المنصة بوست -وكالات
استطاع فريق من محققين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "FBI"، من استعادة ملايين الدولارات من محفظة للعملة المشفرة "بيتكوين"، كانت قد دفعت فدية للقراصنة، بعد هجومهم على خطوط أنابيب النفط التابعة لشركة "كولونييال" الشهر الماضي، والذي تسبب في وقف إمدادات النفط والوقود لولايات الساحل الشرقي.
وبحسب ما ذكره بعض الأشخاص المطلعين على التحقيقات، فإن استعادة الفدية تعتبر نجاحا نادرا باهرا، بالنسبة لشركة وقعت ضحية لهجوم إلكتروني يطلب فدية، وإنجازا لوزارة العدل الأميركية.
وقد صرح الرئيس التنفيذي لشركة خط الأنابيب "كولونييال" جوزيف بلونت، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، في مقابلة نشرت الشهر الماضي، إن الشركة وافقت على دفع الفدية البالغة 4.4 ملايين دولار، لأن المسؤولين لم يعرفوا وقتها مدى تدخل القراصنة، وكم الوقت المطلوب لاستعادة العمليات في خط الأنابيب.
فيما أشار العض أنه من خلف الكواليس، اتخذت الشركة خطوات مبكرة لإخطار مكتب التحقيقات الفيدرالي، واتبعت تعليمات ساعدت المحققين على تتبع الدفع إلى محفظة العملة النقدية التي تستخدم من قبل القراصنة، والتي يعتقد أن مقرها في روسيا
هذا وقد ربط المسؤولون الأميركيون بين الهجوم السيبراني ومجموعة قراصنة تعرف باسم "داركسايد"، يقال إنها تتقاسم أدواتها الخبيثة مع مخترقين إجراميين آخرين.
ولم تكن تلك هي عملية القرصنة الأولى التي تتعرض لها الشركات هذا الشهر في أمريكا ، فقد أعلنت مجموعة الأغذية الزراعية البرازيلية العملاقة "جي بي إس"، أضخم شركة في العالم في مجال تعبئة اللّحوم، الأربعاء، أنّها دفعت فدية مالية قدرها 11 مليون دولار بعملة البيتكوين لقراصنة معلوماتية هاجموها.
وقال أندري نوغييرا، الرئيس التنفيذي للفرع الأميركي للمجموعة، في بيان، إنّ دفع الفدية المالية "كان قراراً مؤلماً للغاية، لشركتنا ولي أنا شخصياً".
وأضاف: "لكنّنا شعرنا بضرورة اتخاذ هذا القرار لمنع أيّ مخاطر محتملة على عملائنا". وأوضح البيان أنّ الشركة دفعت "ما قيمته 11 مليون دولار فدية ردّاً على القرصة الإجرامية لعملياتها".
وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" قال نوغييرا إنّ الفدية المالية دُفعت بعملة البيتكوينالرقمية المشفّرة.
ولفت البيان إلى أنّه "وقت الدفع، كانت الغالبية العظمى من مرافق الشركة تعمل"، مشيراً إلى أنّ المجموعة قرّرت دفع الفدية "لضمان عدم تسرّب أيّ بيانات" و"تجنّب أيّ مشاكل غير متوقّعة مرتبطة بالهجوم".
وكان الفرع الأميركي للمجموعة البرازيلية أخطر السلطات الأميركية بأنّه تعرّض لهجوم إلكتروني باستخدام برنامج فدية مصدره "منظمة إجرامية مقرّها على الأرجح في روسيا"، وفقاً للبيت الأبيض.
وعقب هذا الهجوم قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّه لا يستبعد اتخاذ إجراءات انتقامية ضدّ روسيا.
واستهدف الهجوم السيبراني خوادم تعتمد عليها الأنظمة المعلوماتية للمجموعة في أميركا الشمالية وأستراليا، وقد أدّى بالخصوص إلى شلّ أنشطة المجموعة في أستراليا وتعليق بعض خطوط الإنتاج في الولايات المتحدة.
و"جي بي إس" هي شركة متخصّصة في منتجات لحوم البقر والدجاج والخنازير، وهي إحدى أضخم شركات المواد الغذائية في العالم.
وإلى جانب البرازيل وسائر دول أميركا اللاتينية، لهذه الشركة وجود في كلّ من الولايات المتّحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا.
وغالباً ما تستهدف هجمات إلكترونية مماثلة الشركات المتعدّدة الجنسيات حول العالم.
وفي مطلع مايو استهدف هجوم سيبراني شركة "كولونيال بايبلاين" التي تمتلك أكبر شبكة لأنابيب الوقود في الولايات المتحدة ترسل البنزين ووقود الطائرات من ساحل خليج تكساس إلى الساحل الشرقي المكتظ بالسكّان
ولاحقاً أقرّت الشركة بأنّها دفعت للقراصنة فدية بعملة البيتكوين قدرها 4.4 مليون دولار.
والاثنين، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنّها استعادت أكثر من نصف قيمة هذه الفدية من مجموعة القرصنة الإلكترونية "داركسايد" التي نفذت الهجوم السيبراني على "كولونيال بايبلاين".
إضافة تعليق جديد