المنصة بوست - وكالات
أعتبرت فنلندا من الدول الأكثر سعادة في العالم ، حيث أنها تصدرت قائمة " أكثر بلدان العالم سعادة ، في تقرير السعادة العالمي للعام 2018 الصادر عن الأمم المتحدة. وتقاس السعادة حسب الأمم المتحدة بدرجة تلبية الحاجات الأساسية للسكان، لذلك فإن هذه النتيجة تختلف كثيرا عن الصورة النمطية الرائجة عن هذا البلد الإسكندينافي الذي يسود عنه أنه بلد ممل وأن سكانه إنطوائيون
ويعود الفضل قبل أي شيء في نيل فنلندا هذه الميدالية الذهبية للسعادة التي تتحدى كل الأفكار النمطية، إلى النتيجة المسجلة على صعيد المعايير المعتمدة من الأمم المتحدة في هذا التصنيف والتي لا تلحظ أي ذكر للانفعالات الإيجابية للسكان مثل الضحك أو الفرح تماما كأفلام المخرج الفنلندي الشهير أكي كوريسماكي.
فالسعادة على الطريقة الفنلندية لا تقاس بتعابير الوجه بل بدرجة تلبية الحاجات الأساسية للسكان. فيقول في ذلك الفيلسوف فرانك مارتيلا إن "الرضا في الحياة يعتمد بجزء كبير على عوامل مثل جودة المؤسسات في البلد وغناه المادي والمساواة في توزيع الثروات (...) والثقة المتبادلة وغياب الفساد".
هذا وتحقق فنلندا نتائج ممتازة في هذه الميادين إذ أن الهوة بين الرواتب ضعيفة ومتوسط الأجر السنوي بلغ 25 ألفا و694 يورو سنويا في 2015. وفي فرنسا، كان المعدل 21 ألفا و970 يورو فيما سجل 7352 يورو في لاتفيا.
وفي المجمل، الفنلنديون أكثر ارتياحا من سواهم لناحية تلبية الحاجات اليومية. نظام الرعاية في البلاد متميز كما أن دوامات العمل مرنة فيما تتيح الإجازة الوالدية السخية للسكان بالتوفيق بين الحياة المهنية والعائلية.
كذلك فإن الضغوط الضريبية القوية التي تمول الأجهزة العامة الفعالة، موضع إجماع في البلاد. ويسري ذلك أيضا على سياسة التقشف التي تعتمدها حكومة يمين الوسط التي ترافق إعادة النهوض بهذا البلد العضو في منطقة اليورو بعد سنوات من الاضطرابات المالية.
ويتمتع الفنلنديون بما تقدمه دولة الرفاه التي يعيشون في كنفها. ويبدي 81% منهم ثقة في نظامهم التعليمي في مقابل 67% لمجمل بلدان منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي، و75% يثقون بالنظام القضائي المحلي في مقابل 55% كمعدل عام لبلدان المنظمة.
وقد أكد جون هيليويل، معد التقرير، في بيان: «من المفاجئ إنه لم يكن هناك تدهور في مستوى الرفاهية من خلال تقييم الناس لحياتهم». وأضاف «أحد التفسيرات المحتملة لذلك هو أن الناس يرون أن كوفيد-19 هو تهديد خارجي مشترك يؤثر على الجميع، وأن هذا الخطر المشترك قد ولّد شعورا أكبر بالتضامن مع الآخرين».
وقال المؤلفون إن فنلندا «احتلت مرتبة عالية جدا في معايير الثقة المتبادلة التي ساعدت على حماية الأرواح وسبل العيش أثناء الوباء».زإذ كان أداء هذه الدولة الاسكندنافية، التي يبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة، أفضل بكثير من معظم دول أوروبا خلال الوباء، وسجلت ما يزيد قليلا على 70 ألف حالة إصابة، ونحو 800 وفاة، وذلك وفقا لجامعة جونز هوبكنز.
إضافة تعليق جديد