من العادات التي تتفرد بها الجزائر عن غيرها من دول العالم عادة حق الملح.
وتعد تلك العادة هي تقديرا وتكريما للمرأة عن مجهودها في شهر رمضان الكريم حيث يقدم الزوج لها هدية بطريقة تقليدية متوارث عليها.
فعند استقبال المرأة لزوجها من صلاة العيد بأفضل الثياب وأطيب العطور وتقدم له فنجان القهوة فلا يعيد لها هذا الفنجان فارغا ولكنه يضع لها به هدية اما خاتما من الذهب أو مبلغ من المال كعدية ومكافأة لها على مجهودها طوال شهر رمضان كتقديرا .
موروث قديم :
وتؤكد الدراسات الخاصة بالموروث التقليدي الجزائري، أن هذه العادة قديمة منذ 5 قرون بالجزائر، وانتقلت إلى كل من تونس والجزائر خلال فترة تواجد العثمانيين بهذه المنطقة العربية منذ القرن الـ16، وانتقلت بعد ذلك إلى المغرب.
وتشير تلك الدراسات إلى أن "حق الملح" عادة إسعاد الزوجة واعتراف بجميلها لزوجته صباح يوم عيد الفطر، تكون عبارة عن هدية يقدمها لزوجته، وتختلف طبيعة الهدية بين الحناء أو قطعة ذهبية توضع في كأس القهوة أو قطعة من القماش والتي تسمى في الموروث الجزائري بـ"محرمة الفتول".
و"حق الملح" مستمدة أصلا من التراث اللغوي لسكان المغرب العربي لاسيما الجزائر، إذ أن كلمة "الملح" تعني "العشرة" ويقال "أكل ملحي" والتي تعني بأن ذلك الشخص دخل منزل القائل وأكل من زاده، بينما يُقصد في معناها العميق أن "من أكل ملحك أصبح واحدا من أفراد العائلة وباتت تربطه بهم عشرة تشبه صلة الرحم".
و"حق الملح" يعني "رد الجميل بالجميل"، أي إنصاف المرأة بهدية في عيد الفطر على "الملح" أو "الأكلات" التي قدمتها لعائلتها طوال شهر رمضان.
إضافة تعليق جديد