يعد زواج القاصرات أزمة حقيقية في حياة كل فتاة صغيرة أقل من 18 عاما ، وتكثف الدول مجهوداتها لمواجهة هذة الظاهرة والتوعية بأضرارها ، والعمل على الحد منها .
ففي الصومال يعد زواج القاصرات ، أزمة متصاعدة حيث كشف مسح حكومي هذا العام أن نحو ثلث الفتيات يتزوجن قبل 18 عاما، وأكثر من نصفهن قبل 15 عاما.
ومع تقديم أحد حلفاء الرئيس، محمد عبدالله فرماجو، مشروع قانون يجيز الزواج عند البلوغ الذي ربما يبدأ في سن العاشرة عند بعض الفتيات، تصاعدت موجة الغضب، وسط أصوات داعية لرفض القانون.
رغم أن سن "حفصة" لم يكن يتجاوز 13 عاما، قرر أبوها زواجها من رجل دفع له مئة دولار، وبعد عامين عانت فيهما من الضرب والمعاشرة بالإكراه، تمكنت من نيل الطلاق.
قالت "حفصة" لوكاله "رويترز"، وهي جالسة بجوار أمها التي تعلقت يدها بابنتها: "كان يعاشرني بالقوة ويضربني دائما.. تمنيت لو لم أولد".
وليس هناك قانون يحدد سنا أدنى للزواج في الصومال، وأثار مشروع قانون عرضه أحد حلفاء الرئيس في البرلمان موجة انتقادات بين المشرعين إذ يجيز الزواج عند البلوغ الذي ربما يبدأ في سن العاشرة عند بعض الفتيات.
قالت ديبا بانديان، المتحدثة باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف): "بعض الأسر تزوج بناتها لتقليل العبء المادي أو للحصول على دخل، وبعضها قد يفعل هذا لتأمين مستقبل بناتها أو حمايتهن".
ومع الأزمة السياسية في الصومال، حيث أُعفي رئيس الوزراء من منصبه الشهر الماضي ومن المرجح تأجيل الانتخابات المقررة هذا العام، ليس من الواضح متى يمكن أن يصوت البرلمان على مشروع القانون، وتواجه البلاد أيضا تمرد إسلاميين متشددين.
ويرفض العديد من المشرعين مثل سارة عمر مالين، مشروع القانون التي قالت: "دستورنا قائم على الإسلام، ويقول إن سن الرشد 18 عاما، وهذه هي السن المناسبة للتصويت أو لزواج البنات".
ولم يرد عبد الولي مودي نائب رئيس البرلمان، والذي طرح مشروع القانون على محاولات الاتصال به للتعليق، لكنه قال للنواب إن المشروع راجعه رجال دين وإنه "الأصح استنادا للإسلام".
وقالت نظيفة حسين التي تدير ثلاثة مخيمات في العاصمة لأسر فرت من العنف وتؤوي العديد من الزوجات القاصرات اللائي عانين انتهاكات أو تركهن أزواجهن: "أغلب النساء هنا تزوجن في سن 13 عاما وطُلقن قرب بلوغهن 20 عاما".
وكان من بينهن "سيراد" (16 عاما) الخجول التي كانت تغطي وجهها والتي لديها طفلان. قالت بأسى إن زوجها تركها لكنه إذا عاد فعليها أن تحسن استقباله.
وتابعت: "من غيره يريدني؟... إذا ألقوك في بئر ولا تستطيع الخروج، فالخيار الوحيد هو محاولة العوم".
إضافة تعليق جديد