احتجت عدد من الأسر الكردية بشمالي سوريا على التجنيد الإجباري لفتياتهم صغيرات السن في ميليشيا كردية بالمنطقة.
فأمام مبنى تابع للأمم التحدة في مدينة قامشلي شمالي البلاد، تجمع الأحد نحو 30 شخصا ورفعوا لافتات مطالبين بعمل ما يلزم لإعادة فتياتهم،
بعد تقارير تفيد بتجنيد عدد من الفتيات، بعضهن بالقوة.وأفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة هذا العام، بأن أكثر من أربعمئة طفل تم تجنيدهم ما بين عامي 2018 و2020 في ميليشيا تُعرف باسم وحدات حماية الشعب، وفروع تابعة لها.
ولعبت وحدات حماية الشعب دورا رئيسيا في هزيمة تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية في سوريا – ولطالما تشيد هذه الوحدات بالدور الذي تضطلع به النساء في صفوفها.
وتمثل تلك الوحدات فصيلا رئيسيا في قوات سوريا الديمقراطية، والتي تعدّ بدورها الجيش الفعلي للإدارة الكردية ذاتية الحكم.
وقالت بلقيس حسين، 45 عاما، إن ابنتها مفقودة منذ ثمانية أيام، وإنها لا تدري ما إذا كانت ميليشيا كردية قد اختطفتها أو أن الفتاة ذهبت طواعية.
وأضافت بلقيس للوكالة الفرنسية للأنباء: “نخشى على مستقبل أبنائنا، لا ينبغي إجبارهم على التجنيد أو على حمل السلاح”.
وقال محمد شريف إن ابنة له عمرها 16 عاما مفقودة منذ أسبوع تقريبا. وأضاف: “أريد أن تعود ابنتي للبيت”.
وتابع شريف بأنه يعتقد بوجود ابنته فيما يُعرف بوحدات حماية المرأة، التي تضم النساء المقاتلات، في مقابل وحدات حماية الشعب التي تضم الرجال>
وكلاهما جزء من قوات قوات سوريا الديمقراطية التي تم الإعلان عن تأسيسها في مدينة القامشلي في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015.
وفي يونيو/حزيران 2019، وقّعت السلطات الكردية على خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة لإنهاء عمليات تجنيد الأطفال وحظرها.
لكن منذ توقيع الاتفاق، رصدت الأمم المتحدة ما لا يقل عن 160 حالة تجنيد.
وقال خالد جابر، الرئيس المشارك لوحدة حماية الطفل بمناطق الإدارة الكردية، إن مكتبه “تلقى في الآونة الأخيرة عددا من الشكاوى تتعلق بتجنيد الأطفال للقتال”.
وأضاف جابر أن أكثر من 213 طفلا ممن كانت ميليشيات كردية جنّدتهم قد أعيدوا إلى أُسرهم، ومن بين هؤلاء 54 الشهر الماضي.
وشدد جابر، كما نقلت عنه الوكالة الفرنسية للأنباء: “نرفض بشكل قاطع تجنيد أي طرف للأطفال”.
ويُعتقد أن كل أطراف الصراع في سوريا قامت، خلال الأعوام العشرة الماضية، بتجنيد فتيان وفتيات دون السن القانونية للتجنيد .
إضافة تعليق جديد