يتميز الشعب المورتاني بأنه من أكثر الشعوب تكافلا ، فيمثل شهر رمضان بالنسبة لهم بابا من أبواب الجنة التي يمنحهم الله للبشرية ، فإن رمضان بالنسبة لهم هو فرصة نادرة وباب مفتوح للمبادرة إلى الطاعات وأعمال الخير، وتلعب أجهزة الإعلام الرسمية من إذاعة وتلفزيون دورا بارزا في إيصال صوت العلماء، تعليماً وتوجيهاً وإرشاداً خلال الشهر الكريم، ولا يخلو إحياء الموريتانيين لرمضان من طقوس تعكس تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم العريقة.
ويلقى إحياء الموريتانيين لرمضان اهتماما رسميا وشعبيا ملحوظين فالحكومة تنظم وتوجه من خلال لقاءات العلماء والأطباء في برامج قنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة التي تواكب الشهر الفضيل من خلال محاضرات يتم نقل بعضها مباشرة على الهواء سواء في نواكشوط العاصمة أو المحافظات وذلك من خلال 17 قناة تلفزيونية وإذاعية من أبرزها تلفزيون المحظرة وإذاعة القرآن الكريم ويجيب العلماء والأطباء على أسئلة الصائمين، وهو ما يلقى إقبالا كبيرا في الشهر الكريم وتبدأ هذه البرامج من صلاة الظهر إلى ما بعد منتصف الليل.
رمضان بابا من التكافل الاجتماعي والعطاء :
- يستقبل الموريتانيون من ميسوري الحال والفقراء شهر رمضان الفضيل، الذي يعتبرونه مؤاتيا للإكثار من صلة الأرحام ومد يد المساعدة للفقراء.
- وتتنوع عمليات البر التي يعتادها الموريتانيون في شهر رمضان بعيدا عن السياسة بداية بما تنفذه السلطات من خلال برامج اجتماعية تستهدف المساجد وأبناء المناطق الفقيرة ومراقبة صارمة لأسعار المواد الأساسية إلى تلك التي يقوم بها بعض الأثرياء لصالح العمال والموظفين ففيما يقدم البعض راتبا إضافيا بمناسبة الشهر الكريم تقدم شركات أخرى مكافآت بمناسبة رمضان.
طقوس رمضانية خاصة :
- الإقبال على المساجد يبلغ أوجه في هذا الشهر الكريم، حيث تزدحم بالمصلين الحريصين على أداء الصلوات في الجماعة، كما تشهد صلاة التراويح إقبالا خاصا وتحرص غالبية المساجد على ختم القرآن الكريم خلالها، حيث تشتهر هذه البلاد بكثرة حفظة القرآن فيها
- يحرص الصائمون على حضور الدروس اليومية التي تلقى في هذه المساجد والتي تبين للناس أحكام دينهم، ويجيب من خلالها الفقهاء على تساؤلات المستفتين حول مختلف الأحكام المتعلقة بالعبادات والنوازل المختلفة، وتمثل هذه الدروس امتدادا طبيعيا للدور التاريخي لـ الجامعات الشنقيطية المتنقلة المعروفة بـ"المحاظر" والتي كان لها دور أساسي في نشر العلوم العربية والإسلامية في المنطقة.
المائدة الرمضانية :
وتتشابه العادات الغذائية لدى المجتمع الموريتاني في رمضان، وتشكل روتينا شبه ثابت منذ فترة طويلة. ورغم أن بعض الوصفات الوافدة بدأت تتسلل خلال الأعوام الأخيرة إلى المطابخ الموريتانية إلا أن تأثيرها يبدو طفيفا، حيث لا يزال التمر أول ثوابت الإفطار امتثالا للسنة النبوية الشريفة.
- يظل "اطاجين" الوجبة الرئيسة التي لا تخلو مائدة إفطار موريتانية منها وهو عبارة عن طبخة معدة من البطاطس باللحم.
- "الزريق" يمثل المشروب الأساسي وهو عبارة عن خليط بين التمر و حليب بالسكر والحريرة بشقيها التقليدي من القمح والشعير والذرة أو الجديد من الخضروات واللحوم بالإضافة إلى بعض المعجونات الغذائية إحدى أهم الموائد ساعة الإفطار ومن المشروبات التي يفضلها الموريتانيون في إفطارهم إضافة إلى الزريق ومشروب بيسام أي الكركديه.
- "الشوربة" المعدة من الخضار أو الطحين.
- الشاي الأخضر الموريتاني المنعنع ( لاتخلو مائدة الإفطار منه) بأدواره الثلاثة والذي عرف قديما بأنه لا يصلح دون "ثلاث جيمات" تشير إلى كلمات "الجماعة" و"الجمر" و"الجر" وتعني أن يجمع مجلسه أكبر عدد ممكن الأفراد، وأن يعد على نار هادئة لا تنقص من سخونته، وأن يعمل معده على إطالة فترته. ويدخل كل ذلك في إطار إكرام الجلساء والترفيه عنهم.
حلق شعر الأولاد :
وتشكل حلاقة رؤوس الأولاد في شهر رمضان الكريم إحدى العادات، حيث يكف الكثير منهم عن حلاقة شعر رؤوسهم، وشعور أطفالهم في الأيام السابقة للشهر الكريم ومع الأيام الأولى يبدؤون حلاقتها، تيامناً بالشعر الذي ينمو مع مرور أيام الشهر الفضيل الذي يسمونه "زغبة رمضان كما تشمل الطقوس العديد من المناسبات السعيدة، مثل عقود الزواج، والدخول للمنازل الجديدة.
إضافة تعليق جديد