تحتفل المرأة المصرية في 16 من مارس كل عام بيومها الذي حمل أسمى أيات النضال لسقوط شهيدات قبل أكثر من 100 عام خلال كفاحهن ضد الاحتلال الإنجليزي.
يوم وطني مشهود :
يعود تاريخ يوم المرأة المصرية ، عندما شاركت سيدات في الاحتجاجات التي جابت الشوارع ضد الاحتلال الإنجليزي لأول مرة في تاريخ مصر الحديث.
البداية جاءت بدعوة الحقوقية هدى شعراوي في ذلك اليوم إلى مظاهرة نسائية ضد الاحتلال الإنجليزي، شاركت فيها أكثر من 300 سيدة مصرية.
وخلال المظاهرات سقطت بعض السيدات ليصبحن "شهيدات الوطن"، ويتحول النضال منذ ذلك اليوم إلى جزء من رسالة المصريات للدفاع عن حقوقهن وحقوق بلادهن.
أبرز من سطر التاريخ أسماءهن في صفحاته بحروف من نور بعدما سقطن شهيدات خلال الاحتجاجات الدامية حميدة جليل، التي لقبت بـ"أول شهيدة مصرية" بعدما قتلها رصاص الاحتلال الإنجليزي، إضافة إلى الشهيدات اللاتي سقطن بعد ذلك نعيمة عبدالحميد، وفاطمة محمود، ونعمات محمد، ويمنى صبيح.
وفي 16 مارس 1923، دعت هدى شعراوي إلى تأسيس أول اتحاد نسائي في مصر، بهدف حصول المرأة على حقوقها السياسية والاجتماعية والمساواة مع الرجل، ليس ذلك وحسب، بل ودعت إلى ضرورة حصول الفتيات على حق التعليم العام في جميع مراحله وصولا للجامعي وإصلاح القوانين فيما يتعلق بالزواج.
وناشدت الحقوقية أساتذة القانون والسياسيين دعمها في مطالب تغيير القوانين المصرية في الزواج والتعليم وممارسة الحقوق السياسية.
رغم صعوبة الوضع واعتبار البعض أن مطالب هدى شعراوي مستحيلة التحقق بدأت بعض قطرات الأمل في التساقط، إذ سجل عدد من المناضلات تفوقا في مجالات الريادة؛ ليؤكدن أحقيتهن في التعليم والعمل العام.
هيلانة سيداروس في مجال الطب..... أول طبيبة مصرية.
منيرة ثابت.... أول محامية مصرية وعربية.
أول فتاة مصرية تحصل على شهادة ليسانس الحقوق، وسُجل اسمها في جدول المحامين أمام المحاكم المختلطة عام 1924.
كما سجل التاريخ في دفاتره 16 مارس 1928 باعتباره يوما مجيدا بعد التحاق فتيات بجامعة القاهرة في سابقة تدعو للفخر وقتها.
وحصلت المراة المصرية على حقوقها السياسية بعد تأخرا كثيرا عام 1956.
إذ أن السلطات المصرية لم تسمح للمرأة بممارسة حقوقها السياسية كحق الانتخاب أو الترشح منذ عام 1923 وحتى أقر الدستور ذلك عام 1956، ليعد هذا الانتصار الأول الذي يتحقق للمرأة سياسيا وفقا للقانون المصري.
وفي 16 مارس 1956، أصبحت المرأة المصرية عضوا برلمانيا بعدما سمح الدستور لها بالترشح، ومنحها أيضا الحق في التصويت بانتخابات البرلمان.
أول من نجحتا في الانضمام لعضوية البرلمان المصري كانتا أمينة شكري، وراوية عطية، ليفتح ذلك التاريخ الباب لانضمام العشرات بعد ذلك.
طموح المرأة المصرية لم يتوقف عند ذلك الحد، إذ نجحت في ستينيات القرن الماضي في امتهان بعض الوظائف الرفيعة بالدولة، بدعم من الحكومة التي اعتبرت ذلك جزءا من خطتها لدعم الاقتصاد بشكل أكبر بعد ثورة 23 يوليو 1952.
ومنذ ذلك الوقت بدأت المرأة المصرية تحتل أرفع الدرجات وتتقلد أعلى المناصب في الدولة، لتحقق عشرات الإنجازات الشخصية والعامة، وتمارس دورها الاجتماعي بمهارة وتخدم شعبها وبلدها.
إضافة تعليق جديد