واشنطن .....توصي اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر السّتة الأولى من حياة الطفل، على أن يبدأ ذلك خلال الساعة الأولى بعد الولادة. إن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حصراً — دون أي طعام آخر — خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل يعزّز نموّه الحسّي والإدراكي ويقيه من الأمراض المعدية والمزمنة.
ولكن لا يُتوقّع من الأمّهات أن يقمن بذلك وحدهنّ. إذ لا بدّ أن تحظى الرضاعة الطبيعية المبكرة والحصرية بدعمٍ من المستشفيات ومراكز التوليد وعاملي الرعاية الصحية والعائلات. وعندما نتحدّث عن دعم الرضاعة الطبيعية من الساعة الأولى بعد الولادة، حريّ بنا أن نذكر الجوانب التي تجلب النفع والجوانب الضارّة.
ما ينفع: الملامسة الجسدية بعد الولادة مباشرة
تساعد الملامسة الجسدية الفورية في تنظيم درجة حرارة المولود الجديد وتعريضه للبكتيريا المفيدة من بشرة أمّه. حيث تقي هذه البكتيريا المفيدة الرضّع من الأمراض المعدية وتساعد في بناء أجهزتهم المناعية.
وللملامسة الجسدية بعد الولادة على الفور وحتى نهاية الرضعة الطبيعية الأولى فوائد أخرى كثيرة أيضاً. فقد تبيّن أنها تزيد من فرص إرضاع المواليد طبيعياً وإطالة زمن الرضاعة، فضلاً عن زيادة معدّلات الرضاعة الطبيعية الحصرية.
إنّ إعطاء المواليد الجدد سوائل أو أغذية غير حليب الأم خلال الأيام الأولى من حياتهم أمرٌ شائعٌ في الكثير من أنحاء العالم، وهو يرتبط على الأغلب بالأعراف الثقافية أو الممارسات الأسرية أو سياسات المستشفيات أو إجراءاتٍ لا تستند إلى أدلة علمية. وتختلف هذه الممارسات بحسب البلد، وقد تتضمن التخلّص من اللبأ، وهو أول حليب يخرج من صدر الأم بعد الولادة ويكون غنياً بالأجسام المضادة، أو إعطاء أحد الأطباء أو كبار الأسرة للوليد سوائل أو أغذية محدّدة، كالحليب الصناعي أو الماء والسكر أو العسل؛ حيث يمكن أن يؤخر ذلك التواصلَ الأول شديد الأهمية بين الوليد وأمّه.
إضافة تعليق جديد