عبر الهواء مباشرة، لضبط نظام الاتصال عبر الرادار، ورصد حسابات الملاحة البحرية المعقدة.

ملازم أول : ناهد 

تقول إن التكوين الجيد والصارم الذي تلقته بالمدرسة الملكية البحرية، مكنها من اكتساب معارف وتقنيات ضرورية للاضطلاع بالمهام التقنية والتشغيلية ذات الصلة على متن السفن الحربية.
وأضافت، بمناسبة زيارة استطلاعية لفرقاطة محمد السادس، أن الضابطات خريجات المدرسة الملكية البحرية، يقمن، شأنهن في ذلك شأن زملائهن من الذكور، بكل الوظائف المسنودة لهن على متن الوحدات البحرية القتالية.
وأشارت إلى أن كل الضابطات أثبتن قدرتهن على التكيف والتعود على المجال البحري، من قبيل خفر السواحل ورصد الملاحة وتقديم النجدة والمشاركة الفعالة في المناورات البحرية وتأمين الأعمال التطبيقية اللازمة للمعدات البحرية.
ناهد وزميلاتها، استفدن من تكوين علمي وتقني ومهني صارم، بالمدرسة الملكية البحرية ولمدة أربع سنوات، بعد قرار فتح المجال للعنصر النسوي للولوج إلى سلك ضباط البحرية سنة 2014.
بورشات التكوين الميداني التابعة للقاعدة البحرية، بدت عدة فتيات في مقتبل العمر، ببذلهن الزرقاء وهن منهمكات في حصص تدريب تطبيقية تحت إشراف أساتذتهن لصنع قطع ميكانيكية اعتمادا على آليات رقمية، مخصصة للوحدات القتالية.

ضابطة صف : نزهة البودالي
وهي تلميذة ضابطة صف بالسنة الثالثة بالمدرسة الملكية البحرية تتابع عن كثب تدريبا تطبيقيا بمركز أنظمة المعلومات والاتصالات لأوراش أسطول الوسط، وذلك بهدف ترسيخ معارفها النظرية في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية.

الرقيب : مريم حمراء
هي تقني متخصص مكلفة بصيانة آليات دفع الوحدات القتالية فكانت منشغلة بتركيب مولدات الطاقة لإحدى دوريات أعالي البحار التابعة للبحرية الملكية، ومراقبة المقاييس “الخادعة” المعمول بها عمليا في مثل هذه العملية.
وعلى غرار بقية رفيقاتهن، كل التلميذات الضابطات، بورشات التدريب التطبيقي، تبدو على محياهن رغبة جامحة في نهل التقنيات العلمية الكفيلة بالرقي بمداركهن النظرية، تحس أنهن فخورات بالخدمة تحت لواء البحرية الملكية، ويدركن جميعهن، حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهن، ومصرات بكل عزم على بلوغ التحدي متى وسعهن الأمر.

وعلى منصة هبوط الطائرات المروحية على متن فرقاطة محمد السادس، عاينت وكالة المغرب العربي للأنباء، عملية تأمين هبوط مروحية “هيليكوبتير” تابعة للبحرية الملكية، كانت تقوم بدورية في عرض البحر.

وأشرفت على العملية وبنجاح ضابطة، عبر الاستشعار عن بعد، مباشرة من قمرة قيادة المركز العملياتي بعد تأمين حركة سطح السفينة وتدفقات اضطراب الهواء، اعتمادا على أنظمة التحكم المصممة خصيصا لتأمين البيئة البحرية.

وقبل رسو الفرقاطة عند الرصيف البحري للميناء، ضابطات أخريات، بقمرة القيادة، لا يشتت تركيزهن أي عنصر خارجي، من أجل إتمام المهمة بنجاح، والتقيد الصارم بقواعد القطر اللازمة.

كما يعكس تواجد الضباط من العنصر النسوي، على متن سفن تدريب أجنبية ذائعة الصيت، الدور المتعاظم الذي تضطلع به المرأة المغربية في صفوف القوات المسلحة الملكية عموما، وفي البحرية الملكية، على نحو خاص.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0