المنصة بوست - محمد كريم - واشنطن
تراجع متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة إلى أدنى حد له خلال مائة عام، وظهرت فروقات كبيرة في متوسط العمر المتوقع بين الولايات وهي في أعلى مستوى لها منذ أربعين عاماً.
تختلف هذه الانحدارات في جميع أنحاء البلاد، حيث لم يتاح لملايين الأشخاص فرصة عادلة للعيش في بلاد الفرص.
وأشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن العمر المتوسط المتوقع في الولايات المتحدة قد انخفض خلال الفترة من 2019 إلى 2020 بنسبة تُعادل عامين تقريبًا، وهذا يُعد أسوأ تراجع لمدة عامين خلال العقود الأولى من القرن العشرين.
وبالرغم من أن متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة حاليًا يبلغ 76 عامًا، إلا أن بحثًا أجرته منظمة عدم المساواة الأمريكية يشير إلى أن الأفراد في بعض مناطق ميسيسيبي وفلوريدا، على سبيل المثال، قد تموت في سن مبكرة بنحو 20 عامًا من أقرانهم الذين ولدوا في مناطق مثل كولورادو وكاليفورنيا.
وترتبط اختلاف معدلات الوفيات بعوامل متعددة مثل التوزيع الثروات، التركيبة السكانية، والموقع الجغرافي، بالإضافة إلى السياسات المتعلقة بتعزيز الدخل، وتوفير الأدوية، ومكافحة انتشار العنف والحد من تعاطي الأسلحة والتوعية من تناول الجرعات الزائدة من المخدرات.
كما يترتب ارتباط وثيق بين مستوى الدخل ومتوسط العمر المتوقع الأطول، تتميز المناطق الغنية مثل أسبن وكولورادو وسانتا كلارا بكاليفورنيا بدخل عالي جدا، حيث يقدر متوسط العمر المتوقع فيها بـ 87 عامًا، وهو الأعلى في الولايات المتحدة.
من ناحيةٍ أخرى، تُمتَازُ مناطق مثلُ محافظة أوسلي في ولاية كنتاكي ومحافظة يونيون في ولاية فلوريدا بأدنى متوسطٍ للدخلِ العائلي في البلاد، والمُقَدَّرُ بِمُبَلَّغِ 35 ألف دولار، ومتوسط العمرِ المُتَوَقَّعِ يَصِلُ إلَى 67 عَامًا.
وفي أمريكا، يتم تعريف الفقر ليس فقط بالدخل، بل تواجه المجتمعات ذات الدخل المنخفض تحديات عديدة في الحصول على الرعاية الصحية بتكلفة معقولة والعيش بجوار المناطق الملوثة. وهذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل سرطان الرئة، وتواجه أيضًا مشاكل في توفير الطعام الصحي والإصابة بأمراض كالسمنة وأمراض القلب. كما يتزايد معدل الوفيات بينهم بسبب تعاطي الجرعات المفرطة من المخدرات.
ويستمتع الأمريكان الأفارقة بمعدل عمر يقل بمقدار 4 سنوات عن أقرانهم من الأمريكان البيض، ويرجع ذلك إلى تلقيهم رعاية صحية ذات جودة أقل في مختلف الحالات الصحية. تعتبر مقاطعة بيميسكوت في ولاية ميسوري مثالاً على هذا الفارق، حيث يتوقع أن يبلغ العمر المتوسط للأفارقة المقيمين فيها 64 عاماً، وتلعب سياسات الولاية دوراً مهماً في تحسين العمر المتوقع، من خلال توسيع برامج مثل EITC وCTC لتصبح فعالة في زيادة العمر المتوقع للأسر ذات الدخل المنخفض. وتظهر الولايات التي اعتمدت كلتا البرامجين ارتفاعاً في متوسط عمر المقيمين لديها بمدة سنتين أطول من غيرهم الذين لم يعتمدوهما.
ويمكن أن تساهم برنامج Medicaid في إنقاذ حياة كبار السن وتقليل معدلات الوفيات المبكرة، إذ تمكنت الولايات التي قامت بتوسيع نطاق التغطية من إنقاذ أكثر من 200 حياة لكل 100,000 فرد. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تدابير مكافحة انتشار الأسلحة وتقليل جرعات المخدرات الزائدة تساهم في تحسين متوسط العُمر المُتوقع. وعلى الجانب الآخر، فإن قصور الوصول لإجراء الإجهاض في الولايات الجنوبية يزيد من معدلات وفيات الأمهات.
إضافة تعليق جديد