يقع هذا المنزل عند زاوية تقاطع زقاق العينى مع شارع الازهر ، وهو بالتحديد يقع خلف جامع الازهر . تم بناؤه عام 1486م، في عصر المماليك، على يد الأميرة « شقراء هانم « حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، وعندما بدأ الحكم العثماني لمصر توافد على البيت عدد من السكان كانت آخرهم زينب خاتون، وهى واحدة من خادمات محمد بك الألفي، وأعتقها وبعد فترة وتزوجت أميراً يدعى "الشريف حمزة الخربوطلي".
وأصبحت أميرة وأضيف لقباً إلى اسمها وهو خاتون أي المرأة الشريفة الجليلة، لذا أصبح اسمها زينب خاتون, احبها زوجها فاشترى لها منزل شقراء هانم فسمي المنزل باسمها منزل زينب خاتون واكتسبت شهرتها الخاصة لأنها كانت شديدة الطموح، ولم تكتفي بأنها أصبحت فقط أميرة بعد أن بدأت حياتها كجارية، فدخلت الحياة الاجتماعية من أوسع أبوابها عندما فتحت منزلها لإيواء الفداءيين و المجاهدين المصريين الذين يناضلون ضد الاحتلال الفرنسي و الذين كانوا يلجأون الى البيت عندما يطاردهم الفرنسيون، وكانت تخصص منزلها لعلاجهم وحتى دفن الأموات منهم، فبعد زمن طويل تم العثور على أكثر من 25 جثه لأشخاص يعتقد أنهم كانوا من المقاتلين المصريين أمام الفرنسيين.
بنى منزل خاتون على الطراز المملوكي. حيث يبدأ المنزل بـ «المدخل المنكسر» لانه يتيح للداخل رؤية من بالمنزل ثم صحن المنزل.
اما الطابق الاول فيحوي «مندرة» لاستقبال الضيوف من الرجال، واسطبل الخيل، والمزيرة «لحفظ المياه والمطبخ والطاحونة ومخزن الغلال ،أما الطابق الثاني فيه مقعد الرجال (السلاملك) وهو عبارة عن شرفة واسعة تطل على صحن الدار، ومقعد الحريم (الحرملك) وهو أكثر رحابة واتساع وحمام المنزل،اما الطابق الثالث فيوجد به غرفة الأميرة التى تتميز بزجاجها الملون المتقن الصنع الذي يضيء الغرفة بألوان مختلفة حين يسقط ضوء الشمس عليه.
وعلى الجانب الأيسر من الحجرة، يوجد باب يؤدي إلى «صندلة»، والأخيرة تشتمل على سرير علوي كانت تمكث فيه السيدة بعد الولادة. فبعد أن تلد السيدة، كانت تصعد إلى الصندلة ولا تترك الغرفة إلا بعد مرور أربعين يومًا. ولذلك حكمة طبية وهي أن مناعة الطفل تكون ضعيفة في الأربعين يوما الأولى. ولذا كانت الصندلة تعمل على عزل الجنين والأم عن أي مسببات قد تضر بصحة أي منهما .
ويميز المنزل بصفة عامة القباب التي تعمل على توزيع التهوية في المنزل، وبالمشربيات التي تتميز بها العمارة الإسلامية المنزلية، وبالزجاج الملون الذي يشيع جو من الجمال في المكان.
ومنذ سنوات تحولت الساحة الصغيرة التي تقع يسار “منزل زينب خاتون” والواقعة بين مجموعة من الآثار الإسلامية إلى قهوة مصرية تحمل اسم “زينب خاتون” وهذه القهوة تتميز بالطابع العربي الممييز وتقدم فيها المشروبات المصرية بنكهاتها المختلفة.
إضافة تعليق جديد