كم حبة فيتامين تتناول يومياً؟ هل تعتمد على جرعات من المعادن الغذائية قبل انتشار فيروس كورونا؟ لجأت غالبية الأفراد إلى تناول الفيتامين "سي" و"د" والمعادن الغذائية على غرار الزنك والسيلينيوم كطريقة من الحماية من كورونا. خطوةٌ أقدم عليها كُثر دون استشارة الطبيب أو مراجعة وضعهم الصحي. لكنّ ما لا يعرفونه أنّ تناول الفيتامينات والمعادن من تلقاء نفسك تؤدي إلى مضاعفات تؤثر على عمل خلايا جسمك، ناهيك عن أنّ فيروس كورونا لا يشبه الرشح أو الزكام الذي نستطيع في حالته تناول الفيتامين "سي" كداعم لصحتنا.
هل الفيتامنيات تحمي من الفيروسات؟
برأي اختصاصية التغذية نغم طنّوس أنّ نقص الفيتامنيات والمعادن في الجسم يزيد من نسبة خطر تعرض الفرد للإصابة بالالتهابات نتيجة فيروس أو بكتيريا تضعف مناعته. وفي ظلّ غياب دراسات علمية عن دور المكملات الغذائية من فيتامينات ومعادن في الحماية من الفيروسات والبكتيريا والتعافي السريع، أكدت ضرورة تقوية المناعة قبل تعرض الجسم للفيروس من خلال وسائل عدّة، أبرزها:
أولاً- اتباع نظام غذائي صحي يتضمن كافة الفئات الغذائية.
ثانياً- الابتعاد عن الدهون المصنعة والمهدرجة الموجودة في المقالي والعجين والأطعمة الجاهزة والسمنة.
ثالثاً- الابتعاد عن السكر كونه يزيد من الالتهابات في الجسم ويبطئ ويضعف المناعة ولا يحتوي على أي فائدة صحية.
رابعاً- الابتعاد عن التدخين لأنّه يزيد نسبة التأكسد في الجسم، ما يؤدي إلى تعرضه لمشاكل صحية وضعف في المناعة.
خامساً- تحرك يومياً بين 6 آلاف و 10 آلاف خطوة.
سادساً- ممارسة التمارين الرياضية أكان شدّ العضل أو الكارديو كالمشي والركض.
سابعاً- النوم المنتظم من 7 إلى 8 ساعات كي يحسن من عمل الهورمونات المسؤولة عن النوم، ما يخفف من التوتر ونسبة الكورتيزول في الجسم وبالتالي يقوي المناعة.
أخيراً- محاولة التفكير بطريقة ايجابية للتخفيف من الضغط النفسي والعصبية وملء الفراغ بأعمال مفيدة.
هذا وأثبتت نتائج الدراسات أنّ الأشخاص الذين يواظبون على هذه النصائح تكون مناعتهم أقوى من غيرهم، ويستطيعون مواجهة أي مشكلة صحية كفيروس كورونا.
من هي الفئات الأكثر عرضة لفيروس كورونا؟
منذ انتشار فيروس كورونا، بدأ العديد من الأشخاص تنظيم حياتهم اليومية من اتباع نظام غذائي صحي والقيام بتمارين رياضية من أجل تعزيز مناعتهم، غير أنّه تبقى مجموعة من الأفراد معرضة أكثر من غيرها للإصابة به نتيجة نقص الفيتامنيات في الجسم، هم:
- المدخنون
- الأشخاص الذين يعيشون بتوتر دائم
- قلة النوم
- من يتبع دايت قاسياً عبر إلغاء فئات غذائية محددة من النظام الغذائي
- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية
في حال أظهرت الفحوصات الدورية ضرورة تناول المكملات الغذائية، يصف الطبيب المختص أنواعاً معينة منها لتناولها، لكنّ هذا لا يعني شراءها من الصيدلية وتناولها من دون وصفة طبيب بطريقة عشوائية لأنّها تضر بجسم الإنسان.
