في عالم البحث والتحري يرى ضابط بريطاني متخصص برسم الوجوه إلكترونيا أن النساء أفضل من الرجال في تذكر وجوه المجرمين، ويفخر بأنه كشف عن عدد من القضايا الشائكة رغم سخرية وسائل الإعلام من بعض الصور التي نشرها.
وينقل الكاتب جون سيمبسون عن الضابط توني بارنز، المسؤول عن تقنية التعرف على الوجه إلكترونيا في سكوتلانديارد، في تقرير نشرته صحيفة "ذا تايمز" (thetimes) البريطانية، قوله إن النساء يحتفظن بذكريات بصرية أفضل عن الوجوه، لذلك فإنهن أكثر فائدة من الرجال في التعرف على المجرمين.
ذاكرتهن لا تخطأ كثيرا :
يؤكد بارنز (54 عاما) الذي أجرى مقابلات مع أكثر من ألفي شاهد على مدى 11 عاما لإعداد صور بمساعدة الحاسوب لوجوه المشتبه فيهم، أن النمط كان هو نفسه بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية والمستوى التعليمي ونوع الجريمة.
ويسطرد قائلا "من واقع خبرتي، فإن شهادات السيدات أفضل من الرجال عندما يتعلق الأمر بتقنية التعرف على الوجه إلكترونيا. يبدو أنهن يتذكرن الوجوه بشكل أفضل".
ويضيف الضابط البريطاني "عندما يسير الرجال في الشارع، هناك ذلك الإحساس بأنه لا يوجد شيء يمكن أن يؤذيهم. ومن المرجح أن تكون المرأة أكثر حذرا واهتماما بما يحدث حولها".
وأشار إلى أن "هذه هي الطريقة التي أرى بها الأمور. بالتأكيد، عند تقديم الشهادات عبر تقنية التعرف على الوجه إلكترونيا، هن دائما أفضل بكثير في وصف الأشخاص".
التعرف على الوجوه إلكترونيا:
ترك بارنز مدرسة الفنون وانضم إلى شرطة العاصمة بعد أن ضُبط وهو يرسم وجوه زملائه. وحسب رأيه، فإن الضحايا والشهود الذين يتمتعون بمهارات التفكير البصري، أو بذوق فني، أكثر قدرة من الآخرين على وصف الوجوه.
ودرّب بارنز 4 ضباط ليحلّوا محله عندما يتقاعد في مارس/آذار المقبل، لكنه يخشى أن يضيع هذا الفن بمرور الوقت، ويصبح مجرد تخصص ثانوي في سكوتلانديارد.
ويشير بارنز، في هذا السياق، إن "كثيرا من الضباط الذين يعملون على تقنية التعرف على الوجه إلكترونيا في جميع أنحاء البلاد ليسوا بفنانين، وعددهم يقل شيئا فشيئا. مثل أي مهارة، إذا لم تستخدمها ستخسرها".
وتمنح تقنية التعرف على الوجه التي تستخدمها شرطة العاصمة وطوّرتها جامعة كينت، عددا من الاختيارات والخصائص التي يختار الشاهد من بينها ما يتوافق مع وجه المشتبه فيه.
بعد ذلك تبدأ الخوارزمية بجمع الاختيارات ودمجها، ويمكن للضابط إضافة بعض التعديلات للوصول إلى الصورة النهائية.
صور بارنز وكشف القضايا :
وكثيرا ما كانت تلك الصور محل جدل وسخرية، ويعتقد بارنز أن بعض التغطيات الصحفية المتحيزة وردود الفعل الساخرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير عادلة، مشيرا إلى أنه نجح على مدار الأعوام الماضية في تحديد المشتبه فيهم بمعدل 1 على 4.
ويضيف معلقا على أسباب عدم التطابق بين المشتبه فيهم والصور التي ترسمها التقنية "هذا ليس شأننا. يقول الشاهد إن المجرم يبدو هكذا، ثم يعطي موافقته على الصورة قبل نشرها. ننسى غالبا أن هؤلاء الأشخاص تم ترويعهم".
أغرب الصور
يشير بارنز "المثير في الأمر هو أن بعض أغرب الأشياء التي فعلتها على مر الأعوام الماضية جاءت بنتائج جيدة. كانت هناك صورة لمشتبه فيه يشبه القط، ووجدوا بالفعل شخصا بهذه الأوصاف".
ومن القضايا التي نجح بارنز في الكشف عن مرتكبها -وفقا للكاتب- صورة شديدة الدقة بتقنية التعرف على الوجه لشخص تورّط في عملية اغتصاب عام 2017، وسُجن ديري ماكان مدى الحياة بسبب هذه الحادثة التي وقعت في حديقة شرقي لندن في الليلة التي سبقت حفل زفافه.
وعام 2019 رسم بارنز صورا لشخصين نفّذا عملية سطو على مطعم للوجبات الخفيفة شمالي لندن، وتحرّشا بفتاة تبلغ من العمر 13 عاما، وبفضل الصورتين تعرف أحد الضباط على مرتكبي الجريمة، كوان تشان وكاي وانغ، وخضعا للمحاكمة.
إضافة تعليق جديد