المنصة بوست - وكالات
افتتح الدولار التداولات الأوروبية لليوم الثلاثاء بالارتفاع، وتمسك بالمكاسب التي حققها منذ افتتاح الأسبوع، وذلك بعد أن توجه المستثمرون للعملة الأمريكية كملاذ آمن، وسط استمرار سقوط أسواق الأسهم وعودة مخاوف انتشار فايروس كورونا من جديد.
فعند الساعة 2:50 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:50 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 93.727، وهو أعلى مستوى له في 6 أسابيع، وليستمر في تعافيه بعد أن كان قد سقط في أول أيام شهر سبتمبر الحالي إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2018، عند 91.737.
أما اليورو/دولار فلقد انخفض بنسبة 0.2٪، ليتداول عند 1.1746 مسجلاً أدنى مستوياته في 6 أسابيع. كما تراجع الباوند/دولار بنسبة 0.2٪ أيضاً، ليتداول عند 1.2792، بعد أن نصحت حكومة المملكة المتحدة الناس بالعمل من المنزل، وبذلك، فهي تتخلى بشكل فعلي عن جهودها لإعادة الناس إلى أماكن عملهم، وتحكم على قطاع الخدمات في العديد من المدن الكبرى والأقاليم بأسابيع أخرى من الركود. أما الدولار/ين فلقد تداول بدون تغيير يُذكر، عند 104.63.
وفي حديث لرويترز، قال راي أتريل، رئيس وحدة أبحاث العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني: "اكتسبت عمليات بيع الأسهم زخماً مثيراً للغاية خلال الجلسة الأوروبية، ودفع تمركز تجنب المخاطرة الدولار الأمريكي إلى المقدمة."
وأضاف أتريل: "يعتمد الكثير الآن على ما إذا كان ما رأيناه خلال الـ 24 ساعة الماضية سوف يستمر أم لا. هنالك سبب وجيه للاعتقاد بأننا قد نكون في فترة عدة أسابيع يتوقف فيها الدولار عن الانخفاض."
وكانت أسواق الأسهم العالمية، ومن ضمنها الأوروبية، قد تعرضت لخسائر فادحة يوم أمس، حيث سقط مؤشر داكس الألماني بنسبة كبيرة بلغت 4.4٪، متأثراً ببيع كثيف في أسهم القطاع المالية بعد فضيحة تسريبات تقارير وحدة مكافحة الجرائم المالية في وزارة الخزينة الأمريكية. واستمر الضعف في الجلسة الأمريكية، حيث سقط مؤشر داو جونز بنسبة 1.8٪.
وعاد الرعب إلى الأسواق بسبب تفشي موجة ثانية من فيروس كورونا في أوروبا، وتحديداً في دول مثل اليونان والدنمارك، والتي لجأت بالفعل إلى فرض الإجراءات الصحية والقيود على الأعمال والتنقل الأسبوع الماضي. أما في بريطانيا، فمن المقرر أن يعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون في وقت لاحق اليوم، عن قيود جديدة على الحانات والمطاعم، وسط مخاوف من أن يتبع ذلك المزيد من عمليات الإغلاق في البلاد قريباً.
وهذا من شأنه أن يمثل تغييراً في الوضع في سوق العملات، حيث ذكر بنك (أي إن جي) في تقرير له أن بيانات التمركز الأسبوعية لهيئة تداول العقود الآجلة والسلع CFTC التي صدرت للأسبوع المنتهي في 15 سبتمبر "تستمر في إضافة دليل على السرد الهبوطي للدولار الأمريكي."
وكتب المحلل فرانشيسكو بيسول في التقرير المذكور: "للمرة الأولى منذ عام 2013، تُظهر جميع عملات مجموعة العشر الكبرى، ماعدا عملة واحدة، صافي مراكز شراء أمام الدولار الأمريكي."
وتتصدر شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والذي من المقرر أن يمثل أمام الكونجرس الأمريكي 3 مرات هذا الأسبوع، أجندة الأحداث. ومن المقرر أن تبدأ أولى الجلسات في وقت لاحق اليوم الثلاثاء. وسيدقق المستثمرون في كلمات الرئيس باول، بحثاً عن المزيد من المعلومات حول النهج الجديد لبنك الاحتياطي الفيدرالي تجاه التضخم. وبالإضافة إلى الرئيس، من المقرر أيضاً أن يلقي عدد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC خطابات متفرقة هذا الأسبوع، من ضمنهم تشارلز إيفانز، ورافائيل بوستيك، ولايل برينارد، وجيمس بولارد، وماري دالي، وجون ويليامز، كما سيدلي وزير الخزينة ستيفن منوشين بشهادة أمام الكونغرس كذلك.
أسعار "الذهب" في حالة تذبذب، وباول متشائم، بينما لا تحفيز سيمر
كما يأمل المستثمرون أن يقر الكونجرس الأمريكي جولة جديدة من إجراءات التحفيز، والتي ستكون الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في الوقت الذي تبدأ فيه معركة جديدة بين الحزبين لاستبدال قاضية المحكمة العليا روث بادر جينسبيرغ التي توفت يوم الجمعة. وعلى الرغم من أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وأعضاء مجلس النواب الديمقراطيين كانوا قد أصدروا مشروع قانون تمويل حكومي مؤقت، إلا أنه لا يحظى بدعم البيت الأبيض أو الجمهوريين في مجلس الشيوخ.
وفي أخبار العملات الآسيوية، تراجع الدولار/يوان بنسبة 0.2٪، ليتداول عند 6.7934، مع استمرار ارتفاع العملة الصينية. ويأتي هذا الارتفاع على الرغم من قيام بنك الشعب الصيني بتثبيت سعره المرجعي عند مستوى أضعف من المتوقع، وهي أول إشارة إلى أن أصحاب القرار في بكين قد يرغبون في كبح الارتفاع السريع الذي شهده اليوان خلال الربع الثاني من العام.
وكان اليوان قد ارتفع بنسبة 4.1٪ منذ نهاية يونيو، وبحسب بيانات بلومبرج التي تعود إلى عام 1981، فإن هذه المكاسب هي أكبر مكاسب ربع سنوية على الإطلاق للعملة الصينية.
هذا وتنتظر الليرة التركية اجتماع البنك المركزي هذا الأسبوع، وتعلق عليه كل الآمال، فيما يخص رفع معدل الفائدة لوقف الانهيار المتسارع في العملة. وعادت الليرة التركية اليوم لتسجيل مستوى قياسي الانخفاض صباح اليوم مقابل الدولار الأمريكي، وصولًا لـ 7.6440.
إضافة تعليق جديد