تحتفل الكويت في 25 فبراير/شباط من كل عام بعيدها الوطني، وهو ذكرى استقلالها من الاستعمار البريطاني قبل 60 عاما، وتحتفل في 26 فبراير/شباط بعيد التحرير بمناسبة ذكرى تحريرها عام 1991 من الغزو العراقي.
وفي ظل إحياء الذكرى ال60 للاستقلال ، وال30 للتحرير ، فلا تمر تلك الذكرى بدون إلقاء الضوء على دور المرأة الكويتية بمسيرة التنمية بدعم من القيادة الكويتية، التي حرصت منذ فجر الاستقلال على دعم المرأة ونيلها حقوقها.وتمت ترجمة هذا الدعم على أرض الواقع في تحقيق المرأة الكويتية إنجازات ومكاسب متتالية، كان أبرزها حصولها في 16 مايو/ أيار 2005 على حقوقها السياسية ترشحا وانتخابا، وتوليها العديد من المناصب القيادية، وكان أحدثها في يونيو/ حزيران الماضي بتعيين 8 نساء كقاضيات لأول مرة في تاريخ الكويت.
تأتي ذكرى الاستقلال والتحرير بعد تولي الأمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، مقاليد البلاد ، وتعقد الكثيرات من الكويتيات الأمل في نصرته وتأيده لتمكين المرأة في ضوء رؤية الكويت 2035 (كويت جديدة).
كما شهد العالم انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وكانت المرأة الكويتية في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة والتحديات التي نتجت عنها.
- وكان للمرأة الكويتية وقفة مميزة إبان الاحتلال العراقي عقب الغزو في 2 أغسطس/ آب 1990، قدمت من خلالها أجمل صور المقاومة والتضحية، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 83 امرأة كويتية، كانت أولهن الشهيدة سناء الفودري، إضافة إلى 7 أسيرات.
- وبعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي في 26 فبراير/ شباط 1991، كانت سارة أكبر وأول مهندسة بترول كويتية تشارك في إطفاء حرائق الآبار التي أشعلها جنود النظام العراقي السابق.
- كما أكد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في الكثير من المناسبات ضرورة منح المرأة كل حقوقها السياسية لا سيما بعد مواقفها البطولية خلال الغزو سواء في عمليات المقاومة داخل الكويت أو من خلال تنظيم الفعاليات الإعلامية والتظاهرات بالخارج لحشد التأييد الدولي لقضيتها العادلة.
- وبالفعل بدأت تتولى المرأه الكويتية مناصب قيادية، فكانت الدكتورة رشا الصباح أول امرأة تشغل منصب وكيل وزارة لوزارة التعليم العالي وذلك في عام 1993، كما كانت نبيلة الملا أول سفيرة للكويت في الخارج في عام 1993، بينما كانت الدكتورة فايزة الخرافي أول امرأة تشغل منصب مدير جامعة الكويت في العام نفسه.
الدور البطولي للمرأة الكويتية كان محطة مهمة في مسيرة نضالها، التي توجت بنيلها حقوقها السياسية في 16 مايو/ أيار عام 2005 بإقرار مجلس الأمة مرسوم منح المرأة حق الترشيح والانتخاب، لتحقق بذلك نصرا كبيرا.
وفي يونيو/ حزيران من العام ذاته عينت الحكومة أول وزيرة في تاريخ البلاد هي معصومة المبارك.
وتواصلت مسيرة الإنجازات في عهد أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حيث حققت المرأة الكويتية في عهده إنجازات بارزة.
وفي أبريل/ نيسان 2006، سجلت الانتخابات التكميلية للمجلس البلدي حدثا فريدا في تاريخ المرأة السياسي؛ إذ مارست حقها لأول مرة ترشيحا وانتخابا، وسجلت خلاله المرشحة جنان بوشهري أول عملية ترشيح للمرأة الكويتية وحصلت على المركز الثاني.
وفي يونيو/ حزيران من العام نفسه، وافق مجلس الوزراء على تعيين امرأتين من بين 6 شخصيات لعضوية المجلس البلدي لأول مرة في تاريخ الكويت، هما الشيخه المهندسة فاطمة الصباح والمهندسة فوزية البحر.
ثمَّ تُوجّت سياسته الإصلاحية تلك بدخول المرأة لأوّل مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجرى في عهده عام 2009، وقد سمح للمرأة بدخول السلك العسكري.
وتواصلت مسيرة إنجازات ومكاسب المرأة الكويتية بدعم من قيادة البلاد، وفي أحدث تلك الإنجازات، تم تعيين 8 قاضيات في يونيو/ حزيران الماضي، ليصبحن أول قاضيات في تاريخ الكويت.
وأدّت القاضيات الجديدات اليمين القانونية أمام رئيس المجلس الأعلى للقضاء في سبتمبر/ أيلول الماضي، ليبدأن عملهن في مكسب تاريخي جديد للمرأة الكويتية.
ورغم انتشار جائحة كورونا، كان لافتا حضور العنصر النسائي في انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2020، في أول انتخابات برلمانية جرت في عهد الشيخ نواف 5 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وذلك من خلال التواجد بشكل لافت في مراكز الاقتراع بجميع الدوائر الانتخابية.
ورغم عدم فوز المرأة بمقعد في تلك الانتخابات، فإنه تمت الإشادة بالإقبال النسائي، في دلالة على ارتفاع الوعي السياسي لدى المرأة الكويتية وزيادة إيمانها بأهمية المشاركة في اختيار من يمثلها في مجلس الأمة.
وتدعم القيادة الكويتية ملف تمكين ودمج المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، في وقت تسارع فيه الكويت الخطى لتحقيق الهدف الخامس من التنمية المستدامة الذي ينص على المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بما يتناغم مع الأجندة الأممية 2030 ويتسق مع رؤية الكويت 2035.
إضافة تعليق جديد