في الانتخابات الأخيرة لبعض البلدان العربية ومنهم الكويت ظهرت الدعاية الانتخابية بشكل سباق بحيث عمل على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأسلوب مغاير للأساليب التقليدية المعهودة فهل ساعدت تلك الأساليب المستحدثة المراة للتتساوى فرصها مع الرجل لخوض تلك المعركة التي لا تهدأ دائما بينهما ؟
سؤال يجيب عنه عدد من الأكاديميين في سياق هذا التقرير مؤكدين ان الاعلام الاجتماعي لن يحدث فرقا ملموسا في ظل الصوت الواحد إلا انه سيظل المحرك الأقوى في اتجاه هذا التغيير ويبقى الأمر في مسألة الاقناع من عدمه هي الفيصل.
حيث قالت الدكتورة حنين الغبرا أستاذ الإعلام في جامعة الكويت مع التحول الذي شهدته الساحة المحلية بعد تداعيات فيروس كورونا المستجد فرض علينا استخدام الإعلام الجديد إلا ان هناك مرشحين لا يزالون يستخدمون الإعلام التقليدي عبر الاعلانات والتي ارى انها إنفاق بلا عائد مجدي.
كما أشارت إلى ان نسبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وصلت الى شريحة كبيرة في الكويت وهناك اعلانات كثيرة انتشرت على تلك الوسائل والتي قد تتيح الفرصة للمرأة أيضا للاستفادة لافتة الى انها ترى ان المرأة ستواجه تحديا كبيرا في ظل الصوت الواحد ومجتمع يغلب عليه الطابع الذكوري.
غير أنها قالت : ان وسائل التواصل ستظل عاجزة في مساواة الحظوظ بين الرجل والمرأة وحتى تكون المرأة جزءا من المجلس في المستقبل لابد من ادخال نظام الكوتا ، كما ان الناخب الكويتي لا يعطي صوته للمرأة وحتى المرأة التي لا تثق بالمرأة هي أيضا لا تعطي صوتها للمرأة وهنا لابد من تغيير النظرة النمطية للمرأة.
وعن أستاذ الاعلام الدكتور فواز العجمي في جامعة الكويت قال : ان ظروف الانتخابات الحالية جعلت هناك نوعا من التغيير خاصة في ظل وجود جائحة كورونا المستجد والتي احدثت نوعا من التغيير في معايير الحملة الانخابية للمرشحين.
وأوضح انه في السابق كانت هناك نسبة كبيرة من الرجال يتفوقون على النساء في التواصل المباشر مع الناخبين سواء في زيارات الدواوين او المقار الانتخابية وان كان هناك العديد من المرشحات كان لهن مقار انتخابية الا ان زيارة الدواوين كانت الفيصل وهي من كانت تعطي للمرشحين من الرجال أفضلية اعلانية وانتخابية.
واشار إلى ان الانتخابات شهدت قلة الظهور والتقارب وعدم وجود اتصال مباشر بين المرشح والناخب وهنا تساوت المعايير الاعلانية والاعلامية نوعا ما بين المرأة والرجل ويبقى الأمر في مسألة الاقناع من عدمه هي الفيصل.
وأضاف انه لا نستطيع أن نجزم انه في حالة عدم وجود الاتصال المباشر فإن حظوظ المرشحات تكون أفضل من المرشحين أو تتساوى معهم وإنما فقد المرشحين من الرجال معيارا اعلاميا كانوا يسوقون به افكارهم ورؤاهم ويبقى هناك معايير اخرى في مسألة الاقناع والاقتناع فضلا عن البرامج والمفاتيح الانتخابية ومعايير الترشح وغيرها من المعايير التي تلعب دورا مهما في اقناع الناخب.
كما انه يتمنى أن يكون هناك ايصال للصوت الذي يعكس صوت الأمة وهمومها ورغباتها بما يخدم البلاد والعباد لذا مسألة غياب معايير الاتصال المباشر على أرض الميدان لم يكن هو المؤثر الأوحد في تصويت الناخبين سواء للرجال او النساء كما أن هذا المعيار لا يقتصر فقط على الجانب النسائي وانما يشمل ايضا المرشحين الجدد.
وعن الدكتورة سهام القبندي استاذ التخطيط الاجتماعي في جامعة الكويت والتي قالت بدورها لا شك أن قوة الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي تكمن في كونها تتيح فرصة حقيقية للمرأة للتعبير عن قضاياها بلغتها والحشد من أجل التعاطي في مختلف القضايا التي تهم المواطن.
وأشارت إلى أن الكثير من المرشحين وجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر وانستغرام وسناب شات فرصة لترويج أنفسهم بتكلفة شبه مجانية بعد أن كانوا ينفقون الآلاف من الدنانير على الدعاية ومن هنا تأتي أهمية تلك الوسائل للمرأة المرشحة القادرة على توظيفها لخدمة أهداف حملتها الانتخابية وإيصال أفكارها للناخب.
كما أوضحت انه في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد وما فرضه على العالم من تداعيات ابرزها ضرورة التباعد الاجتماعي عظم من دور تلك الوسائل في الحملات الانتخابية والتي شكلت عنصرا أساسيا في العملية الانتخابية لسرعتها على الانتشار ونقل الأخبار والأحداث والتأثير على الرأي العام.
وأخيرا أكدت القبندي انه من الجميل ظهور بعض المنصات النسائية الداعمة التي تساند المرشحات وتحاول ان تجد لهن بعض الدعم من الشركات والمؤسسات كذلك الاعلان عنهن حتى تستطيع الوصول الى مقاعد البرلمان.
إضافة تعليق جديد