ما هي الفيتامنيات التي تتناولها؟
أشارت طنّوس إلى أنّه منذ انتشار كورونا، بدأ الحديث عن دور الفيتامين "سي" و "د" إضافة إلى معادن الزنك والسيلينيوم للوقاية منه. من هنا، شرحت أهمية كل منها ومخاطره على صحتنا.
أولاً- الفيتامين د
يتواجد هذا الفيتامين في صفار البيض والأسماك الدهنية (التونا، السومو، السردين) والحليب المدعّم بالفيتامين "د" إضافة إلى أنّ التعرض لأشعة الشمس تساعد على إنتاجه. ويقتصر وصف هذا المكمل الغذائي بعد إثبات الفحوصات عن وجود نقص فيه، فيقوم الطبيب بوصفه وتحديد الجرعات أكانت أسبوعية أو شهرية.
في المقابل، أظهرت الدراسات العلمية أنّ تناول الفيتامين "د" على المدى الطويل وبجرعات مرتفعة، قد يؤدي إلى تسمم الجسم ورفع معدلات الكالسيوم في الدم، عن طريق التقيؤ والتعب. هذا ويؤدي فائض هذا الفيتامين في الجسم إلى وجع في العظام ومشاكل في الكلى نتيجة بحص الكالسيوم.
ثانياً- الفيتامين سي
يتواجد في الخضار والفواكه من الليمون والأفندي والفواكه الحمضية كالكيوي والفريز والبروكلي والبطاطا الحلوة. كذلك، تحتوي الفليفلة الحمراء والخضراء على نسبة مرتفعة منه. وتستطيع تأمين احتياجات جسمك من هذا الفيتامين بمجرد تناول حبة من الليمون أو كوب من الخضار.
وفي حال تناولته على شكل المكملات بمعدلات مرتفعة أي فوق 1000 ميلغرام، يؤدي إلى وجع في المعدة وإسهال ونفخة ولعيان وقلق وأرق ووجع رأس. وعند توقفك من تناوله تذهب هذه الأعراض لأنّ الجسم يتخلص من الفيتامين "سي" عبر البول.
ووفقاً للدراسات، قد يتعرض الأشخاص إلى مشاكل في الكلى، وإذا تكدس الحديد لديهم في الجسم قد تؤذي الخلايا إذا وجد مرض جيني، كما يتفاعل مع أنواع من الأدوية التي تستخدم في معالجة مرض السرطان وأدوية خفض الكولسترول السيئ.
الثاً- السيلينيوم
يتواجد في المشتقات الحيوانية كالسمك وثمار البحر والدجاج والبيض والمنتجات النباتية المزروعة في أرض غنية بالسيلينيوم والحبوب والقمح.
وحول مخاطره، يؤدي تناوله بمعدلات مرتفعة فوق 400 ميغروغرام، إلى لعيان وإسهال وتغير في لون الأسنان وتساقط وتكسر في الأظافر والشعر وظهور مشكلة في الجهاز العصبي ومشاكل في البشرة.
رابعاً- الزنك
يتواجد في المحار واللحمة والدجاج والقلوبات النيئة والبقوليات والحبوب.
وعن مضاعفاته: نقص في معدن النحاس ما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز العصبي كالتنميل وضعف في اليدين والقدمين وخطر الاصابة بفقر الدم ولعيان وتقيؤ واسهال ووجع رأس، وقد يؤدي إلى ضعف في المناعة ويخفض الكولسترول الايجابي إضافة إلى تضارب مع أدوية مضادة للالتهابات وأدوية تستخدم في التهاب المفاصل، في حال تناوله يكميات كبيرة.
في المحصلة، نستطيع تأمين احتياجاتنا من خلال المأكولات، مع الأخذ بالاعتبار أنّ تناول المكملات الغذائية على المدى الطويل دون استشارة الطبيب تؤدي إلى أعراض جانبية تؤذي الجسم وتؤثر على فعاليات الدواء من ناحية زيادة تفاعله أو خفضه في الجسم كدواء السيلان. وبالرغم من فعالية هذه المعادن والفيتامنيات في الرشح والزكام لا يعني قدرتها على محاربة فيروس كورونا لأنّ كل فيروس يختلف من حيث بقائه وتأثيراته في الجسم.
إضافة تعليق جديد