تحتفل المرأة الإماراتية بيومها التاريخي وهو 28 أغسطس من كل عام ، فقد أمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتأسيس "جمعية نهضة المرأة الظبيانية" عام 1973 ثم "الاتحاد النسائي العام" عام 1975 والذي شكل الشعلة التي أضاءت مسيرة المرأة ومازال المنبر الذي تعتليه ليكون صوتها مسموعا لدى الجميع وأسند هذه المهمة للشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، التي استلهمت فكر "زايد الخير" وقادت مسيرة عمل المرأة الإماراتية صوب دروب التميز والفخر والعزة والارتقاء.
وأصدر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نهاية شهر يوليو/ تموز 2003 مرسوما اتحاديا بإنشاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الذي يهدف إلى الارتقاء بمستويات الرعاية والعناية بشؤون الأمومة والطفولة. وحرصت الإمارات منذ قيام اتحاد الدولة عام 1971، على الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها، من بينها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في عام 2004، والاتفاقية الخاصة بساعات العمل في الصناعة في عام 1982، والاتفاقية الدولية المتعلقة بالعمل الجبري أو الإلزامي في عام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن تفتيش العمل في الصناعة والتجارة في عام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن عمل النساء ليلا في عام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن مساواة العمال والعاملات في الأجر في عام 1996، والاتفاقية الدولية المعنية بإلغاء العمل الجبري في عام 1996، والاتفاقية الدولية المعنية بالحد الأدنى لسن الاستخدام في عام 1996.
وتم تعيين أول وزيرة إماراتية في آخر تشكيل لمجلس الوزراء أجراه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2004، قبل وفاته في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام، ليؤكد بذلك استمرارية وقوفه ومساندته للمرأة في جميع مواقع العمل والمناصب ليرتقي بها الى منصب الوزيرة. وتواصلت مسيرة دعم وتمكين المرأة في ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، حت أضحى عدد الوزيرات في الحكومة الحالية 9 وزيرات. وكان من المحطات الفارقة في مسيرة دعم المرأة منحها عام 2006 حق التصويت والترشح في المجلس الوطني الاتحادي، حتى تولت المرأة الإماراتية رئاسة المجلس الوطني الاتحادي عام 2015.
و من المحطات التاريخية الفارقة في رحلة تمكين المرأة في الإمارات، كان إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات، وتأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين عام 2015. وفي العام نفسه، دشنت الشيخة فاطمة بنت مبارك الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية للمرة الأولى في 28 أغسطس/ آب من العام 2015 اعترافا بأهمية المرأة ودورها المحوري في المجتمع وضمن مسيرة طويلة قطعتها الدولة من أجل تمكينها. و على صعيد البيئة التشريعية الداعمة لتمكين المرأة، أصبحت دولة الإمارات في عام 2012، أول دولة في المنطقة تسن تشريعاً يقضي بإلزامية تمثيل المرأة في عضوية مجالس إدارة الهيئات، والشركات، والمؤسسات الحكومية.
كما يمكن القول إن عامي 2019 و2020 كانا عامي المرأة بامتياز في دولة الإمارات التي أصدرت خلالهما نحو 11 قانوناً جديداً وتعديلاً تشريعياً انصبت جميعها في مصلحة تعزيز حقوق المرأة وتمكينها في جميع المجالات. وكان من أبرزها المرسوم بقانون اتحادي رقم 6 لسنة 2020 الخاص بتعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم 8 لسنة 1980 في شأن تنظيم علاقات العمل، والذي نص على مساواة أجور النساء بالرجال في القطاع الخاص، ومنح العامل في القطاع الخاص "إجازة والدية" مدفوعة الأجر لرعاية طفله، لتكون بذلك دولة الإمارات أول دولة عربية تمنح إجازة الوالدية للعامل في القطاع الخاص. كما أصدرت الإمارات قراراً في عام 2019 بالمساواة في الرواتب والأجور بين الجنسين في الجهات الحكومية، لتكون الإمارات بذلك أول دولة في المنطقة تصدر تشريعاً من هذا النوع، كما شهد العام نفسه قرارا تاريخيا أسهم في تحقيق التمكين السياسي للمرأة، بل جعل الإمارات نموذجاً عالمياً ملهماً يحتذى به في هذا المجال، وهو القرار التاريخي للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%.
وتتويجا لتلك الجهود، تحتل الإمارات المركز الأول إقليمياً و18 عالمياً في مؤشر الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين، وتتطلع إلى دخول قائمة العشرة الكبار عالمياً، كما تحتل الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير البنك الدولي "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون" 2021، محققة العلامة الكاملة في 5 محاور هي: حرية التنقل، والعمل، والأجور، وريادة الأعمال، والمعاش التقاعدي. وتسعى "مئوية الإمارات 2071" من خلال رؤيتها وأهدافها إلى الاستثمار بالدرجة الأولى في شباب الإمارات، وتعزيز مشاركة المرأة في كل القطاعات، والعمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
إضافة تعليق جديد