حضارة الانكا امبراطورية قوية دمرها الانقسام

الثلاثاء, نوفمبر 16, 2021 - 17
منوعات
حضارة الانكا : امبراطورية قوية دمرها الانقسام

شدا ناصر

مراسلة

لم تكن حضارة الانكا إلا إمبراطورية كبيرة قديمة، قام شعب الانكا ببنائها فى أمريكا الجنوبية، فقد كانت من أكبر الإمبراطوريات فى تلك المنطقة فى العصر قبل الكولومبي.

وقد شملت أرض هذه الحضارة بوليفيا وبيرو واكوادور وجزء من تشيلي والأرجنتين. وعرفت عاصمتهم كسكو أو مدينة الشمس المقدسة كما أطلقوا عليها، بمعابدها وقصورها العالية، والتي وصل ارتفاعها إلى 11 ألف قدم فوق سطح البحر فى جبال الإنديز. وتعني كلمة انكا المالك أو الابن الأوحد للشمس.

وقد عرفت اللغة الرسمية لحضارة الانكا باسم رونا سيمي، وهى لم تكتب قط، بل تم توارثها شفاهية.

وقد استمرت حضارة الانكا حوالي مائة عام، وبعد الرخاء انقسمت الإمبراطورية إلى قسمين، فانتهز الأسبان الفرصة وقاموا بغزوهم ودمروا الإمبراطورية.

وضعت حكومة شعب الانكا يدها على الأرض لضمان قوت الشعب ومواردها من ذهب وفضة ومعادن أخرى، وأيضاً الماشية وخاصة حيوان اللاما والذي يعد من أهم وسائل المواصلات فى حضارة الانكا.

كما برع شعب الانكا فى الزراعة، حيث كان لهم خبرة فى إنتاج المحاصيل وشق السواقي لجلب الماء من المناطق الجبلية لساقية الحقول.

وبنوا جسوراً مصنوعة من الصفصاف المجدول بالحبال وأغصان الكرمة. بالإضافة إلى ذلك أتقن الإنكيون نسج القطن بمهارة فائقة حتى كان يبدو كالحرير.

وقد توصل شعب الانكا إلى بناء دولة العدالة الاجتماعية، من خلال وضع القوانين، فكان لكل عائلة مقدار معين من محصول الأرض. كانوا يحيكون ملابسهم ويصنعون أحذيتهم بأنفسهم، كما كانوا يسبكون الذهب والفضة أيضاً. وكان العجزة وكبار السن والمرضى والفقراء يلقون رعاية من المجتمع.   

أما الحياة السياسية للانكا فكانت العائلة هي المقياس الرئيسي فى التقسيمات الحكومية، حيث أن لكل عشر عائلات قائد مسئول عنهم أمام الكابتن، الذي يشرف بدوره علي خمسين عائلة، كما أنه يشارك فى الحكم.

وقد اعتمد الإنكا قانوناً صارماً بأن يعاقب كل لص أو كاذب أو كسلان، وسرى هذا القانون بقوة علي فئات الشعب المختلفة.

بنى الانكا هرماً اجتماعياً، رأس الهرم تمثل الحاكم، ثم تأتي بعد ذلك طبقة النبلاء، ثم عامة الشعب، ويليهم خدم المنازل والعبيد.

وعلى الملك أن يتزوج من أخته الشقيقة للمحافظة علي الدم الملكي. ويتعبر الاثنان الملك والمكلة منحدرين من إله الشمس، وكانت الملكة تعرف باسم كويا.

والملك هو وحده الذي له الحق فى منح النبلاء حق زوجة إضافية، ومالزالت هذه العادة موجودة حتى الآن بين أغنياء غابات بيرو واكوادور بوليفيا وبعض دول أمريكا اللاتينية.

وكان الزواج عند الإنكا مبنى على التكاثر العددي وذلك لحاجتهم لأياد كثيرة تساعد فى العمل. ومن العرف عند الإنكا أن الزواج يكون فى سن مبكر بين 15 و20 سنة.

