عقد في نيامي أعمال الدورة الثالثة عشرة لورشة عمل رابطة علماء ودعاة وأئمة بلدان الساحل، أكد المشاركون على أهمية الاعتراف بالدور الأساسي "للمرأة في مكافحة التطرف وآثاره السلبية في المجتمع".
وفي هذا الصدد، اعتبر الأستاذ الجامعي أبو بكر ديابي (كوت ديفوار)، أن الحلقة الأضعف والأكثر تضررا في المجتمعات التي يسود فيها العنف والتطرف هي النساء والأطفال، مضيفا أنه لضمان الوصول إلى مجتمعات خالية من هذه الآفة الخطيرة، من الضروري الاعتراف بالدور الأساسي للمرأة في مكافحة التطرف وآثاره السلبية.
بالنسبة له، فإن دور المرأة في محاربة ظاهرة التطرف "لا يقتصر فقط على تحمل مسؤوليتها في تربية أبنائها، بل يمتد دورها إلى المجتمع بأسره" من خلال قنوات العمل التي تتردد عليها، سواء كانت معلمة أو مربية أو صحفية أو مرشدة أو طبيبة أو داعية إلى الإسلام.
وقال "بهذه الطريقة، يمكن للنساء من مختلف المهن المساهمة في بناء حواجز قوية أمام انتشار الإرهاب في المجتمعات".
ومن جهته، أشار السيد إبراهيم باه، ممثل غينيا كوناكري داخل رابطة علماء ودعاة وأئمة بلدان الساحل، إلى الإسلام الذي كرم المرأة ومنحها مكانة مرموقة في المجتمع الإسلامي.
وأوضح أن الشريعة الإسلامية، من خلال إقرارها للمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، أعطت المرأة مكانة كانت قد حُرمت منها ليس فقط خلال فترة ما قبل الإسلام، ولكن في "العقود الأخيرة في المجتمعات المعاصرة".
وقال السيد باه إن المرأة المسلمة من خلال تاريخها ساهمت بشكل كبير في الحركة العلمية والفكرية والأدبية، مضيفا أن الأمر متروك لنا لمراجعة تصورنا للنصوص لاستعادة المكانة التي تليق بها في مجتمعاتنا مع مراعاة واقعنا للتمكن من المساهمة في منع التطرف.
وأكد ممثل مالي في رابطة علماء ودعاة وأئمة بلدان الساحل، الشيخ ألفا دا كونتا، على ضرورة الاعتراف بالدور الأساسي للمرأة داخل الأسرة وفي المجتمع.
وأشار إلى أن "ضمان وحدة الأسرة تقع أكثر على عاتق المرأة التي تعطي الحياة وتحميها، والإسلام يعترف أن خير الرجال خيرهم لأهله".
ودعا بهذه المناسبة إلى تزويد المرأة بالوسائل الملائمة حتى تتمكن من الإسهام بفعالية في مكافحة آفة التطرف والغلو.
وفي هذ الصدد، أكد الشيخ ولد الزين ولد الإمام أن للمرأة دور محوري في منع كل الظواهر الغريبة عن المجتمعات الإسلامية ولها دور حاسم في التربية الاجتماعية للفتيات والأطفال.
واعتبر أن هذا الدور يمكن تفعيله من خلال توعية المرأة بدورها الديني والأخلاقي ومسؤوليتها في تربية الشباب وإشراكها في الفضاء العلمي والمعرفي.
وحسب ذات المتحدث فإن الأمر يتعلق أيضا بتنظيم حملات توعية داخل المجتمعات النسائية حول مخاطر التطرف والغلو.
ويحاول أعضاء رابطة علماء ودعاة وأئمة بلدان الساحل الإجابة على سؤال يخص الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة في منطقة الساحل والوسائل التي ينبغي إتاحتها لها لتمكينها من أداء دورها وكذلك العقبات التي يجب إزالتها من طريقها لتأدية هذا الدور.
وتضم الرابطة 11 عضوا من بينهم ثمانية دائمي العضوية في خلية التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي (الجزائر و بوركينا فاسو وليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر ونيجيريا والتشاد)، إضافة إلى الأعضاء الملاحظين الثلاثة في نفس الخلية (غينيا والسينغال وكوت ديفوار).
إضافة تعليق جديد