تشير العديد من الدراسات أن تطبيق نظام الدوام الجزئي للنساء ,يُساهم في الحفاظ على استقرار الأسرة, وجودة عطائهن في العمل ، كما يؤثر بالإيجاب على تربية الأبناء،وهذا ما أكده عددٌ من استشاريي العلاقات الأسريّة بمركز «وفاق» القطري.
وأوضح الاسشاريون إن كثيرًا من النساء يعشن صراعات بشكل يومي للتوفيق بين مُختلف الأدوار التي يقمن بها من رعاية بيوتهن وعملهن، مُشيرين إلى أن الدوام الجزئي يعتبر حلًا أمثل لهذه المُعاناة، حيث يساعد المرأة في أداء دورها الطبيعي كأم وزوجة، وفي الوقت ذاته يُعطيها الفرصة لتخوض مجالات العمل وتُحقق ذاتها.
حيث قالت السيدة مزنة العنزي، مُستشارة أسرية، رئيس قسم الرعاية الوالدية بمركز وفاق: إن الدوام الجزئي للمرأة يُساهم في المُحافظة على تماسك الأسرة ويدعمها كنواة أساسيّة في المُجتمع، مُشيدة بتصريح معالي رئيس الوزراء خلال لقائه بالصحافة المحليّة، حول دراسة لتطبيق نظام الدوام الجزئي للنساء في سبيل المُحافظة على استقرار الأسرة.
وأردفت : لا شك أن طول وقت عمل المرأة وانشغالها أحيانًا في أداء مهام تتطلبها وظيفتها خارج نطاق ساعات العمل إضافة لقيامها بمتابعة مهامها كربة بيت وأم وزوجة، له انعكاساته على صحة المرأة وطاقتها وعطائها، وبالتأكيد على أسرتها وأطفالها.
وأوضحت أن هذا الانعكاس نسبي حسب قدرة ومهارة المرأة على تنظيم شؤون بيتها وعملها، لكن قلة من النساء من يستطعن الوفاء بكل هذه المهام؛ نظرًا لتسارع وتيرة الحياة وكثرة متطلباتها الاجتماعيّة وتعقيداتها.
وأشارت إلى أنه كثيرًا ما نرى نساء يعشن هذا الصراع بشكل يومي ما بين البيت والعمل، لذلك فإن الدوام الجزئي يعتبر حلًا لمثل هذه المُعاناة، حيث يساعد المرأة في أداء دورها الطبيعي كأم وزوجة، وفي ذات الوقت يعطيها الفرصة لتخوض مجالات العمل وتُحقق ذاتها.
ولفتت إلى أن العديد من النساء القطريات يمتلكن مهارات وقدرات يحتاج لها الوطن، ومن هذا المنطلق فإن وفاء المرأة بالتزاماتها الأسريّة أمر هام لبناء أسرة صالحة مُستقرة.
ونوّهت إلى أن الدور الأسري هو الفيصل والمحك الرئيسي وتحديدًا في عملية التربية والتوجيه ومُتابعة الأبناء، لذلك نرى أن الدوام الجزئي للمرأة سوف يساهم في المُحافظة على تماسك الأسرة ويدعمها كنواة أساسيّة في المُجتمع، مُشدّدة على أهمية تواجد الوالدين مع الأطفال أطول وقت ممكن، ما يُساهم في تحقيق التوازن الأسري ودعم الصحة النفسيّة والسلوكيّة للأبناء.
و أكد ناصر مبارك الهاجري، المستشار الأسري بمركز وفاق، المأذون الشرعي، أهمية تطبيق قرار الدوام الجزئي للنساء، مُشيرًا إلى أن تنفيذه على أرض الواقع يُمثل نقلة نوعية كبيرة في تربية الأبناء وفي حياة الأطفال ويُعيدنا لطرق التربية التي كان يعتمد عليها آباؤنا وأجدادنا.
وقال: إن المرأة هي أساس المُجتمع وشريكة في كل شيء، ولا شك أن النجاح لن يكتمل إلا بوجودها وقتًا أطول في منزلها، لأنها في المنزل تقوم بأهم دور ووظيفة وهي رعاية الأبناء وتربيتهم، وبذلك هي تقدّم خدمة جليلة للمُجتمع، ويُخفف الدوام الجزئي من صعوبة قيامها بالدورين كأم وموظفة في نفس الوقت، لافتًا إلى أهمية تقليل فترة تواجد الأبناء مع الخدم ومراقبتهم وغرس القيم الحميدة خلال تواجدها.
وأضاف: إن تقليل الدوام للنساء سيصبّ في صالح الأبناء بلا شك، خاصة أنها ستكون بمثابة العين الساهرة، وغرس الأصول والدين والأخلاق وتنمية المهارات المُختلفة للأبناء، كما ينعكس على صحتها النفسيّة ويُعزّز العلاقات الاجتماعيّة على مستوى الأسرة الواحدة.
ولفت إلى أن الكثيرين وجدوا ضالتهم في العمل عن بُعد خلال جائحة كورونا، وإن الكثيرين تمكنوا من القيام بأعمالهم على أكمل وجه عن بُعد ومن المنازل خاصة، لذلك أتمنّى أن يتم تطبيق العمل عن بُعد في الأعمال التي يمكن إنجازها من المنازل خاصة للنساء العاملات والأمهات، والبقية يكون لهم دوام جزئي طالما العمل يتطلب ذلك، خاصة أن المرأة باتت تقوم بدور جبار للتوفيق بين العمل وتربية الأبناء ومتابعتهم، لافتًا إلى أن طول فترة الدوام وغياب الوالدين عن المنزل ينعكس سلبًا على الأبناء ويقعون ضحية انشغال الآباء عنهم.
يأتي تأسيس مركز الاستشارات العائلية «وفاق» تحت مظلة المؤسسة القطريّة للعمل الاجتماعي بهدف المُساهمة في تقوية الزواج والروابط الأسرية والحدّ من التفكّك للفئات المُستهدفة من الأسر التي تعاني من مشكلات زوجيّة وأسريّة، من خلال تقديم الخدمات في المجالين الوقائي والعلاجي.
إضافة تعليق جديد