ولا يحق للزوج الاختيار، بل الاختيار يكون في يد الأسرة أو الزعماء أو مالكي الأراضي. ويقدم أسرة الزوج الذهب أو الأحجار الكريمة كهدايا لأهل العروس، بينما يقدم أهل العروس الملابس الصوفية والحبوب المخزنة.

واهتم الإنكيون بالمرأة، حيث كان لها دوراً أساسياً فى حضارة الانكا، ويعتمد عليها فى جميع نواحي الحياة مع الرجل من الزراعة ورعي الماشية وتربية الأبناء، ولكن تبقى السيادة المطلقة للرجل.

تعددت مظاهر العبادة وأشكالها عند شعب الإنكا ، ولكن شجعت قيادة الإنكا عبادة “إنتي” وهو إله الشمس، و فرضت سيادتها على الطوائف الأخرى.

عرفت حضارة الانكا بناء الأهرامات الضخمة من الحجر والتي تميزت بالدقة العالية والإتقان الهندسي، حيث جلبت الأحجار الضخمة من الجبال إلى الغابات.

وسادت هذه التقنية على العالم في الإمبراطورية الإنكية والتي عرفت باسم الحجر المنحوت. فكانت تقطع كتل الحجارة بدقة فائقة لتتطابق بأحكام بدون أي فراغ.

وبنيت حضارة الانكا مدينة ماتشو بيتشو أو مدينة الجبل، والتي كانت من أفضل مدن الحضارة. وتميزت هذه المدينة عن غيرها من المدن التي أنشأها شعب الانكا، حتى أنها أصبحت من اغرب الاماكن فى العالم، وذلك لبنائها علي منحدر جبلي شاهق الارتفاع.

وقد انتشرت الأساطير حول الإنكا عن كيفية نقل ونحت الصخور بتلك الدقة، فقالت الأساطير أنهم استعانوا بسكان كواكب أخرى، وذلك لما عرف عنهم من هندسة مقاييس دقيقة ظهرت من نحاتين لم يعرف مثلهم الكثير فى الحضارات القديمة لأن شعب الإنكا لم يتيح له الفرصة لأخذ من الحضارات الأخرى فى منطقتهم.

وقد بنى الإنكيون معابد الشمس و الكباري المعلقة بين ممرات الجبال العالية ومجاري الأنهار الجبلية، مستخدمين حبالاً منسوجة بمعادن علي سقالات خشبية ضخمة.

وقد ساد هذا النظام على طول شبكة الطرق في الامبراطورية. والجدير بالذكر أن هذه الطرق دعمت نظام البريد الذي عرفه شعب الإنكا ، الذي كان يستخدم فيه الشباب ليمتطوا حيوان اللاما لنقل الرسائل الشفهية والمادية أو البنكنوت وضرائب الملكية، على مسافة 250 ميلاً بين الطرق الجبلية المتعرجة.

من عادات طبقة النبلاء في شعب الإنكا، ارتدائهم للحلي الثقيلة في آذانهم، ولذلك أطلق عليهم ذو الأذان الكبيرة.

وكان الملك يخشي سحر العوام من الشعب أن يصيبه، فكان على من يريد أن يتحدث مع الملك، أن يدخل حاملاً علي ظهره ثقلاً عظيماً، ويدخل زاحفاً، ولا يرفع عينيه عن الأرض أثناء الحديث مع الملك، ويكون الملك محاطً بزوجاته وذلك لمسح لعابه أثناء الحديث لمنع إصابته بالسحر.

كما أنه كان يحمل الملك على هودج من الذهب الخالص، وهو يرتدى ثياباً من أجود أنواع الصوف. ولم يكن يلمس برجليه الأرض بل يحمل علي صولجان ذهبي ذا ثلاث صقور ويرتدي قناعاً ذهبياً علي شكل الشمس، يتدلى منه حبل ذهبي مجدول، ويعتمر قبعة من ريش النعام،

بالإضافة إلى حلقين ذهبيين وغطاء من الجلد وصوف الفيكونا وهو من أندر أنواع الصوف، ويكون مرصعاً بالأحجار الكريمة والتركواز.

 

 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0